قضت المحكمة الابتدائية بتيزنيت، زوال أول أمس الخميس، بإدانة رجل أعمال ومرافقيه الاثنين، بسنة حبسا نافذا، وغرامة مالية قدرها 100 ألف درهم لكل واحد منهم. وقضت المحكمة، أيضا، بدفع درهم رمزي كتعويض لفائدة الجامعة الملكية للقنص ومن معها باعتبارها مطالبة بالحق المدني، وتحميل المدانين أيضا الصائر تضامنا في ما بينهم مع الإجبار في الأدنى، وذلك بعد متابعتهم بتهمة القنص الجائر للغزلان ليلا بواسطة سلاح (بندقية)، وخرق حالة الطوارئ الليلية.
وتعود تفاصيل القضية التي أثارت اهتمام الرأي العام بجهة سوس- ماسة، إلى الرابع من شهر ماي الجاري، عندما أوقفت عناصر الدرك الملكي بمركز أنزي التابع ترابيا لإقليم تيزنيت، هؤلاء الثلاثة، بعد مطاردة ليلية عبر مسالك وعرة بين جبال المنطقة، ليتم بعد ذلك إيداعهم رهن تدابير الحراسة النظرية.
وجاء إيقاف المعنيين بالأمر، بعدما توصلت عناصر الدرك الملكي بمكالمة هاتفية من قائد قيادة أنزي، يخبرها أن أشخاصا على متن سيارة رباعية الدفع قاموا بإطلاق أعيرة نارية من بندقية صيد بأحد دواوير المنطقة، ثم لاذوا بالفرار بعد ذلك سالكين مسالك طرقية وعرة، للإفلات من المطاردة. وفتحت عناصر الدرك بعد ذلك بحثا وتقصيا في الموضوع بالتنسيق مع أعوان السلطة، ليتم تحديد مكان تواجد السيارة على مستوى منطقة أداي، بعدما قاموا بإطلاق أعيرة نارية مرة ثانية، ليتوجهوا نحو منطقة أخرى هربا من أية متابعة محتملة. وتم التنسيق ما بين عناصر الدرك والسلطات المحلية المتواجدين بالمناطق المجاورة، ليتم بعد ذلك مطاردة السيارة لمدة تجاوزت ثلاث ساعات، بعدما غيّر سائقها الاتجاه نحو إقليم اشتوكة آيت باها، إذ لم يستسلم إلا بعد انفجار أحد إطارات سيارته بعد ارتطامها بالصخور، ليتم القبض عليه وعلى أحد مرافقيه. وبعد حملة تمشيطية بعين المكان تم العثور على صندوق يحتوي على أكياس بلاستيكية ملطخة بالدماء، إلى جانب مبلغ مالي قدره 40 ألف درهم، ودفتر للشيكات في ملكية رجل الأعمال. وبعد مطالبة المعنيين برخص التنقل الاستثنائية، تبين أنهما يتوفران فقط على رخص تنقل من مقري سكنهما. وأثناء البحث معهما لدى الدرك الملكي، تبين أن الموقوفين قدما من منطقة بيوكرى بإقليم اشتوكة آيت باها، نحو محمية للصيد يكتريها رجل الأعمال بمنطقة «تيغمي»، كما اعترف للمحققين بأنهم اصطادوا غزالة واحدة، بعدما أطلقوا النار عليها، ووضعوها في الصندوق الخلفي للسيارة، لكنهم تخلصوا منها في الطريق أثناء المطاردة من قبل عناصر القوات المساعدة. كما أفاد رجل الأعمال بأنه أخفى البندقية بعدما سلمها لمرافقه الثالث الذي غادر المكان قبل إيقافهم من قبل الدرك، فيما سلم المرافق الثالث نفسه بعد ذلك لرجال الدرك.