شوف تشوف

خاص

أبناء الزعماء والوزراء الذين أحرجوا آباءهم

بين الفينة والأخرى، يعيد أبناء وبنات كبار المسؤولين الحكوميين والسياسيين والنقابيين إلى الأذهان مقولة «كان أبي» التي لطالما حاولت المناهج الدراسية عبثا وأدها، غير مهتمين بحكمة «كن ابن من شئت واكتسب أدبا»، ضاربين عرض الحائط بأبيات شعرية حفظناها عن ظهر قلب، دون أن نجد لها تجسيدا على أرض الواقع.
تعددت سيناريوهات فضائح أبناء وبنات كبار القوم الحاملين لحزام السلطة والجاه، الناسف لما تبقى من أخلاق ومبادئ. لكن الحصيلة في نهاية المطاف واحدة، ضجة إعلامية وسراح مؤقت وتنويم إعلامي، إلى أن توضع فوق الفضيحة طبقات من الإسفلت تكفي لدفن الواقعة وصرف نظر الرأي العام عنها.
يمارس أبناء الزعماء بين الفينة والأخرى هواية الاعتداء على المواطنين البسطاء، مع سبق الإصرار والترصد، لأنهم يعلمون علم اليقين أن القوانين لا تعنيهم، وحين تطبق عليهم بضغط من الرأي العام يكون ذلك مقرونا بأقصى درجات التخفيف والرأفة، لأن أبناء علية القوم لا يتحملون رائحة المعتقلات ولا يملكون مساحة صبر أمام المحققين، فيوكلون أمرهم لأب يجد نفسه محرجا وهو يحاول سل شعر العدوان من عجين الفضيحة.
نحن أمام نوعين من القضايا التي تضع كبار المسؤولين في مواقف حرجة، أخفها ضررا إصرار الأبناء على السير في سكة أخرى غير سكة الأب، والتغريد خارج سرب الحكومة، ولنا مجموعة نماذج لأبناء اختاروا الوقوف في صف المعارضة حين كان آباؤهم يتموقعون في الجبهة المقابلة، أبناء اختاروا المعارضة الشرسة للنظام في الوقت الذي يصنف أولياء أمورهم في خانة خدام القصر، فيما النوع الثاني يتعلق بخروج عن النص وإصرار على ممارسة الشطط في شرب حليب السلطة من ثدي أسر تعتبر القانون مجرد باقة ورد بلاستيكية.

غضب الحسن الثاني من بلافريج بسبب ابنه
ولد أحمد بلافريج في مدينة الرباط، وسط أسرة لها أصول موريسكية، وتابع دراسته الابتدائية بمدرسة الأعيان بباب لعلو بالعاصمة، وأكمل دروسه بالثانوية الإسلامية التي سميت في ما بعد ثانوية «مولاي يوسف»، بدعم من والده الذي توفي قبل أن ينال ابنه شهادة الباكالوريا، التي رحل من أجلها إلى فرنسا، وأنهى حياته الجامعية في الفترة ما بين 1920 و1934، وانضم إلى أوائل المتشبعين بالوعي النضالي ضد المستعمر الفرنسي.
دعي الطالب أحمد لحضور اجتماع في بيت خاله محمد جسوس في الرباط، وكان اللقاء فرصة لعرض أفكار مستوردة من الشرق والغرب، حيث عبر بلافريج عن حس وطني كبير.
عين الملك محمد الخامس أحمد بلافريج وزيرا للخارجية، مباشرة بعد حصول المغرب على الاستقلال، كما تقلد رئاسة الحكومة، وأصبح الممثل الشخصي للملك الحسن الثاني، لكن أيامه الأخيرة عرفت صراعا خفيا مع القصر، بعدما انتقل ابنه أنيس إلى صف المعارضة، حيث عاش رهن الاعتقال مدة طويلة دون أن يتدخل والده أحمد لدى الملك، بل اكتفى بالاستقالة من منصبه الحكومي ضدا على التعسف الذي طال ابنه.
انضم أنيس إلى منظمة «إلى الأمام» التي شكلت قلقا حقيقيا للملك الراحل الحسن الثاني، ودخل في إضراب متواصل وصل حد الإضراب عن الطعام، احتجاجا على تعسف المخزن الذي كان والده يعد من لبناته الأولى. اعتقل الشاب الذي تشبع بالفكر الماركسي وأصبح متيما بمواقف إبراهام السرفاتي، رافضا لمبادئ حزب الاستقلال الذي استنشق هواءه، بل إن أنيس تحول إلى معارض حقيقي للنظام رفيقا لدرب سعيدة المنبهي، وتعرض للتعذيب في مخافر الشرطة، مما أغضب والده الذي كان يزوره في المعتقل دون أن يلتمس من الملك إطلاق سراح فلذة كبده، إلى أن صدر عفو ملكي في حق ما تبقى من المجموعة 44، والتي كانت تضم في صفوفها أنيس بلافريج.

