المصطفى مورادي
تعرض العشرات من الأساتذة المتدربين الجدد في مراكز التكوين لعقوبات إدارية عقب ارتكابهم لأخطاء تتعلق بعدم الانضباط أو التغيب أو التأخر عن بعض الحصص. فيما تم طرد البعض منهم وتعويضهم بناجحين جدد مرتبين في لوائح الانتظار. تأتي هذه العقوبات في وقت وجه شكيب بنموسى أوامر صارمة للمسؤولين عن التكوين بعدم التساهل مع الأساتذة الجدد في ما يتعلق بالانضباط.
وجد عشرات الأساتذة أنفسهم لأول مرة في وضعيات إدارية تجبرهم على الإجابة عن استفسارات تم توجيهها لهم بسبب مشاكل انضباطية، وعلى رأسها التغيبات والتأخرات عن الحصص، أو بسبب عدم الانضباط في حضور التداريب الميدانية التي انطلقت الأسبوع الماضي، ويرتقب أن تستمر في المرحلة الأولى هذا الأسبوع في بعض المراكز الجهوية.
الصرامة التي تبناها شكيب بنموسى بخصوص شروط توظيف المدرسين الجدد، انتقلت إلى مراكز التكوين، حيث شدد الوزير الجديد، في كلمة افتتاحية للسنة التكوينية، على ضرورة التحلي بالانضباط واحترام أخلاقيات مهنة التربية والتكوين.
وأكد بنموسى أنه سيتم تنظيم التكوين التأهيلي بالنسبة لأساتذة السلك الابتدائي والثانوي على مدى موسمين تكوينيين، فترة أولى بالمراكز المذكورة تُخصص لدعم التكوين الأساسي وتطوير الكفايات المهنية اللازمة لممارسة مهنة التدريس وإجراء تدريب عملي. وشدد بنموسى على أن النجاح في هذه السنة يعد شرطا ضروريا للتعيين كمتدرب ابتداء من شهر شتنبر 2022 بإحدى المؤسسات التعليمية والاستفادة خلال السنة الثانية من تكوين بالتناوب بين مؤسسات التدريس في وضعية تحمل مسؤولية القسم وتأطير تربوي وإداري ومصاحبة ميدانية بالمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين من أجل استكمال التكوين وتحليل الممارسات المهنية قصد تحسينها والارتقاء بجودتها، وتُتَوّج السنة الثانية بتنظيم امتحان الكفاءة التربوية من أجل الترسيم.
وأكد بنموسى أن التنظيم المُحكم للمباراة مكّن من الوقوف على عدد من الاستنتاجات والخلاصات سيتم استثمارها في الدورة المقبلة، من أجل الرفع من نجاعة مباريات التوظيف والارتقاء بجودة تكوين المُدرّسات والمدرّسين، وذلك، من خلال التنظيم المُبكر لهذه المباراة وتمديد الفترة الزمنية المخصّصة لمختلف مراحلها من أجل ضبطها وتخصيص حيّز زمني أطول للتكوين بالمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين.
وكشف الوزير أنه سيتم العمل على توسيع قاعدة التكوين بمسالك الإجازة في التربية والرفع من جودته بتنسيق مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار في إطار لجنة مشتركة أحدثت لهذا الغرض، مبيِّنا أن هذه التدابير تندرج في إطار الرفع من جودة تكوين الأستاذات والأساتذة بالنظر للدور المحوري الذي يحظون به، وما لذلك من أثر بليغ على ضمان جودة التعلمات.
وسجّل بنموسى ارتفاع نسبة الناجحين في هذه المباراة الحاصلين على ميزة في البكالوريا من 43 في المئة في دورة 2020 إلى 64 في المئة خلال هذه الدورة، مشيرا إلى أن نسبة الناجحين الحاصلين على ميزة في الإجازة ارتفع إلى 50.2 في المئة، وبلغت نسبة الناجحين الحاصلين على ميزة في البكالوريا أو في الإجازة أو هما معا 78 في المئة من عدد الناجحين.
وخلص وزير التعليم إلى أن الدورة الحالية عرفت اعتماد تنظيم بيداغوجي محكم انطلاقا من إعادة هيكلة اختبارات المباراة الكتابية والشفوية وتحيين البطائق الوصفية لهذه الاختبارات وتأطير العمليات المتعلقة بإعداد مواضيع الاختبارات وتصحيح أوراق المترشحين وتنظيم المقابلات الشفوية والمداولات النهائية.