سيدي إفني: محمد سليماني
خرج عشرات السكان مساء أول أمس الاثنين في مسيرة احتجاجية عفوية بمدينة سيدي إفني، وذلك احتجاجا على الانقطاع المتواصل للماء الصالح للشرب عن أحياء المدينة.
وقد انطلقت المسيرة الاحتجاجية العفوية من حي “تمحروشت” بالمدخل الشمالي لمدينة سيدي إفني، في اتجاه الشارع الرئيسي المؤدي إلى مركز المدينة، وذلك من أجل إثارة الانتباه إلى انقطاع الماء الصالح للشرب عن بعض أحياء المدينة، خصوصا في هذه الأيام التي تشهد فيه المدينة ارتفاعا في درجة الحرارة.
واستنادا إلى المعطيات، فقد أغضب الانقطاع اليومي للماء الصالح للشرب عن جل أحياء مدينة سيدي إفني وبعض الجماعات الترابية التابعة للإقليم والموجودة على طول الشريط الساحلي، السكان والزوار على حد سواء، حيث تحوّل موسم الاصطياف بعدد من المدن والقرى السياحية الشاطئية التابعة لإقليم سيدي إفني إلى كابوس مقلق، في ظل الانقطاع التام للماء الصالح للشرب منذ أسابيع.
كما أثر انقطاع الماء الصالح للشرب على النشاط السياحي بجميع النقط السياحية بالإقليم، والتي تعرف كل موسم صيف توافد المئات من الزوار المغاربة والأجانب إلى هذه المناطق لقضاء عطلة الصيف، إلا أن هذه السنة كانت استثنائية، إذ قرر العشرات مغادرة المدينة وجماعاتها الترابية في اليوم الأول من الوصول إليها، بعد اكتشاف انعدام الماء الصالح للشرب.
وقد وجد عدد من المصطافين الذين حجوا من مدن داخلية إلى مناطق سيدي إفني، أنفسهم في ورطة كبيرة، حيث قاموا بكراء شقق مفروشة بأثمنة مرتفعة، إلا أنهم اصطدموا في نهاية المطاف بأزمة الماء الصالح للشرب، ولم يجدوا بدا من اقتناء المياه المعبأة للشرب، فيما لم يجدوا مياها للغسيل، ولدورة المياه. كما أن عددا من المصطافين يقضون يومهم كاملا في الشواطئ للسباحة والاستجمام، إلا أنهم عند عودتهم مساء إلى الشقق المكتراة، لا يجدون مياها للغسيل، حيث إن حصة الحي الذي يقطنونه من الماء تكون قد استنفدت، فيظلون بدون ماء إلى اليوم الموالي.
وقبل أيام قليلة نظم عدد من النساء والفاعلين المحليين بمنطقة “مير اللفت” مسيرة احتجاجية، والتي توقفت أمام باشوية المدينة، وذلك للتنديد باستمرار الانقطاع الكبير للماء الصالح للشرب، وخصوصا في هذه الفترة من السنة، حيث تعرف درجة الحرارة ارتفاعا نسبيا، إضافة إلى أن هذه الفترة من السنة، هي الفترة الوحيدة التي تعرف فيها المدينة بعض الرواج التجاري. وقد فتح باشا المدينة حوارا مع المحتجين، وحاول ثنيهم عن استمرار مسيرتهم الاحتجاجية، دون أن يستطيع تقديم وعد بقرب حل مشكل انقطاع الماء الصالح للشرب.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن كلا من مدينة سيدي إفني وعدد من القرى الساحلية يستفيدون من الماء الصالح للشرب من سد يوسف بن تاشفين، إلا أن هذه السنة بدأت وتيرة تزويد هذه المناطق بالماء الشروب تعرف اضطرابا كبيرا.