إرهاب دولة
تحولت الجزائر من دولة محتضنة للانفصال إلى دولة راعية للإرهاب ودعاته، فليس هناك من تفسير للتسامح مع دعوات القتل واستهداف المدنيين العزل داخل بلدنا، التي انطلقت من الأراضي الجزائرية وعبر أبواق النظام العسكري، سوى أن هذا الأخير وصل إلى الدرجة القصوى من الإفلاس السياسي والأخلاقي الذي يسمح له بترويج خطاب الإرهاب الذي بثه محمد الوالي اعكيك، المسؤول الجديد عن المرتزقة، من الأراضي الجزائرية، الذي أكد فيه أن جبهة البوليساريو الانفصالية ستستهدف المدنيين المغاربة في المدن الداخلية، وستضرب المطارات والقنصليات والمنازل والمدارس والجامعات، وكل شيء يتحرك. وقبل ذلك غض الطرف عن مسؤول سابق في المخابرات العسكرية، يبث دعوات إرهابية داعشية وقاعدية على قنوات العسكر دون حسيب أو رقيب، دون أن تحتج السلطات الجزائرية، ومعها المجتمع الجزائري على ذلك.
والواضح أن الجزائر قد تجاوزت خطوة التمويلات المشبوهة للانفصاليين وتجنيد مرتزقة ودعم إرهابيين داخل مخيمات تندوف، وغيرها الكثير من الأنشطة الإجرامية السرية التي يمارسها نظام الكابرانات للمس بوحدتنا الترابية، واليوم يمر لخطوة الاستعانة بالخطاب الإرهابي الداعشي، وهو ما أكده موقع «الساحل أنتلجنس» بأن نائب المدير العام للمخابرات الجزائرية عقد لقاء مع إياد أغ غالي، زعيم جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين»، المدرجة على قائمة الإرهاب بشرق تينزاواتين شمال مالي، من أجل دعم ومساعدة هذه الجماعة الإرهابية على الانتشار بالساحل والصحراء.
إن مؤسسات أي دولة تحترم نفسها وتحارب خصومها بشرف، لا يمكن أن تقبل ببث خطابات الإرهاب على فضائها السمعي البصري مهما وصل خلافها مع جيرانها، لكن السلطات الأمنية والقضائية لم تتحرك لاعتقال المعنيين بدعوى التحريض على الأعمال الإرهابية، والمؤسسات المشرفة على أخلاق مهنة الصحافة ابتلعت لسانها تجاه هذا التحول الخطير في إرهاب دولة.
والحقيقة أنه بعد النكسات الديبلوماسية والعسكرية التي تعرض لها الانفصال وداعموه، ما زالت الجزائر تحاول بكل الوسائل ضرب الوحدة الترابية للمغرب وسيادته الوطنية، لكي تتمكن من مد أوهامها عبر المحيط الاطلسي، ولذا لم تتردد دولة الكابرانات في لعب آخر أوراقها المتسخة في دعم الخطاب الإرهابي، لتصل إلى ما فشلت فيه بالديبلوماسية.
وتبعا لذلك، فإن دعم الإرهاب من طرف الجزائر على الأراضي المغربية، أصبح هدفا استراتيجيا للنظام العسكري، وبدون شك سيحول الجزائر إلى دولة راعية للإرهاب.