الأمير مولاي هشام .. تغريد خارج السرب

في كتابه «مولاي هشام.. مسار طموح غير مضبوط»، لم يتردد علي عمار، إحدى الدعامات الأساسية في تجربة «لوجورنال» السابقة، في تسمية الأشياء بمسمياتها في بوح جريء كشف عن وجه آخر للأمير وقلب أوراقا قديمة لعلاقة توقفت بتوقف المنبر الإعلامي الذي كان يحتضن مولاي هشام وينشر غزواته.
رسم الكتاب «بروفايل» لأمير عرف كيف يرسم لنفسه صورة الديمقراطي، وصورة الأمير الأحمر، ذي الخطاب العنيد، قبل أن تتعرض الصورة للخدش بفعل عوامل التعرية، بعدما انفض من حوله حواريوه.
يقول معارضو الأمير إن مولاي هشام شخصية متناقضة فهو ينادي بالمساواة والديمقراطية، لكنه لا يرفض «جواز السفر الدبلوماسي والإقامات والأملاك والأموال التي ورثها في عهد لعبت فيه الصفة الأميرية عاملا مهما في الانتشار والتوسع والتراكم».
زادت حدة غضب المخزن من الأمير المتمرد قولة عبد الله الشيباني، عضو اللجنة السياسية لحزب العدل والإحسان المحظور: «إذا كان للمخزن من نصيحة فعليه أن ينصت إلى أقوال أحد أمرائه الأذكياء الذي لا يتردد في كل لحظة في إطلاق صافرة الإنذار وتحذير النظام من الإفلاس».
وقد كان الأمير مولاي هشام، ابن عم الملك محمد السادس، سباقا لمغازلة العدليين، حين بعث ببرقية تعزية إلى ندية ياسين، ابنة مرشد جماعة «العدل والإحسان» غير المرخص لها، في وفاة والدها عبد السلام ياسين، الذي قال عنه علي عمار إن «رسالة إلى من يهمه الأمر» تشكل حدا فاصلا بين الفصيل والنظام». وزاد تحليق الرجل خارج سرب القصر، حين ساند بلا شروط مطالب شباب حركة 20 فبراير، الداعية إلى إصلاحات ديمقراطية في المغرب، انسجاما مع الربيع العربي، وأظهر رغبته الجامحة في تغيير الأنظمة من خلال حواراته وكتاباته في «نيويورك تايمز» و«لوموند ديبلوماتيك».
ورغم أن الأمير مولاي هشام حضر إلى الرباط فور توصله بخبر وفاة عمه الملك الحسن الثاني، ووجوده في طليعة الموقعين على وثيقة بيعة الملك محمد السادس، التي تم إعدادها فور وصول نبأ الوفاة، لكنه كان الوحيد الذي ارتدى بذلة عصرية عوض اللباس التقليدي المغربي.
يقول علي عمار إنه بالرغم من فداحة المصاب الجلل، فإن الأمير الأحمر لم ينضبط للطقوس المخزنية المتعارف عليها في مثل هذه المناسبات، مضيفا أنه همس في أذن ابن عمه الملك محمد السادس بالقول: «الاختبار صعب كن يقظا». وفي الصفحة 46 من الكتاب، انتقد مولاي هشام حضور كبار القادة العسكريين لحفل تقديم البيعة، وقال إنهم «لم يرتدوا أحذيتهم العسكرية منذ انقلاب الصخيرات»، مما أغضب القيادة العسكرية وضباطها، وجعلها «تتموقع» في خندق المواجهة الخفية ضد «الأمير الأحمر».
رغم حضوره الفوري ووجوده في طليعة المبايعين، ورغم أن البنت الثانية لمولاي هشام زارت الرباط بعد شهر والتقت بابن عمه الملك، إلا أن هذه المبادرة العائلية لم تخلصه من صفة الأمير المنبوذ، حيث منع من الوجود ضمن مكونات العائلة الملكية خلال التقاط الصورة الرسمية التي نشرتها مجلة «باري ماتش»، إذ بتعليمات من القصر أبعد الأمير عن التشكيلة العائلية، في إشارة واضحة للموقف الرسمي من مولاي هشام.

