النعمان اليعلاوي
انتقد أساتذة كلية الطب والصيدلة، استمرار أوضاع الأزمة داخل الكليات، في ظل غياب أفق للحل، حيث أعلن الأساتذة في بيان صادر عن جمعهم العام الاستثنائي، في إطار مكتب نقابتهم المنضوية تحت لواء النقابة الوطنية للتعليم العالي، عن تنظيمهم وقفة تضامنية مع الطلبة والأطباء المقيمين «ضحايا التعنيف والمتابعات القضائية»، معلنين رفضهم للعنف الذي تعرض له الطلبة والأطباء الداخليون والمقيمون، وطالبوا بإيجاد حل عاجل لأزمة القطاع، كما حذر الأساتذة الحكومة من استمرار الوضع على ما هو عليه، ما سيؤدي – حسبهم – إلى عجزهم عن القيام بمهامهم البيداغوجية، بما في ذلك إلقاء الدروس لطلبة السنة الأولى، وضمان السير العادي للامتحانات. وسجلوا أن إصلاح الدراسات الطبية، بدءا بتقليص مدة الدراسة وانتهاء بتقليص سنة من الدروس النظرية قد «تم بمقاربة غير تشاركية وأنجز بوتيرة متسرعة».
في السياق ذاته، كان الأساتذة اقترحوا وساطة بين الوزارة والطلبة، وقال أحمد بلحوس، أستاذ الطب الشرعي بكلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء، عضو اللجنة الإدارية للنقابة الوطنية للتعليم العالي وكاتبها المحلي بفرع كلية الطب والصيدلة بالبيضاء، إن أساتذة كلية الطب بالدار البيضاء كانوا «قرروا الدخول في وساطة بين الطلبة والوزارتين الوصيتين لتجنب الكارثة التي باتت تهدد كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان»، مضيفا في اتصال هاتفي مع «الأخبار»، أن «الأساتذة قاموا حينها بالتواصل مع الطلبة بغرض عقد حوار عاجل مع الوزارتين وتبديد أجواء انعدام الثقة بين الطرفين»، مبينا أن «ما يتعلق بنقاط الخلاف خصوصا نظام السنة السادسة لطلبة طب الأسنان، سيؤدي إن لم يتم الاتفاق حولها إلى سنة بيضاء بالكليات التسع»، حسب المتحدث الذي أضاف أن «الأساتذة لقوا تجاوبا من طرف الطلبة، لكن مع الأسف لم نلقى أي تجاوب من الوزارتين».
من جانب آخر، أعلنت اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة، عن إنزال وطني غدا السبت بالرباط، مؤكدة في نفس الوقت أن طلبة الطب يتمسكون بمؤسسة الوسيط للوساطة بينهم وبين الحكومة، وقالوا إنهم تعرضوا للتعنيف والاعتقالات خلال الأسبوع الماضي، في الوقت الذي نددت اللجنة الوطنية لطلبة طب الأسنان والصيدلة بالمتابعات القضائية التي طالت عددهم، مؤكدة، أن «صوت طلبة الطب صار مزعجا»، وأن مطالبهم «غير قابلة للاستيعاب، وأن جواب الحكومة هو المزيد من القمع والدوس على كرامة أطباء الغد». وشددت اللجنة، على أن «المتابعات القضائية والتهم ضد عدد كبير من الطلبة والأطباء الداخليين، تعد خطوة تشكل منعطفا خطيرا في تاريخ النضالات المطلبية الطلابية».
