طانطان: محمد سليماني
قررت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية إقالة المندوب الإقليمي للوزارة بطانطان من مهامه، كما تم إعفاء مدير المستشفى الإقليمي الحسن الثاني بالمدينة من مهامه، وتم، أول أمس الأربعاء، تعيين مندوب إقليمي بالنيابة، ومدير مستشفى آخر بالنيابة أيضا.
واستنادا إلى المعطيات، فإن كلا من المندوب الإقليمي ومدير المستشفى المقالين لم يمض على تعيينهما في هذين المنصبين سوى سنة ونصف السنة فقط، لتتم إقالتهما من جديد، ليعود الاضطراب الإداري إلى قطاع الصحة والحماية الاجتماعية بطانطان، بعد إعفائهما وتكليف موظفين بتدبير شؤون المندوبية الإقليمية والمستشفى الإقليمي، إلى حين تعيين مسؤولين جديدين بعد فتح التباري، طبقا للقوانين الجاري بها العمل.
وحسب المعلومات، فإن المندوبية الإقليمية للصحة والحماية الاجتماعية بطانطان دخلت في صراع مع إدارة المستشفى الإقليمي، والذي وصلت تداعياته إلى التأثير على الخدمات الصحية المقدمة، وانسيابية العمل في مجموعة من المرافق الصحية. ولعل آخر هذه الحرب الطاحنة بين المؤسستين الصحيتين، قد بدت للعيان عندما حاول مدير المركز الاستشفائي الحسن الثاني بطانطان، تفقد العمل داخل مركز تصفية الدم الذي يعتبر مصلحة تابعة للمستشفى، إذ قام بإيفاد ممرض معين بقطب العلاجات التمريضية بالمستشفى، للقيام بهذه المهمة، وضبط الحالة الراهنة بمركز تصفية الدم، إلا أن هذه المهمة لم تكتمل، بعدما تعرض الممرض المكلف بناء على دورية لمدير المستشفى، لوابل من السب والشتم من قبل مسؤول إقليمي عن القطاع الصحي، الأمر الذي دفع عددا من التنظيمات النقابية الصحية إلى التلويح بالتصعيد، بسبب ما أسمتها «التجاوزات التي ما فتئ يقوم بها المندوب الإقليمي تجاه أطر وموظفي القطاع بالإقليم».
وحسب المصادر، فإن ثلاث نقابات صحية تداولت في اجتماع لها طريقة الرد على المندوب الإقليمي، وذلك بعدما تعرض ممرض معين داخل قطب العلاجات التمريضية بالمستشفى الإقليمي لوابل من الكلام غير المسؤول أمام الملأ والمرضى، أثناء تنفيذه ما جاء في مذكرة أصدرها مدير المستشفى، لضبط وتفقد الحالة الراهنة داخل مصلحة تصفية الدم التابعة للمستشفى ذاته. أما النقطة الثانية التي عجلت بإنهاء مهام المسؤولين معا، فهي وفاة طفل قاصر، قبل أسابيع، متأثرا بتسمم غذائي جراء أكله لحما مفروما، إذ دخل الطفل وأسرته في حالة يرثى لها إلى المستشفى للاستشفاء، غير أنهم عادوا إلى منزلهم بعد تقديم بعض الفحوصات إليهم، لكن الطفل توفي في اليوم نفسه، بعدما نقل إلى أكادير. وقد دخلت السلطات الإقليمية على الخط، كما فتحت النيابة العامة بحثا في الموضوع.
وحسب المصادر، فإنه منذ إنهاء حالة الفراغ الإداري بالمندوبية الإقليمية للصحة والحماية الاجتماعية بطانطان، في يناير من السنة الماضية، يعيش قطاع الصحة بالمدينة حالة غليان بين الفينة والأخرى، الأمر الذي دفع المدير الجهوي للصحة إلى الحضور شخصيا أكثر من مرة إلى طانطان، من أجل إنهاء عدد من المشاكل، والتدخل دون تطور بعض الخلافات إلى مستويات كبيرة قد تكون لها تداعيات على الخدمات الصحية المقدمة.
ومن بين تداعيات هذه المشاكل، تقديم أربعة أطباء متعاقدين يشتغلون بقسم المستعجلات استقالاتهم الجماعية، كما قام مدير المستشفى بدوره برفع تظلم إلى المدير الجهوي للصحة والحماية الاجتماعية بكلميم، بخصوص ما أسماها «التجاوزات السافرة واللامسؤولة الخاصة بمهامه، التي ينظمها القانون الداخلي للمستشفيات».