شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرمجتمعوطنية

احتجاجات بمطرح «أم عزة» بعد صفقة بعشرات المليارات

ولادة متعثرة لصفقة دولية لتخليص الرباط من قنبلة بيئية

مقالات ذات صلة

 

الأخبار

كشفت الاحتجاجات التي يخوضها أزيد من 160 عاملا بمطرح أم عزة للنفايات، الذي يمتد على مساحة 110 هكتارات، والذي يستقبل نفايات العاصمة الرباط وتمارة وسلا و13 جماعة، عن ولادة مترنحة لصفقة بعشرات المليارات.

الاحتجاجات التي جاءت عقب فسخ عقد شركة «بيزورنو»، وتولي شركة لمهمة تدبير المطرح في إطار فترة انتقالية، قبل الإعلان عن فوز شركة «فيوليا» الفرنسية بصفقة التدبير المفوض لمطرح أم عزة، كشفت عن تقصير، ترجمته ثغرات في مسار تدبير الصفقة على مستوى تدبير الإرث المرتبط بالعنصر البشري، وهو ما جعل العمال يخوضون إضرابا مفتوحا في هذا المطرح، الذي تحول إلى قنبلة بيئية تهدد مدينة الرباط، بعد تكدس حوالي 400 ألف طن من عصارة النفايات في أحواض عملاقة، وعدم القدرة على معالجتها، قبل الشروع في التخلص منها برميها بسواحل مدينة سلا، في خطوة قوبلت بصمت مطبق من طرف حكومة العثماني.

ووفق المعطيات المتوفرة، فإن شركة «فيوليا» طالبت بتقليص عدد العمال، واحتجت بأن تدبير المطرح يتطلب ثلث العدد فقط، وتمسكت في حال رفض ذلك بمراجعة العقد، هذا رغم أنها ستحصل على سلة امتيازات سخية، ستجعل الدولة تتحمل ليس فقط العبء الاستثماري، بل أيضا حل مشكل «الليكسيفيا»، مع تقديم منحة تقدر بحوالي 6724 مليون درهم موزعة على عشر سنوات لفائدة «فيوليا»، وذلك بعد فسخ عقد شركة «بيزورنو»، دون تسوية وضعية العمال وترتيب طريقة انتقالهم إلى الشركة الجديدة، ما يهدد الصفقة الحالية بـ«بلوكاج» مفتوح.

وكان مطرح أم عزة قد تحول إلى قنبلة بيئية تسببت في تلوت مياه نهر أبي رقراق، بعد إهمال هذا الملف رغم التهديد الذي يشكله بالنسبة إلى العاصمة، الأمر الذي جعل بعض المستشارين ينتقدون التركيز عل مشاريع الواجهة وصفقات العشب والإنارة والتزيين وتشييد القناطر والأنفاق من طرف ولاية الرباط، عوض العمل على تخليص المدينة والجماعات المحاذية لها من خطر الأحواض العملاقة.

وكان تكدس مئات الأطنان من مادة «الليكيسفيا» السامة بالمطرح، أدى إلى انتشار روائح جد كريهة امتدت إلى محيط فيلات وإقامات خاصة بأسماء من العيار الثقيل، بعد ان تجاوزت الدواوير المحاذية للطريق السيار، وواصلت انتشارها إلى منطقة السويسي والغولف، ما فرض المبادرة إلى اتخاذ عدد من الإجراءات الطارئة، منها تخصيص مليار و300 مليون سنتيم من طرف وزراتي الداخلية والبيئة، كدعم لاحتواء هذا المشكل.

كما تمت الاستعانة بـ«بكتيريا» تم تطويرها في مختبر فرنسي لمعالجة آلاف الأطنان من السوائل السامة، التي تكدست في أحواض عملاقة، بعمق خمسة أمتار قبل تبخيرها، وهي التدابير التي كان لها أثر جد محدود، قبل أن يتم التفكير في دفن المشكل بالبحر، وذلك بعد أن تم إقبار مشروع واعد تبناه الوالي السابق محمد مهيدية، لإنشاء مصنع داخل المطرح من أجل معالجة المياه السامة بقيمة تفوق 5 مليارات سنتيم.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى