العيون: محمد سليماني
تعيش جميع أحياء مدينة العيون على وقع انقطاعات يومية للمياه الصالحة للشرب، المسماة محليا «العيافة»، ما أصبح يخلق اضطرابا لدى السكان في التزود بهذه المادة الحيوية التي يزداد الطلب عليها بشكل كبير تزامنا مع فصل الصيف، ثم تزامنا مع ارتفاع موجة الحر التي تعرفها الأقاليم الجنوبية هذه الأيام.
وبعد شكايات متعددة واحتجاجات متواصلة، قامت المديرية الجهوية لقطاع الماء بإعادة جدولة مواقيت استفادة كل أحياء العيون من الماء الصالح للشرب، بشكل تناوبي. واستنادا إلى المعطيات، فإن أزمة المياه الصالحة للشرب التي تعرفها المدينة أدت إلى اللجوء إلى حل مؤقت يقوم على توزيع الماء بالتناوب بين كل أحياء المدينة لمدة تتراوح بين ساعتين إلى أربع ساعات في اليوم حسب الكثافة السكانية وحسب حجم الخزان المزود. ويتم توزيع المياه انطلاقا من الخزانات الأربعة، بكل من «الوحدة» و«البوليكون»، و«كولومينا» و«الداه»، حيث إن بعض هذه الخزانات تبدأ في ضخ المياه من الخامسة صباحا إلى غاية الحادية عشرة ليلا، فيما بعضها الآخر يتوقف عن ضخ المياه على الساعة السادسة مساء.
وأدت هذه الجدولة في التوزيع إلى ظهور عادات أسرية جديدة بالعيون، حيث ما أن تدنو مدة استفادة حي من الأحياء من حصته من الماء، حتى يبدأ السكان في حشد مجموعة البراميل من مختلف الأحجام والقناني الصغيرة، وكل آنية صالحة لجمع الماء، بالقرب من صنابير المياه، وأي تخلف عن موعد الاستفادة، فإن ذلك يخلق أزمة كبيرة داخل المنزل إلى اليوم الموالي، رغم أن سكان المدينة لا يستعملون المياه القادمة في الصنابير إلا للتنظيف وغسل الأواني.
وما يزال سكان مدينة العيون ينتظرون بدء تشغيل محطة تحلية المياه الجديدة من أجل تزويدهم بالمياه وتغطية العجز الحاصل في هذه المادة، والتي حدد لها أن تلبي الاحتياجات من الماء إلى سنة 2040. وأنشئت محطة التحلية بغلاف مالي قدره 370 مليون درهم، إذ ستكون لها قدرة إنتاجية تصل إلى 26 ألف متر مكعب في اليوم، تنضاف إلى 26 ألف متر مكعب في اليوم المنتجة في المحطة الأولى وإلى 10 آلاف متر مكعب في اليوم من المياه الجوفية، أي ما يعادل قدرة إنتاجية تقدر بـ62 ألف متر مكعب في اليوم. كما أنه من المقرر تقوية إنتاج الماء الخام عبر إنجاز ثلاثة خزانات بسعة إجمالية تصل إلى 5500 متر مكعب ومحطات للضخ ووضع نظام للتحكم عن بعد بهدف تقوية التزويد بالماء الشروب.