حسن البصري
خرج ياسين بونو، حارس مرمى المنتخب المغربي لكرة القدم، ورياض محرز، نجم المنتخب الجزائري، من سباق جائزة أفضل لاعب إفريقي، فخرج الإعلام الجزائري من خندقه ليعيد على مسامعنا أسطوانة: «اللوبي المغربي المتحكم في الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم».
سقط حارس مرمى المنتخب الوطني ياسين بونو في معترك عمليات الكرة الذهبية الإفريقية، فقال حكام المسابقة: «واصلوا اللعب»، وحين سقط النجم الجزائري رياض محرز، سجل الجزائريون اعتراضهم وألبسوا «الكاف» رداء المؤامرة.
اليوم أصبحت المعارك المغربية الجزائرية في ساحة الإثارة مربحة، حتى ولو تعلق الأمر بجائزة سنوية تسلم إلى أفضل لاعب كرة. وتحول النقاش الهادئ حول مستحقي هذا التتويج الفخري إلى تدوينات يراق على جوانبها الدم.
كنا نعتقد أن في «بين سبورت» صوت مفعول به واحد، يغرد خارج سرب المنطق، وبإشارة من نظام بلاده أعلن تخصصه في تعقب نجاحات المغاربة، خرج حفيظ ليكتب العنوان نفسه، ويعتبر إقصاء اللاعب الجزائري محرز من الوجود ضمن القائمة المصغرة للمنافسة على جائزة أفضل لاعب في إفريقيا، «فضيحة كبرى صدمت الأسرة الكروية العالمية». وكعادته سيلصق الرجل التهمة بالمغرب.
نسي حفيظ أن الحارس المغربي ياسين بونو قد سقط بدوره من مثل النجوم، فهل تآمرنا عليه لغاية في نفس يعقوب؟
أصبح لحفيظ مضاف إليه في صياغة سطور تبخيس نجاحات بلادنا، فقد عزف على نفس وتر الإدانة صحفي جزائري آخر ينتمي إلى شبكة «بين سبورت» القطرية واسمه عبد الناصر البار، ليس الملهى طبعا، وقال إنها «فضيحة كبيرة في بيت الكاف»، وانهال على رئيس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم ومن يدور في فلكه بكل ما نسيه المفعول به من شتائم، معتبرا غياب لاعب جزائري عن منصة التتويج فيلما محبوكا بـ«إخراج رديء».
بقدر حزننا على غياب حارس مرمى المنتخب المغربي عن منصة التتويج كأفضل لاعب إفريقي، وبقدر الغضب الساطع الذي انتابنا ونحن نحتضن في مدينة مراكش الحفل الإفريقي، بدون حارس عريننا، فإننا نعلن انضباطنا لقوانين اللعبة، حتى وإن اختلت موازين المعايير وتراجع معيار الريادة العالمية خلف معيار القيمة التسويقية للاعبين، في انتظار معيار الوسامة حين يصبح للجائزة كاستينغ.
سيبتلع بونو مرارة الإقصاء، وسيعود إلى عرينه ليكمل ما تبقى في حياته الكروية من سطور، وهو على يقين بأنه سيتصدى لضربات جزاء أخرى من تحت الحزام أحيانا. ومهما كان الفائز مصريا أو نيجيريا أو مغربيا، فإننا سنكون من المهنئين بكل روح رياضية.
حين اقترب موعد الإعلان عن جائزة أفضل لاعب إفريقي، تجرأ اللاعب الجزائري رياض محرز، وتخلص مما تبقى في رصيده من روح رياضية، وقال: «أنا الأجدر بالفوز بالكرة الإفريقية»، غضب منه منافسوه، وذكروه عبر تدوينات وتغريدات متناثرة، بالساعات الإضافية التي قضاها في كرسي البدلاء، متحملا رطوبته.
لا يعرف الفتى البار وملهمه حفيظ، أن أحمد فرس ومحمد التيمومي وبادو الزاكي ومصطفى حجي، حين فازوا بالكرة الذهبية، كانوا لاعبين أساسيين لا يتكلمون إلا بأقدامهم، بل ويتركون إنجازاتهم تتكلم عنهم.
لو خلقت جائزة أفضل لاعب إفريقي في الخمسينيات لتحولت إلى وديعة في بيت العربي بن مبارك الذي قال فيه ملك الكرة بيليه شعرا، ولأصبحت الكرة الذهبية جزءا من ديكور بيت الأسطورة عبد الرحمن بلمحجوب. ما لا يعرفه صناع الفتنة في جارتنا الشرقية، أن حسن لالماس هو اللاعب الجزائري الذي سقط اسمه من لائحة المتوجين بالكرة الذهبية، لأنه سبق زمنه.
اليوم يمكن للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم أن تضيف إلى باقة جوائزها، جائزة أفضل مثير للفتن، وتمنحها مناصفة للدراجي والبار، استنادا إلى جهودهما طيلة العام في نشر قيم الضغينة والشتات، كونا على يقين سنضمن لكما أصواتنا.