محمد اليوبي :
أثارت الأرقام المعلنة من طرف وزارة السياحة حول عدد السياح الوافدين على المغرب، خلال سنة 2023، الكثير من الجدل، حيث شكك خبراء وفاعلون في القطاع في صحة ومصداقية هذه الأرقام.
وحسب الوزارة، فقد حققت السياحة في المغرب إنجازا تاريخيا جديدا. إذ استقبل المغرب 14.5 مليون سائح خلال سنة 2023، وهو تقدم استثنائي بنسبة +34 في المائة مقارنة بسنة 2022 و+12 في المائة مقارنة بسنة 2019، وفي هذه الأرقام يتم احتساب المواطنين المغاربة المقيمين بالخارج الذين توافدوا بكثافة على المغرب، خلال العطلة الصيفية، بسبب رفع حالة الطوارئ الصحية التي كانت تحد من حرية التنقل طيلة فترة جائحة كورونا، حيث شكل المغاربة المقيمون بالخارج 51 في المائة من عدد الوافدين، بنمو +27 في المائة مقارنة بسنة 2022، حسب الأرقام المعلنة من طرف وزارة السياحة.
وبحسب المكتب الوطني المغربي للسياحة، فإن السوق الإسباني يحتل الرتبة الأولى من حيث النمو واستعادة التدفقات السياحية لسنة 2023. فمع نهاية 2023، زار المغرب قرابة 2,8 مليون سائح إسباني، أي بزيادة نسبتها 38 في المائة مقارنة مع سنة 2022.
وشكك الزبير بوحوت، الخبير والفاعل في المجال السياحي، في صحة ومصداقية الأرقام المعلنة من طرف وزارة الصحة، وأشار إلى أن الإحصائيات الرسمية الصادرة عن المرصد الوطني للسياحة تشير إلى أن المغرب استقبل خلال 11 شهرا الأولى من سنة 2023 ما مجموعه مليونا و182 ألفا و871 سائحا إسبانيا، وتساءل بوحوت عن كيفية مضاعفة هذا الرقم في ظرف شهر واحد فقط، حيث وفق الأرقام المعلنة، فإن عدد السياح الإسبان الذين زاروا المغرب خلال شهر دجنبر فقط بلغ حوالي مليون و617 ألف سائح، أي أن عدد السياح الذين زاروا المغرب في شهر دجنبر أكثر من الذين زاروه طيلة 11 شهرا.
وفي هاته الحالة، يضيف بوحوت، فإن المغرب استقبل 13 مليونا و250 ألف سائح، خلال 11 شهرا الأولى من سنة 2023 (بمن فيهم مغاربة العالم)، حسب أرقام وزارة السياحة، إذن فمن المفترض أن يصل عدد الوافدين إلى حوالي 14 مليونا و867 ألفا، إذا تم احتساب زيادة السياح الإسبان فقط، وكأن المغرب قد أغلق حدوده في وجه كل الجنسيات الأخرى، بمن فيهم مغاربة العالم، في حين تفيد إحصائيات رسمية صادرة عن وزارة السياحة، بأن المغرب استقبل حوالي 14,5 مليون سائح إلى نهاية 2023.