نظم عدد من سكان وتجار شارع عبد الله الشفشاوني والأزقة المجاورة له، منها زنقة تازة ببرشيد، وقفة داخل قاعة الاجتماعات، تزامنا مع الجلسة الثانية من الدورة العادية لشهر أكتوبر لجماعة برشيد، التي عقدت الخميس الماضي، لمطالبة المسؤولين بالتدخل العاجل لرفع الضرر الذي لحقهم جراء احتلال الملك العمومي من طرف الباعة الجائلين.
ورفع المحتجون، خلال الوقفة، مجموعة من الشعارات المنددة بالوضع الذي أصبحت عليه برشيد بسبب انتشار الباعة الجائلين، ما دفع باشا المدينة ورئيس المجلس الجماعي إلى فتح حوار مع المحتجين.
تزايد احتلال الملك العمومي بشوارع برشيد كشف النقاب عن عجز السلطات المحلية والمجلس الجماعي بخصوص الملف، بعدما أصبح السكان، خاصة بأحياء المدينة القديمة (القيسارية) والحي الحسني، وياسمينة (بمحيط مسجد محمد السادس) وحي وفيق، يعانون من تبعات فوضى كبيرة بسبب انتشار الباعة المتجولين، سواء منهم أصحاب العربات المجرورة بالدواب أو المدفوعة باليد وكذا «الفرّاشة»، الذين باتوا يحتلون الملك العمومي، في غياب تام لحلول جذرية لحل هذا الملف، ليبقى دور السلطات المحلية غير مجد أمام مشكل يصعب حله، وهو ما أفشل مشاريع إعادة تنظيم الباعة الجائلين واحتوائهم بأسواق القرب بالحي الحسني التي تحولت إلى أطلال، ومنهم من حولها إلى محل لتخزين البضائع في غياب قرارات صارمة، فضلا عن غياب الدور الأساسي للمجلس الجماعي، بصفته القانونية، في إيجاد حلول لهذه المعضلة الخطيرة.
هذا المشكل تحول معه عدد من سكان الأحياء السكنية ببرشيد إلى سجناء داخل منازلهم، بعدما أصبحوا محاصرين من طرف الباعة المتجولين. وعبر بعض السكان، في أكثر من مناسبة، عن أسفهم لما يعرفه الحي الذي أصبح يشكل نقطة سوداء، مهددين بتنظيم مسيرة احتجاجية إلى ولاية الجهة، بعدما أصبح هذا المشكل مصدر قلق وإحراج للمسؤولين المحليين.
وكشف المحتجون أن الملف أضحى أحد الإكراهات التي تتخبط فيها ساكنة برشيد بسبب الفوضى واحتلال الملك العمومي من طرف الباعة المتجولين بالعربات المجرورة بالدواب أو أصحاب السيارات الفلاحية الذين يتخذون أحياء المدينة وبعض شوارعها الرئيسية أماكن لترويج سلعهم وحولوها إلى أسواق عشوائية تحكمها الفوضى والتسيب الأمني في ظل غياب دور السلطات المحلية والمجلس البلدي لتنظيم الباعة وتحسين عملية السير والجولان ببعض الشوارع التي تحولت إلى سوق مفتوح للباعة المتجولين الذين يعرضون مختلف بضائعهم وسلعهم، متسببين في إغلاق أبواب منازل الساكنة، الشيء الذي يؤدي إلى عرقلة حركة السير والمرور.
هذا ويستغرب العديد من المتتبعين للشأن المحلي ببرشيد من ملف الباعة الذي كان على السلطات والمجلس الجماعي وضع حل له من خلال استغلال السوق الأسبوعي بطريق الكارة وجعله سوقا يوميا، مع إرغام جميع الباعة الجائلين بالمدينة على الدخول إليه، وبالتالي إعطاء السوق الأسبوعي للجماعات القروية المحيطة بالمدينة.