طنجة: محمد أبطاش
أفادت مصادر مطلعة، بأن سياحا من جنسية أمريكية، وجدوا أنفسهم صبيحة أول أمس السبت، في حديقة مهملة بمنطقة مرشان بطنجة، حيث كانوا يمارسون الرياضة الصباحية، إذ لم يجدوا مساحات خضراء تتوفر على تجهيزات بمحيط منطقة مرشان، ما حذا بهم للتوجه للحديقة الوحيدة التي تعرف إهمالا كبيرا، حيث تعرضت تجهيزاتها للتخريب ولم تتم صيانتها من طرف المصالح الجماعية، وهو الأمر الذي دفع بمتتبعين إلى مساءلة الجماعة بخصوص هذه الوضعية، ومدى استعدادها لتكون في مستوى التظاهرات العالمية التي يرتقب أن تحتضنها عاصمة البوغاز مستقبلا.
وتعرف الحدائق العمومية في طنجة، مثل حديقة المصلى وحديقة مرشان السالف ذكرها، وضعية كارثية، من خلال غياب الصيانة الاعتيادية والرعاية اللازمة، مما يجعل هذه الحدائق غير صالحة للاستخدام، ويتزايد الإهمال مع مرور الوقت، حيث تشير بعض المصادر إلى تدهور الحالة العامة لهذه الحدائق، حيث إن الألعاب الموجودة فيها أصبحت تشكل خطرا على الأطفال، مما يدفع الآباء إلى القلق حيال سلامة أبنائهم. وتقول بعض المصادر المطلعة، إنه نظرا لغياب التفاعل مع شكاوى المواطنين، يلجأ هؤلاء أحيانا إلى وسائل التواصل الاجتماعي لنشر صور الحدائق المهملة، لعل ذلك يجذب انتباه السلطات الوصية، ولكن دون جدوى. وتفتقد الحدائق العمومية بالمدينة إلى برامج توعية بيئية لتعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على المساحات الخضراء، ونبه فاعلون مدنيون، إلى أن إشراك المجتمع المدني في إدارة وصيانة هذه الفضاءات سيكون بمثابة خطوة مهمة نحو تحقيق نتائج إيجابية، في وقت تغيب مثل هذه التصورات لدى المجالس المنتخبة. منبهين إلى أنه يتعين على المجلس الجماعي أن يفكر في إعطاء التفويض لشركات مختصة لتحسين الحالة العامة لهذه الحدائق، وذلك لضمان استمرارية الخدمات المقدمة للسكان.
وتعاني المساحات الخضراء في طنجة من نقص حاد في التمويل كما أن مشاريع ميزانيات الجماعة يغيب فيها هذا الدعم المالي، مما يعيق أي جهود لتحسين أو إعادة تأهيل هذه الفضاءات المهمة، التي جاءت غالبيتها عن طريق برنامج “طنجة الكبرى”، حيث إن الميزانيات المخصصة من قبل جماعة طنجة غالبا ما تكون غير كافية لتلبية احتياجات الصيانة والتطوير وتوجه أساسا لشركة التفويض الخاصة بالمناطق الخضراء، بينما تقتصر أشغالها على سقي العشب الأخضر.