شوف تشوف

الرئيسيةسياسية

اتهامات لروسيا بتنفيذها لـ “مجزرة بوتشا”

تنديد دولي ودعوات جماعية بمحاسبة موسكو

تفاجأت أوكرانيا بالعثور على جثث المئات من القتلى المدنيين ملقاة في شوارع بلدة بوتشا بعد انسحاب القوات الروسية. ولا تزال تبحث عن جثث أخرى متهمة موسكو بالقيام بجرائم حرب موثقة بالأدلة. ومقاطع الفيديو التي نشرتها السلطات الأوكرانية لاقت تنديدا دوليا ومطالبات جماعية بمحاسبة روسيا. بينما تنفي الأخيرة وتبرئ نفسها من الاتهامات المنسوبة لها إلى حد الآن.

مقالات ذات صلة

سهيلة التاور

 

مجزرة بوتشا

اتهمت السلطات الأوكرانية الجيش الروسي بارتكاب “مجزرة متعمدة” بحق المدنيين في مدينة بوتشا الأوكرانية الواقعة في شمال غرب كييف، و”فظائع” أخرى في المناطق “المحررة من الروس”.

وأكد المدعي العام الأوكراني “العثور على 410 جثث لمدنيين في أراض استعادتها القوات الأوكرانية قرب كييف”.

فيما أعلن مستشار الرئيس الأوكراني أوليكسي أريستوفيتش، أن سلطات بلاده عثرت على أدلة على ارتكاب القوات الروسية جرائم حرب في ضواحي العاصمة كييف.

وقال أريستوفيتش إنه جرى العثور على عشرات المدنيين القتلى، في شوارع ضواحي إيربين وبوتشا وهوستوميل في كييف بعد انسحاب القوات الروسية منها.

وأوضح المستشار الرئاسي أن بعض الضحايا قُتلوا بطلقات نارية في رؤوسهم وأيديهم مكبلة، في حين ظهرت آثار التعذيب على بعض الجثث.

وقالت النائبة العامة فينيديكتوفا إلى أن هناك بلا ريب جثثا أخرى كثيرة لم يتم نقلها بعد لفحصها.

وتابعت المدعية العامة أنه يجري في الوقت نفسه البحث عن شهود بين السكان المحليين ويتم توثيق أدلة بالصور والفيديو.

المحاسبة واجبة

واعتبرت الأمم المتحدة، أول أمس الاحد، أن العثور على مقابر جماعية في مدينة بوتشا الأوكرانية بعد انسحاب القوات الروسية منها، يثير تساؤلات جدية عن “جرائم حرب محتملة”، مؤكدة أهمية الاحتفاظ بكل الأدلة.

وقال مكتب حقوق الانسان في المنظمة الدولية: “لسنا حتى الآن في وارد التعليق مباشرة على أسباب وظروف وفاة المدنيين في بوتشا، ولكن ما نعلمه حتى اليوم يثير بوضوح تساؤلات جدية ومقلقة عن جرائم حرب محتملة وانتهاكات خطيرة للقانون الدولي الإنساني”.

وقال مسؤولون أوكرانيون السبت إن حوالى 300 جثة دفنت في مقابر جماعية.من بينهم 20 جثة على الأقل، كلها بملابس مدنية، في شارع واحد.

وأشار مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إلى أن موظفيه على الأرض لم يتمكنوا بعد من التحقق من الأرقام أو التفاصيل التي أعلنها مسؤولون أوكرانيون.

لكنّه قال: “نحن نشعر بقلق عميق إزاء الصور المتوافرة ومقاطع الفيديو، بما فيها تلك التي تظهر جثثا فيما أيدي أصحابها مكبّلة خلف ظهورهم”.

وتابع: “في الوقت نفسه، لا يمكننا استبعاد أنه من بين حوالى 300 جثة، ورد أن سلطات المدينة جمعتها من الشوارع وتم دفنها في الأيام الأخيرة، هناك جثث لجنود أوكرانيين أو روس قتلوا خلال الأعمال العدائية”.

وأضاف: “المدنيون الذين توفوا لأسباب طبيعية أو نوبات قلبية أو غيرها من الظروف الصحية الناجمة عن الإجهاد وعدم الحصول على الأدوية والمساعدة الطبية خلال الشهر الماضي، قد يكونون أيضا من بين الذين عثر عليهم جثثا في شوارع المدينة”.

لكن نظرا إلى أن هناك احتمالا أن تكون قد ارتكبت جرائم حرب، قال المكتب إنه من المهم “نبش جميع الجثث وتحديد هويات أصحابها”.

وأوضح أن هذا الامر أساسي “حتى يتم إبلاغ الأقارب وتحديد السبب الدقيق للوفاة في سبيل ضمان المساءلة والعدالة”. وختم: “من المهم أيضا اتخاذ كل التدابير لضمان الحفاظ على الأدلة”.

تنديد دولي

وفي سياق ذلك، قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك أول أمس الأحد إن فرض عقوبات أشد صرامة هو الثمن الذي يجب أن تدفعه روسيا عن “جرائم الحرب” في بلدة بوتشا الأوكرانية، ونددت بما وصفته “بالعنف غير المقيد” الذي يمارسه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقالت الوزيرة الألمانية على تويتر: “الصور الواردة من بوتشا لا يمكن تحملها، وعنف بوتين غير المقيد يقضي على عائلات بريئة ولا يعرف حدوداً”.

وتابعت “يجب محاسبة المسؤولين عن جرائم الحرب هذه. سنشدد العقوبات على روسيا ونساعد أوكرانيا على نحو أكبر في الدفاع عن نفسها”.