مريم بنجلون: بنت الأكابر في قلب الفضيحة

لم تكن فرقة مكافحة المخدرات تعلم أن مريم بنجلون، الموضوعة تحت المراقبة، هي ابنة مجيد بنجلون، الوزير والمستشار السابق للملك الراحل الحسن الثاني بالتبني، فقد تم ترصد تحركاتها وهي تبحث عن مزود لتشتري منه كمية من مخدر الكوكايين الذي أدمنته قبل سنوات، وتحملت من أجل ذلك عناء الانتقال إلى منزل أحد المزودين بحي النهضة الشعبي بالرباط، لكنها لم تكن تعتقد أن كمينا أمنيا سيطيح بها.
تحملت مارية كما يحلو لأصدقائها تسميتها، عناء البحث عن المخدر العجيب في الأحياء الهامشية، بعد أن كانت البضاعة تصلها إلى بيتها، لكن اعتقال بارونة المخدرات الملقبة بـ«الشينوية» جعلها تضطر إلى تدبير الطارئ، حتى ولو أدى بها الأمر إلى طرق أبواب المزودين السريين في الحارات البعيدة.
تعلمت «بنت لفشوش» أولى «السطور» في إسبانيا، عندما قررت قضاء فترة إجازة مفتوحة لنسيان مضاعفات طلاقها من شاب ينتمي إلى أسرة فاسية، أعلن عجزه عن مجاراة الطلبات الغريبة لمارية، التي أنجبت بنتا تعيش في دار الوزير. في ماربيا بدأت علاقة العشق مع المحظور.
لم تكن مارية تعتقد، أن زيارة بيت المزود، سترسلها إلى السجن، لأن مجرد انتمائها إلى أسرة الوزير ظل لسنوات بمثابة حصانة تقيها سؤال البوليس حول الهوية، لذا شعرت بانهيار تام حين جلست أمام المحققين، وحين اقتيدت إلى زنزانة مختنقة لا تتوفر على أبسط شروط الحياة ولا تتوفر طبعا على المسحوق السحري، الذي قد يشفع لها لو توفر في فضاء سجن سلا، للمكوث لأطول فترة ممكنة.
تبين لأسرة بنجلون أن مارية أصبحت في عداد المدمنين، وأن الزواج لديها ليس مرادفا للاستقرار، لذا تم عرضها على أطباء نفسانيين، بل وتم نقلها إلى مصحة متخصصة في محاربة الإدمان بسويسرا، وهو الأمر الذي مكنها من قطع الصلة مؤقتا بـ«السطور» اللئيمة، لكن تبين أن المسألة مجرد استراحة محاربة قبل أن تعود إلى عالمها المخملي.
لمارية سوابق عديدة اعتمادا على انتمائها لأسرة الوزير، ففي سنة 2003 صدمت بسيارتها شرطية، كلفها اعتقالا مدته أربعة أشهر نافذة، بعد أن استفادت من عفو ملكي، وهي القضية التي كادت أن تحول والدها بالتبني إلى جثة هامدة، بعد أن ضاق ذرعا بتصرفاتها الطائشة، لكن مارية أقسمت على قطع علاقتها بالكوكايين، و«شلة السوء». وبناء على هذا التعهد المعنوي أرسلها الوزير إلى الولايات المتحدة الأمريكية لعلاج الإدمان، وحين عادت إلى المغرب استقرت في شقة خاصة وقررت مقاومة جاذبية المخدرات.
لم يكن مقر حزب الاستقلال بفاس هو الفضاء الوحيد الذي تعرف فيه حميد على فاطمة، بل إن ما يجمعهما أكثر هو آصرة العمومة، لذا كانت التجمعات الحزبية والنقابية مجرد استكمال لتعارف نشأ في أحضان العائلة قبل أن تصبح له امتدادات سياسية.

