نسرين الزياني : أخصائية في الفحص بالصدى – حاورتها : سارة مصباح
يحدث التهاب الجيوب الأنفية المزمن عند تورمها داخل الرأس والأنف لمدة تزيد عن الثلاثة أشهر بالرغم من العلاج، الأمر الذي يجعل المريض يصاب بالكثير من الأعراض المزعجة التي تحرمه من مزاولة نشاطاته اليومية بشكل طبيعي من جهة، ومن جهة أخرى تجعله عرضة للإصابة بمشاكل صحية حادة تستدعي التدخل الجراحي لعلاجها. نسرين الزياني أخصائية في الفحص بالصدى ستقربنا من أهم أسباب الإصابة بالتهابات الجيوب الأنفية، أعراضها، ومضاعفاتها التي غالبا ما تستدعي التدخل الجراحي.
- في البداية ماذا يمكنك أن تقدمي لنا كتعريف مبسط للجيوب الأنفية؟
التهاب الجيوب الأنفية هو التهاب التجوفات الموجودة داخل عظام الوجه، وهي عبارة عن أربع تجوفات مزدوجة على اليمين وعلى اليسار، وكل تجوف يرتبط بالأنف عبر فتحات صغيرة تمكن من إخراج الإفرازات الموجودة بهذه التجوفات للخارج. - ماهي أهم أسباب الإصابة بالتهابات الجيوب الأنفية؟
غالبا ما يكون ناتجا عن التعرض لفيروسات أو بكتيريا تتسبب في هذا الالتهاب، وبالتالي ينتج عن هذا الأمر انسداد على مستوى الفتحات، مما يجعل الإفرازات غير قادرة على الخروج من التجوفات، وبالتالي تظل حبيسة داخلها، مما يتسبب في تكاثر الميكروبات بطريقة جد سريعة داخل الجيوب الأنفية. - بالنسبة لأهم الأعراض التي تدل على الإصابة بهذا المرض، فيم يمكنك تلخيصها؟
من أهم أعراض التهاب الجيوب الأنفية، آلام حادة يزداد الشعور بها بالضغط على نقاط محددة بالوجه، كفوق الحاجب أو حول العين، وفوق الأنف أو بجوانبه، حيث تعد هذه النقاط بمثابة أماكن الجيوب الأنفية التي تحدثنا عنها. وترتفع حدة هذه الآلام مع تغيير وضعية الرأس خاصة إن تمت إمالته نحو الأسفل. وبالإضافة إلى ذلك يعتبر انسداد الأنف من أهم أعراض التهابات الجيوب الأنفية إلى جانب إفرازات أنفية ذات لون مائل للأصفر أو الأخضر، مع ارتفاع ملحوظ في درجة الحرارة وفقدان حاسة الشم في بعض الأحيان. وهناك أعراض أخرى من الممكن أن تكون مصحوبة بالأعراض السابقة والأساسية كآلام الرأس ورائحة النفس الكريهة، والسعال وآلام الأسنان. - من هم الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالتهابات الجيوب الأنفية؟
هناك الأطفال الذين يعانون من الزكام لأكثر من ست مرات خلال السنة، الأشخاص الذين يعانون من الحساسية التنفسية، من يعانون من تعفنات بالأسنان وتسوس على مستواها، وكذلك الأشخاص الذين يشكون من مشاكل خلقية في الأنف بحيث يكون لديهم خلل في مكان الجدار الذي يفصل الأنف الأيمن عن الأيسر، بالإضافة إلى الأشخاص الذين يعانون من لحيمات زائدة داخل الأنف، دون أن ننسى أن الأشخاص المفرطين في التدخين كذلك هم من أكثر الناس عرضة للجيوب الأنفية، بالإضافة إلى التلوث الذي يلعب دورا جد مهم في ارتفاع نسبة الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية. - ماذا عن مضاعفات المرض؟
التهاب الجيوب الأنفية مرض حاد يمكنه أن يتحول إلى مرض مزمن في حال تجاوزت مدة المعاناة من الالتهابات الثلاثة أشهر، كما أن عدم أخذ العلاج المناسب والرعاية الكافية من الممكن أن يجعل المريض يصاب بآلام قوية وجد حادة لا يقوى على تحملها، غالبا ما تكون ناتجة عن تطور الحالة إلى تعفن على مستوى الدماغ وإلى التهاب السحايا.
كيف يتم العلاج؟
العلاج يكون عن طريق أخذ مضادات الالتهابات لعلاج الالتهاب، ومضادات حيوية للتخلص من البكتيريا وتفادي تكاثرها، إلى جانب مضادات الحساسية التنفسية خاصة بالنسبة لمن يعانون من الحساسية، مع ضرورة غسل الأنف بواسطة بخاخات أنفية مستخلصة من مياه البحر، وفي حال تحول التهابات الجيوب الأنفية إلى مرض مزمن، فهنا يحتاج العلاج للجراحة التي تمكن من تفريغ الإفرازات المحبوسة بالجيوب الأنفية، كما تمكن الجراحة كذلك من التخلص من اللحيمات الزائدة بالأنف في حال وجودها عند المريض. - كيف تمكن الوقاية من التهاب الجيوب الأنفية، وما النصائح التي يمكن اتباعها لتسريع العلاج؟
ننصح دائما بشرب الماء بكمية كافية، للتمكن من ترطيب الإفرازات وإخراجها من الجيوب الأنفية، استنشاق البخار كذلك يحقق نفس المبتغى بحيث يعمل على تنظيف الجيوب الأنفية، وهنا يمكن استعمال بخار الماء الممزوج ببعض الزيوت الأساسية كزيت النعناع والأوكاليبتوس.
تنظيف الجيوب الأنفية بالماء المالح أو البخاخات المستخلصة من مياه البحر كذلك أمر في غاية الأهمية للوقاية من التهابات الجيوب الأنفية، كما أن الراحة وتفادي التعرض لتغير درجات الحرارة من الأمور المهمة، مع تجنب السباحة والغطس، وإمالة الرأس نحو الأمام لأنها أمور تزيد من حدة الألم، بالإضافة إلى تفادي السفر عبر الطائرة.