طنجة: محمد أبطاش
علمت «الأخبار»، من مصادر مطلعة، أنه تم، أخيرا، إسناد عملية مراقبة مقاهي الشيشة وطريقة اشتغالها لفرق الاستعلامات العامة لدى ولاية أمن طنجة، بعدما تم بقرار ولائي إبعاد جل المتدخلين لدى بعض الدوائر الحضرية الأخرى عن الإشراف على هذا الملف، بعد تسجيل تمادي أصحاب هذه المقاهي وعدم احترامهم توقيت الإغلاق لحدود الساعة الثامنة صباحا في بعض الأحيان، خاصة خلال الفترة الصيفية، ناهيك عن تراخٍ ملحوظ على جميع الأصعدة.
وأكدت المصادر أن الحملات التي قامت بها فرق الاستعلامات العامة أتت أكلها بشكل سريع، سيما من حيث ضبط عملية الإغلاق على الساعة الواحدة ليلا، كما أن تجاوزها يدفع هذه المصالح إلى إخطار النيابة العامة المختصة للتدخل وتطبيق القانون بشكل صارم. وأوردت المصادر نفسها أنه جرى، أخيرا، القيام بحملات مفاجئة كشفت عن نشاط غير عادي لترويج الممنوعات، وعلى رأسها غاز الضحك أو ما يعرف بـ«الهيليوم» الذي يشكل خطرا واضحا على القاصرين وتلامذة المؤسسات التعليمية ومرضى القلب وغيرهم، إذ، في عملية واحدة، تم ضبط نحو 200 خرطوشة من هذا الغاز لدى أحد المقاهي بالمدينة، لتتم بعدها إحالة صاحبها على النيابة العامة المختصة، التي قررت، أخيرا، استدعاء المالك الأصلي لهذه المقهى الفاخرة التي توجد بقلب الشاطئ البلدي، وذلك بغرض تعميق الأبحاث معه بخصوص كميات الغاز المحجوزة لديه ومصدرها الأصلي.
واستنادا للمصادر، فقد تبين أن خرطوشة واحدة من هذا الغاز يتم اقتناؤها لدى مهربين آخرين بـ20 درهما، وتباع داخل مقاهي الشيشة بمبلغ 200 درهم للواحدة. واتضح، أيضا، كون هذه الأماكن هي المصدر الرئيسي لهذه السموم، والأمر نفسه بالنسبة للمشروبات الكحولية، حيث يستغل أصحاب هذه المقاهي إغلاق محلاتهم في وقت محدد لبيع كأس واحد من المشروبات الكحولية بـ200 درهم، وهو ما تسبب، في وقت سابق، في تراشقات بين لوبيات المقاهي والملاهي الليلية حول تحديد وقت واحد للإغلاق، بعد أن تبين أن البعض يستفيد من عملية إغلاق الملاهي.
ونبهت المصادر إلى أن استمرار عملية إشراف شامل لفرق الاستعلامات العامة ساهم، بشكل كبير، في ضبط أحزمة هذه المقاهي وعملية الإغلاق التي تشرف عليها فرق خاصة، لاحترام التوقيت وكذا حجز الممنوعات بداخلها، على غرار المعسل المهرب وأعداد كبيرة من النرجيلات، ناهيك عن ضبط قاصرين بداخلها، حيث غالبا ما كانت الفوضى سائدة، في وقت سابق، إلى درجة أن أصحاب هذه المقاهي يشتغلون حتى أوقات من الصباح الباكر، ما يجعلهم في ما يشبه ديمومة واضحة في تحد صارخ لكل القوانين الجاري بها العمل، ناهيك عن أن التدخلات الميدانية غالبا ما تنتهي وقتها فقط بإيقاف أصحاب المقاهي دون المحجوزات، حسب المصادر.