النعمان اليعلاوي
طفا الصراع الخفي بين الأمين العام لحزب الاستقلال، نزار بركة، والقيادي في الحزب وعضو لجنته التنفيذية، حمدي ولد رشيد، على الاجتماع الأخير لشبيبة “الميزان” الذي احتضنه المقر العام للحزب، أول أمس (الاثنين)، حيث سجل الاجتماع ملاسنات بين أعضاء المكتب التنفيذي لشبيبة الحزب تحولت إلى ضرب وإصابات دفعت إدارة المقر إلى استدعاء سيارة الإسعاف من أجل نقل المصابين، وفق ما أكدت مصادر مطلعة حضرت الاجتماع الذي كان بدعوة من عمر عباسي، رئيس شبيبة الحزب، بغرض مناقشة اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الثالث عشر.
وأوضحت المصادر أنه بعد عرض الكاتب العام لشبيبة الحزب جدول أعمال اللقاء، ثار النقاش بين الأعضاء حول اللجنة التحضيرية واللجنة التي شكلها الأمين العام للحزب باتفاق مع ولد رشيد، من أجل طي الخلافات حول مؤتمر الشبيبة.
وأكدت المصادر في اتصال هاتفي بـ”الأخبار”، أن “النقاش تحول إلى اعتداء من طرف محسوب على تيار ولد رشيد على عضو آخر من اللجنة التنفيذية، في الوقت الذي سقطت عضوة أخرى مغشيا عليها بعدما تعرضت لدفع من زميل لها ما استدعى نقلها إلى المستعجلات”.
وأوضحت المصادر ذاتها أن الاجتماع لم يكتمل بعد “الأحداث المؤسفة”، حيث رفض غالبية أعضاء اللجنة التنفيذية لشبيبة الحزب مواصلة النقاش حول اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني، مؤكدة أن “الكاتب الوطني للشبيبة كان قد قرر تشكيل اللجنة التحضيرية للمؤتمر والتي تتكون من 44 عضوا، وقد اختار 34 عضوا منها من التيار المحسوب على حمدي ولد الرشيد، وهو الأمر الذي رفضته اللجنة التنفيذية لشبيبة الحزب التي تضم غالبية الأعضاء المحسوبين على تيار عبد القادر الكيحل”، مضيفة أن “الخلافات بين الأمين العام للحزب، نزار بركة، وعضو اللجنة التنفيذية للحزب، حمدي ولد رشيد، ألقت بظلالها بقوة على الإعداد للمؤتمر المقبل للمنظمة الشبابية للحزب، وتحولت في اللقاء الأخير إلى اشتباك بين التيارين”.
وفي السياق ذاته، أشارت المصادر إلى أن التوتر الذي عرفه الاجتماع يأتي على خلفية رغبة ولد الرشيد السيطرة على تنظيمات الحزب، أقواها الذراع الشبابي، خاصة الشبيبة الاستقلالية، والذي كان من المفترض أن يحسم اجتماع اليوم في تحديد موعد انعقاد مؤتمرها، مؤكدة أن “لجينة كان الأمين العام للحزب، وولد رشيد قد اتفقا على تشكيلها في الاجتماع الأخير للجنة التنفيذية للحزب، كانت قد حددت موعد شتنبر المقبل من أجل عقد المؤتمر الوطني، وهو الموعد الذي لم يرق ولد رشيد واعتبر مخرجات اللجنة لاغية، وطالب بركة بتحديد موعد آخر انطلاقا من مخرجات لقاءات اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني للشبيبة”، تؤكد المصادر التي أوضحت أنه بعد عدم الخروج إلى أي حل خلال اجتماع، أول أمس (الاثنين)، تقرر عقد اجتماع للجنة التنفيذية لشبيبة الاستقلال يوم غد (الخميس) من أجل الحسم في تشكيل اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني.
وأفادت المصادر بأن حمدي ولد الرشيد سعى إلى بسط هيمنته على الشبيبة الاستقلالية، من خلال دعم عثمان الطرمونية، نائب رئيس جهة الدار البيضاء سطات، وابن البرلماني مبارك الطرمونية، وسد الطريق أمام أعضاء المكتب التنفيذي المعارضين لسياسة القطب الصحراوي، والذين يساندون ترشح نجل عباس الفاسي، البرلماني عبد المجيد الفاسي، المدعوم من طرف الأمين العام للحزب، نزار بركة، وأعضاء الشبيبة المحسوبين على عبد القادر الكيحل، الذين تقدموا بعريضة طعن في تركيبة اللجنة التحضيرية، وطالبوا بإعادة انتخابها من طرف اللجنة المركزية، وهو ما يرفضه محمد ولد الرشيد، نجل حمدي ولد الرشيد، المكلف بالتنظيم، وهدد بتقديم استقالته من اللجنة التنفيذية ومن الغرفة الثانية للبرلمان، في حالة استجابة نزار بركة للطعن في اللجنة التحضيرية.