إنزكان: محمد سليماني
أسدلت الغرفة الجنحية التلبسية لدى المحكمة الابتدائية بإنزكان، الستار على قضية المتسببين في اندلاع مواجهات عنيفة ضد مهاجرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء، يوم السبت الماضي.
وفي هذا السياق، قضت المحكمة، أول أمس الثلاثاء، بعدم مؤاخذة المتهم (رشيد. ر) من أجل ما نسب إليه والحكم ببراءته، كما قضت بعدم مؤاخذة المتهم (محمد. م) من أجل جنحتي الضرب والجرح باستعمال السلاح والضرب والجرح والحكم ببراءته منهما، وبمؤاخذته من أجل باقي ما نسب إليه والحكم عليه بـ10 أشهر حبسا نافذا. أما المتهمان الآخران (ياسين. م)، و(عبد الله. ز)، فقد أدانتهما المحكمة من أجل ما نسب إليهما، والحكم على كل واحد منهما بـ15 شهرا حبسا نافذا وغرامة نافذة قدرها 500 درهم.
واستنادا إلى المعطيات، فإن النيابة العامة تابعت المتهمين الثلاثة بتهم تتعلق بالسكر العلني البين، والضرب والجرح بواسطة السلاح، والضرب والجرح والمشاركة في مشاجرة وقع أثناءها تبادل الضرب والجرح.
وكانت مدينة القليعة قرب إنزكان قد عاشت، يوم السبت الماضي، حالتي رعب وفوضى كبيرتين، وذلك جراء المواجهات العنيفة التي أشعلها ثلاثة شبان في مواجهة عدد من المهاجرين الأفارقة من دول جنوب الصحراء.
واستنادا إلى المعطيات، فقد خرج عشرات المهاجرين غير القانونيين في مواجهات عنيفة في الشارع العام بمدينة القليعة، وذلك عقب تعرض زميل لهم لطعنات بواسطة آلة حادة من قبل ثلاثة شبان من القليعة. ذلك أنه مباشرة بعدما تناهى إلى علم زملائه تعرضه للإصابة، هرع العشرات منهم يحملون الحجارة والهراوات، كما قاموا بقطع الطريق أمام حركة السير، وواجهوا القوات العمومية بالحجارة، ما أدى إلى تسجيل خسائر مادية كبيرة في ممتلكات الغير. وقد تمكنت بعد ذلك السلطات المحلية والقوات العمومية من السيطرة على الوضع، بعد هذا الانفلات الأمني الخطير الذي تسبب فيه هؤلاء، حيث تم فتح الطريق أمام حركة السير، وإخماد المواجهات العنيفة.
وفي هذا الصدد دخلت النيابة العامة لدى المحكمة الابتدائية بإنزكان على الخط، حيث كشفت أنه على إثر تعرض أحد الأشخاص من أصول إفريقية للضرب والجرح ومحاولة السرقة من طرف شخصين، تم فتح بحث من قبل الدرك الملكي بالقليعة تحت إشراف النيابة العامة المختصة، كما تم نقل الضحية المصاب على وجه السرعة لتلقي العلاجات الضرورية، نظرا إلى تعرضه لإصابة على مستوى الرأس. وحوالي الساعة الثانية عشرة زوالا من اليوم نفسه، يضيف بلاغ النيابة العامة، اندلعت أحداث شغب قام بها حوالي 150 شخصا من أصول إفريقية، إذ قاموا بالولوج إلى قارعة الطريق وعرقلة حركة السير بها، وعملوا على التراشق بالحجارة مع أشخاص آخرين، كما تم خلال هذه الأحداث رشق منازل السكان ومستعملي الطريق وعناصر القوات العمومية. وأسفرت التحريات والأبحاث التي قامت بها عناصر الشرطة القضائية عن إيقاف شخصين، فيما تم اعتقال الثالث بعد ذلك.