محمد وائل حربول
خرج عدد من سكان منطقة الحي الحسني بمقاطعة المنارة بمراكش لتوجيه أصابع الاتهام للمجلس الجماعي ولرئيس المقاطعة بشأن إهمالهم الكلي للحدائق الموجودة بقلب المنطقة، بالرغم من العناية الكبيرة التي كانت تحظى بها هذه الحدائق خلال المجالس السابقة، حيث طالبت الساكنة بإعادة الحياة للمساحات الخضراء، خاصة وأن الحرارة ارتفعت بشكل كبير بالمدينة خلال الأسبوعين الأخيرين، ما يحتم على المراكشيين الخروج للمنتزهات والحدائق الموجودة بالمدينة.
واستنادا إلى المعطيات التي حصلت عليها «الأخبار» من الساكنة، فإن منطقة الحي الحسني، التي كانت قبل مدة قصيرة مكانا وفضاء خاصا للشباب بفعل المساحات الخضراء المخصصة لها والمراكز الثقافية الموجودة فيها ناهيك عن دور السينما، تحولت «خلال العام الأخير لمرتع خاص بالنفايات والأزبال»، حيث أكدت الساكنة أن «مظهر المنطقة بات يحز في النفس، وأن المساحة الخضراء التي كانت مخصصة للتلاميذ أصبحت الآن منطقة جرداء مشوهة مليئة بالأزبال ولا ترقى إلى مستوى تطلعات الساكنة التي تم وعدها خلال الاستحقاقات الجماعية بتحسين مظهر المنطقة وتأهيلها».
وفي هذا الصدد، أوضحت المصادر ذاتها أنه، و«بعد جائحة كورونا لم يتم سقي المساحة الخضراء المذكورة، بالرغم من أن المدينة صارت تعتمد بشكل كبير في سقي كل المساحات الخضراء على المياه المعالجة، الشيء الذي جعلنا كساكنة نحمل المسؤولية كاملة لمجلسي المدينة والمقاطعة في ما آلت إليه الأوضاع، ونعتبر أن المجلسين معا لا يعتمدان على مبدأ التكافؤ بين المناطق، حيث يتم الاعتناء بمناطق محددة على حساب مناطق أخرى بالمدينة»، كما أكدت الساكنة أن «هذا الإهمال انعكس سلبا على الشباب الذين باتوا يتخذون من جنبات الطرق والأحياء مرتعا لهم عوضا عن الحدائق والمساحات الخضراء المذكورة».
وطالبت الساكنة ناهيك عن فعاليات مدنية نشطة بمنطقة الحي الحسني بمراكش، بتدخل رئيس المقاطعة والبرلماني عبد الواحد الشفقي من أجل إرجاع الأمور إلى ما كانت عليه وإنقاذ المساحات الخضراء بالمنطقة من الاندثار، مشيرين، في هذا السياق، إلى أن العمل الذي تم بذله أخيرا بخصوص وضعية مجموعة من الحفر الكبيرة والصغيرة بمقاطعة المنارة، يجب أن يمتد للحدائق كذلك من خلال إيلاء الاهتمام بها من جديد وإعطاء الأوامر لسقيها، خاصة وأن المراكشيين يفضلونها كوجهة عن المقاهي وغيرها خلال فصل الصيف».
وعلى غرار منطقة الحي الحسني، سجلت «الأخبار» احتضار عدد كبير من المساحات الخضراء بالمدينة، إذ عوض المناظر الخلابة التي كانت تكسو مراكش، أصبحت بعض المناطق، على غرار الحي المقابل لحديقة ماجوريل الشهيرة، وشوارع متفرقة بمنطقة المحاميد والداوديات، يكسوها اللون الأصفر وتكسوها النفايات المنزلية والروائح الكريهة المزكمة للأنوف.
وفي سياق آخر، أثار احتلال مهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء لأرصفة الشوارع والأزقة وعدد من الإشارات الضوئية بمدينة مراكش استياء المواطنين من جديد، حيث توصلت «الأخبار» بشكايات في هذا الإطار تفيد بأن المهاجرين المذكورين أصبح عددهم مضاعفا بشكل كبير، خاصة بمنطقتي «تاركة وجليز وأمام المحلات التجارية الكبرى»، حيث لا ينفكون عن التسول والتضييق على المواطنين والسياح، فيما أصبحت بعض الإشارات الضوئية مكانا محتلا من طرفهم وخاصا بهم لا غير، على غرار الإشارة الضوئية الموجودة بالقرب من «المركز الثقافي الفرنسي، والإشارة الضوئية الموجودة بالقرب من المركز التجاري كارفور بتاركة».
وطالب المشتكون بتدخل الأمن وولاية الجهة والسلطات المختصة من أجل الحد من هذه الظاهرة، والعمل على مضاعفة المجهودات المبذولة في هذا الصدد، وعدم الاعتماد على حملات متفرقة بين الفينة والأخرى، خاصة وأن العديد من المتسولين المذكورين أصبحوا يتخذون من الأمكنة المذكورة محلا للسكن، ومنهم من يقوم بتهديد سلامة المواطنات على وجه أخص، ويعرقل من حركة السير وانسيابيته، فيما بات العديد من مستعملي المدارات والطرق المذكورة يغيرون وجهتهم تفاديا لهذا الإزعاج.