شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرمجتمع

احتجاجات بمستشفى تارودانت بعد تعنيف ممرضة

الممرضة وضعت شكاية ضد الطبيب المتهم لدى الشرطة

تارودانت: محمد سليماني

مقالات ذات صلة

 

ما زالت قضية تعنيف ممرضة من قبل طبيب جراح، بمصلحة الجراحة بالمركز الاستشفائي الإقليمي المختار السوسي بتارودانت، تتفاعل يوما بعد يوما، ما ينذر بأيام ساخنة ما بين الأطباء والممرضين بهذا المرفق الحيوي.

وحسب المعطيات، فقد خرج مجموعة من الممرضين والممرضات في وقفة احتجاجية، عشية يوم الجمعة الماضي، وذلك تنديدا بالسلوك العنيف الذي أقدم عليه طبيب جراح بالمستشفى ذاته، في حق ممرضة تعمل بمصلحة الجراحة، حيث قام بركلها ومحاولة صفعها على خدها، وذلك أمام مرأى ومسمع بقية زملائها العاملين بالمصلحة. وقد جابت الوقفة الاحتجاجية المستشفى، قبل الوصول إلى المركب الإداري للمشفى، حيث ألقيت كلمات تضامنية مع الممرضة (ح. ر) المعتدى عليها، ثم للضغط على الإدارة للتدخل الحازم لحماية الأطر التمريضية التي كانت تتعرض في السابق للاعتداءات من قبل المرضى والمرتفقين، واليوم أصبح العنف مزدوجا، إذ أصبحت تتعرض للاعتداءات حتى من زملاء المهنة. واستنادا إلى المصادر، فإن إقدام الطبيب على تعنيف الممرضة جاء بعدما رفضت هذه الأخيرة القيام ببعض المهام الطبية، والتي ليست من اختصاصها، الأمر الذي أغاظ الطبيب، ليعمد إلى تعنيف الممرضة.

وبعد هذا الحادث المثير، أقدمت الممرضة على وضع شكاية ضد الطبيب المعتدي لدى المصالح الأمنية بمدينة تارودانت، بتهمة إهانة موظف أثناء أداء مهامه، كما أنها رفضت التنازل عن الشكاية ما لم تسترد اعتبارها وكرامتها، حسب تعبير المصدر.

وما زالت الحدود الفاصلة ما بين مهام الممرض والطبيب غير واضحة المعالم، حيث إن الممرضين يُلزمون أحيانا بالقيام بمهام من صلب اختصاص الأطباء، غير أنه في غياب هؤلاء أحيانا يكون الممرض مضطرا إلى القيام بهذه المهام، خصوصا في الحالات الاستعجالية، لأنه في حالة الرفض سيكون في مواجهة القانون الجنائي، وخصوصا الفصل المتعلق بعدم تقديم المساعدة لشخص في حالة خطر، رغم أن كثيرا من هذه المهام يجب أن يقوم بها الممرض تحت إشراف الطبيب وفي حضوره.

ودخلت النقابة المستقلة للممرضين وتقنيي الصحة بتارودانت على الخط، مباشرة بعد تسجيل تعنيف الممرضة، حيث كشفت أن «بعض الأطر المحسوبة على الصحة بالمستشفى الإقليمي المختار السوسي بتارودانت، متشبعة بالعنف لتصريف عجزها الحقيقي عن أداء واجباتها المهنية على أكمل وجه»، ودعا التنظيم النقابي إدارة المستشفى إلى «التدخل بحزم وتطبيق القانون في حق الطبيب الذي لا يكف عن إهانة الأطر التمريضية وتبخيس عملها وبسط تعنته، والاعتداء اللفظي والجسدي عليها». وعبرت النقابة عن رفضها «الاستقواء واستعراض العضلات على الممرضات»، كما قررت «الرد على هذا الاعتداء الجسدي بالقانون، لحماية الممرضين من شطط كل من سولت له نفسه التطاول على الممرضات، أو مضايقتهن خلال أدائهن لعملهن».

وحسب المعطيات، فإن إدارة المستشفى حاولت منذ إبلاغها بما وقع داخل مصلحة الجراحة تطويق الأزمة ورأب الصدع ما بين الطرفين، مخافة أن تتطور الأمور إلى ما لا يحمد عقباه، وتصير العلاقة ما بين طرفي المنظومة الصحية بالمستشفى في تشنج دائم، ما قد يؤثر على انسيابية العمل داخل مختلف المصالح الطبية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى