تفجرت اتهامات بالسرقة العلمية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، بعد اتهام أستاذ بالكلية من شعبة الجغرافية أستاذين بالكلية من التخصص نفسه بنشر كتاب تضمن مقالات «مسروقة» كان قد كتبها ونشرت في كتاب آخر. وقال موسى الكرزازي، الأستاذ الفخري بجامعة محمد الخامس بالرباط: «إنني وجدت مقالي ضمن الكتاب المسروق، وبعنوانه الذي وضعته والكتاب في المطبعة السنة الماضية، يعني هذا أن الكتاب منقول ومسروق بحذافيره، من العنوان إلى المقالات المنشورة سابقا»، معتبرا أن «الأمر لا يخرج عن سرقة، إذ إنني لم أسلمه إليهما، ولم أطلب منهما نشره، لأنه منشور سلفا في كتاب سابق إن بغرض تكريم زميل هو أستاذهما، الذي أطرهما وساعدهما على إنجاز أطروحتيهما»، حسب الأستاذ، الذي اتهم زميليه أيضا بكونهما «تحايلا على إدارة الكلية وتلاعبا براشم الكلية (Logo)، من أجل توريط المؤسسة».
في السياق ذاته، أوضح الكرزازي أن الأستاذين المعنيين «كانا ضمن اللجنة التحضيرية، وقد أصر أحدهما على أن يكون قائد الكوكبة أثناء الجلسة الافتتاحية، وأدخل تغييرات على البرنامج في
آخر ليلة بإقحام اسمه حتى يجلس على المنصة»، مبرزا أنه «تم ائتمان المعنيين على جمع المادة العلمية، فاستولى عليها بتواطؤ بينهما»، معتبرا أنه «أثناء فترة الجائحة قام فريق بإعادة جمع شتات المواد، وقمت بمراسلة الباحثين الذين تأخروا في تقديم النسخ النهائية، وتمت قراءة الأعمال، وإبعاد المتلاشي منها، وتصفيف الأعمال الجادة، فاستعنى بتقني من مطبعة «المناهل» من أجل وضع النسخة النهائية»، يشير المتحدث، مبرزا أنه «قدم النسخ إلى الكلية وأخرى للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، لكن النتيجة كانت تلكؤ المؤسستين في القيام بالطبع، وقد مضت على أعمال الندوة 4 سنوات. وتحت إلحاح المؤلفين لجأت إلى طابع في البيضاء، لكن ظروف الانتخابات والدخول الجامعي حالت دون الإسراع بإخراج العمل، وطبع الكتاب في جزأين؛ وتم نشر نسختين: ورقية وزعت على المكتبات الجامعية وعلى المؤلفين الذين احتفظ بمقالاتهم، ونسخة إلكترونية بعثنا بها في إبانه (قبل سنة من اليوم) إلى جميع الجغرافة حتى خارج الوطن»، يضيف المتحدث.
وتفجرت قضية سرقات علمية همت عددا من الكليات، كان آخرها بحوث الماستر بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية، وقد ساءل الفريق الاشتراكي بمجلس النواب، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عبد اللطيف ميراوي، حول وجود «عمليات الغش والسرقات العلمية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية»، وقال النائب البرلماني عن الحزب عمر أعنان، إنه «بلغ إلى علمهم من طرف مجموعة من الطالبات والطلبة، أن الفريق البيداغوجي لماستر سوسيولوجيا الهجرة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية التابعة لجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، قد أقر ثبوت عمليات غش وسرقات علمية في عدة بحوث نهاية التكوين لطالبات وطلبة فوج 2019-2022»، وإنه «رغم إصدار هذه النتائج التي تم الكشف عنها بواسطة برنامج إلكتروني متطور، عمد بعض الأساتذة إلى إجراء مناقشة بحوث مع هؤلاء الطلبة، الذين أقر الفريق البيداغوجي للماستر عدم استحقاقهم وأحقيتهم بالمناقشة».
النعمان اليعلاوي