ومن جهته، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن صور القتلى من المدنيين الأوكرانيين الذين عُثر عليهم في بلدة بوتشا كانت “مؤلمة للغاية” وإنه يجب محاسبة المسؤولين عن أي جريمة حرب.

وقال بلينكن “لا يسعنا إلا أن نعتبر هذه الصور مؤلمة للغاية”، وذلك قبل أن يشير إلى أن إدارة الرئيس جو بايدن قالت إنها تعتقد أن القوات الروسية ارتكبت جرائم حرب وإنها تساعد في جمع الأدلة.

وتجنب بلينكن الرد على سؤال عما إذا كانت الولايات المتحدة تعتقد أن القوات الروسية قد ارتكبت إبادة جماعية.

أما بريطانيا، فقد دعت وزيرة خارجيتها ليز تراس إلى التحقيق في الهجمات الروسية على مدنيين أوكرانيين باعتبارها “جرائم حرب”.

وقالت تراس، في بيان، إن المملكة المتحدة ستدعم بشكل كامل أية خطوة من هذا القبيل من قبل المحكمة الجنائية الدولية.

وأضافت الوزيرة البريطانية أنه “مع إجبار القوات الروسية على الانسحاب، نشهد أدلة متزايدة على أعمال مروعة من قبل القوات الغازية في مدن مثل إيربين وبوتشا”، بالقرب من العاصمة الأوكرانية كييف.

ومن جانبه، ندد الأمين العام لحلف الأطلسي “الناتو” ينس ستولنبرج، في وقت سابق الأحد، بقتل المدنيين في بوتشا، وقال إنه أمر “مروّع” و”غير مقبول”، وذلك تزامناً مع وصف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، “قتل المدنيين في بوتشا” في أوكرانيا، بأنه “ضربة مؤلمة”.

وتوعد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، بفرض مزيد من العقوبات على موسكو متهماً قواتها الروسية بارتكاب “فظاعات” في بوتشا.

وأعرب ميشال عبر “تويتر” عن “صدمته بالصور المخيفة للفظاعات التي ارتكبها الجيش الروسي في منطقة كييف المحررة” في إشارة إلى مدينة بوتشا التي أظهرت صور ضحايا ملقون في الشوارع.

وأضاف أن “الاتحاد الأوروبي يُساعد أوكرانيا والمنظمات غير الحكومية في جمع الأدلة الضرورية لملاحقات أمام المحاكم الدولية”. كما لفت إلى تحضير “المزيد من العقوبات الأوروبية والدعم”.

وكتب ماكرون على تويتر أول أمس الأحد أن من غير الممكن احتمال الصور القادمة من ضاحية بوتشا التي ظهر فيها “مئات من المدنيين الذين قُتِلُوا بخسة في الشوارع”.

وأضاف ماكرون أنه يجب “محاسبة السلطات الروسية على هذه الجرائم”.

التفاوض هو الحل

وبدوره، اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي القوات الروسية بارتكاب إبادة جماعية لقتلها مدنيين بمدينة بوتشا الأوكرانية.

وقال زيلينسكي: “هذه بالفعل إبادة جماعية. نحن مواطنون أوكرانيون ولا نريد أن نخضع لسياسة الاتحاد الروسي. وهذا هو السبب في تدميرنا ومحونا. وهذا يحدث في أوروبا القرن الـ 21”. وتابع زيلينسكي أن المسؤولية لا تقع فقط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ولكن أيضا على الجيش الروسي فيما يتعلق بالفظائع.

وأضاف: “عندما نجد أشخاصا مقيدين خلف ظهورهم ومقطوعي الرأس، لا أفهم”.

وأكد أن “مجلس الأمن الدولي سينظر في جرائم الحرب المرتكبة في بوتشا وبلدات أخرى الثلاثاء المقبل”.

وأضاف زيلينسكي:” سننشئ آلية خاصة للتحقيق في جرائم روسيا تتضمن خبراء محليين ودوليين”.

وذكر أنّ “القادة الروس مسؤولون عن جرائم وأعمال تعذيب في بوتشا”، مطالبا “القضاء الدولي النظر في كل جريمة حرب ارتكبت على أرض أوكرانيا”.

وأضاف الرئيس الأوكراني: “يجب معاقبة كل من اشترك في جرائم الحرب في أوكرانيا”.

وصرح زيلينسكي أن واجبه كرئيس هو التفاوض مع بوتين. وقال: “لا توجد طريقة أخرى سوى الحوار إذا كنا لا نريد أن يموت مئات الآلاف أو الملايين”.

روسيا تنفي

بينما نفت روسيا أول أمس الأحد مزاعم أوكرانيا بأنها قتلت مدنيين في بلدة بوتشا الأوكرانية، ووصفت اللقطات والصور التي تظهر جثث القتلى بأنها “استفزاز آخر” من جانب كييف.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان “كل الصور ومقاطع الفيديو التي نشرها النظام في كييف، ويزعم أنها شاهدة على (جرائم) الجنود الروس في مدينة بوتشا بمنطقة كييف، هي استفزاز آخر”. ووصفت الوزارة هذه الصور والمقاطع بأنها “استعراض مسرحي من جانب نظام كييف لوسائل الإعلام الغربية”.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن جميع الوحدات العسكرية الروسية غادرت البلدة في 30 مارس، وإن المدنيين كانوا أحرارا في التنقل بأنحاء البلدة أو الخروج منها عندما كانت خاضعة للسيطرة الروسية. وأضافت “عندما كانت القوات المسلحة الروسية تسيطر على هذه البلدة لم يتعرض مدني واحد لأي عمل من أعمال العنف”

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى