احتجاجات تجبر العثماني على «الهروب» ببني ملال
بني ملال: مصطفى عفيف
أجبرت الاحتجاجات التي نظمها عشرات المواطنين أول أمس (السبت)، سعد الدين العثماني، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة الحالي، على التعجيل بإنهاء الكلمة الافتتاحية التي كان يلقيها خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الجهوي الخامس لحزب العدالة والتنمية بجهة بني ملال ـ خنيفرة، ومغادرة قاعة المؤتمر عبر الباب الخلفي، فيما قام بعض المحسوبين على شبيبة الحزب بمهاجمة عدد من ممثلي وسائل الإعلام الذين كانوا ينتظرون تصريحا صحفيا من الأمين العام للحزب، ليفاجؤوا بأن سعد الدين العثماني غادر المدينة.
وكان المؤتمر الجهوي لحزب العدالة والتنمية، المنعقد عصر أول أمس (السبت) بقاعة الأفراح بمدينة بني ملال، عرف حضور عشرات من المواطنين الذين كانوا يرغبون في استقبالهم من طرف رئيس الحكومة من أجل تقديم تظلماتهم، إلا أن هذه المحاولة باءت بالفشل بعد منعهم من ذلك من طرف بعض المحسوبين على الحزب الذين استعرضوا عضلاتهم على النساء والشيوخ، حيث احتج عدد من متضرري الأراضي السلالية الذين حضروا لإيصال صوتهم لرئيس الحكومة بخصوص ما بات يعرف لدى الرأي العام المحلي ببني ملال بمحاولة السطو على حوالي 407 هكتارات وتفويتها لإحدى الشركات العقارية المقربة من جهات نافذة، وهو الملف الذي حاولت من خلاله تلك الجهات فبركة قضايا وتلفيق التهم لتسعة أشخاص، من ضمنهم أعضاء من جمعية ائتلاف الكرامة لحقوق الإنسان ببني ملال وسلاليو أولاد إعياد، والزج بهم في ردهات المحاكم.
وعرفت الوقفة الاحتجاجية حضور عائلة الشاب «المهدي» الذي كان ضحية طلقة نارية من مسدس وظيفي لرجل أمن ببني ملال وتسببت في بتر ساقه بعد إصابته بتعفنات وعدم خضوعه لعملية جراحية في الوقت المحدد، وهي الوقفة التي رفع خلالها المحتجون مجموعة من الشعارات في وجه رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، وأجبروه على التقصير في كلمته ومغادرة المنصة الرئيسية للمؤتمر، قبل مغادرة القاعة من الباب الخلفي، تحت حراسة لصيقة من طرف كتائب شبيبة «المصباح».
هذا وجاء هروب العثماني ليعكس مضمون الكلمة الافتتاحية التي ألقاها، والتي أكد خلالها بالحرف «لي عندو شي مشكلة يعطيها لينا وواجبنا أن ننصت لكم وأن نقوم بجهدنا لحل المشاكل»، وهي الكلمة التي تأتي لتكذب واقع الشعارات التي رفعها الأمين العام لحزب «المصباح».