صكوك الاتهام تطوق بيت شباط

عاشت أسرة شباط، زعيم حزب الاستقلال، معارك كثيرة مع الخصوم السياسيين والنقابيين، وهي المعارك التي تم نقلها إلى جبهة الأسرة، حيث اتهم أغلب أبناء حميد بتهم اختلفت مضامينها واتفقت في جر الأسرة إلى القضاء، وهو ما اضطر معه الزعيم النقابي وزوجته فاطمة إلى إصدار تعليمات صارمة لأبنائهما «قصد الابتعاد عن كل ما من شأنه أن يستغل سياسيا ضد الأسرة، خصوصا وأنه قد دخل، في الآونة الأخيرة، في حرب ضروس مع الخصوم السياسيين».
«يتعاطى» نوفل الاتجار في السيارات المستعملة ويشرف على بعض المشاريع السياحية في طنجة، أما ياسين فدخل بخجل عالم التجارة، لكن نضال يبقى أقل إشعاعا من نوفل، فيما نالت البنت الوحيدة «ريم» حقها من الوجاهة حين أقيم لها حفل زفاف فاخر. وباستثناء ريم فإن الأبناء ظلوا حاضرين بقوة في جلسات استماع في المحاكم لأسباب غالبا ما ترتبط بالتجارة وتتزامن مع دنو فترة الانتخابات.
ظل نجلا شباط يؤثثان جلسات المحكمة، ولا يترددان في الاستجابة لدعوات القضاء، بل إن المحكمة الابتدائية بفاس، أدانت في نونبر الماضي نبيل ونوفل، نجلي الأمين العام لحزب الاستقلال، بالحبس ثمانية أشهر موقوفة التنفيذ، بسبب «محاولة الحصول على أصوات ناخبين بفضل تبرعات نقدية وأخرى عينية قصد التأثير على تصويتهم، والمشاركة والمساهمة في ذلك»، وتوبع الظنينان في حالة سراح مؤقت. ولم تستفز محاكمة الأبناء والدهم، بل إنه صنف المحاكمات في خانة «التضييق على حزب الاستقلال من قبل خصومه السياسيين».
للإشارة فإن نوفل شباط انخرط مبكرا في عالم السياسة، وأصبح رئيسا للمجلس القروي لجماعة ابرارحة التابعة لقيادة باب مسيلة بإقليم تازة، بعد أن أصبحت والدته فاطمة برلمانية وزوجة زعيم سياسي.

كريم البوخاري.. خلطة الأمن والكيمياء والطب والصحافة

رأى كريم البوخاري النور سنة 1967 في القنيطرة، حيث كان والده أحمد يشتغل في سلك الأمن. نشأ وسط أسرة «مثقفة»، فوالدته ذات تكوين عربي، بينما كان تكوين الأب فرنسيا، وهو ما دفعه إلى ولوج ثانوية «ليوطي» فور انتقال الأسرة إلى الدار البيضاء وتحديدا حي بوركون، مع توقف مهني لفترة قصيرة في العاصمة الرباط، رغم معارضة الأب الذي كان يريد لولده تعليما في المدارس العمومية في زمن كان فيه «ليسي ليوطي» يعج بأولاد علية القوم. وقف الولد حائرا في مستقبله الدراسي، وهو الذي يوجد في منزلة بين منزلتي الفقر والثراء.
كان والده أحمد عنصرا في تشكيلة ما كان يعرف بـ«الكاب1»، منذ تأسيس هذا الجهاز سنة 1960، من خلال انتقاء عناصر من سلك الشرطة وتكوينهم في المجال الاستخباراتي، لكن الأب ظل يغيب لفترات طويلة وتبين في ما بعد لابنه البخاري أن والده عميل للمخابرات، خاصة حين يسود التكتم على مهامه، أو سفره إلى دول أوربية دون الكشف عن وجهته إلا في آخر لحظة.
رفض كريم البخاري، ابن أحمد البخاري، أشهر عميل استخبارات في المغرب، اتباع مهنة والده، وقرر الابتعاد بمسافة كافية عن سلك الأمن، مفضلا عالما نقيضا للفضاء الاستخباراتي وهو السينما، مصرا على استكمال دراسته في تقنيات مهن السينما في فرنسا، لكنه سرعان ما غير اتجاهه ليجد نفسه طالبا في كلية العلوم بالدار البيضاء، وتحديدا بشعبة البيولوجيا/الجيولوجيا.
في كلية طريق الجديدة، شعر الفتى بالملل وهو يتسرب إليه كلما ولج مختبرات الحرم الجامعي، فقرر التحول من خلطة البيولوجيا إلى عالم الطب طبيبا. بارك الوالد والوالدة هذا الاختيار، لأن مهنة طبيب لها حمولات إنسانية مقارنة مع الكيميائي، لذا قضى الفتى ثلاث سنوات كاملة في التحصيل الطبي الأكاديمي، كما قضى فترة تدريب كطبيب داخلي بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد، لكن «عندما حان موعد تقديم أطروحته لنيل الدكتوراه، قفز إلى الصحافة وقرر «فحص» أورام الثقافة والسياسة والمجتمع، ولا يزال، إلى الآن، طبيبا مع وقف التنفيذ، كما روى كريم في حوار صحافي».
جرب كريم الهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، بدعوة من أحد أفراد عائلته، وشد الرحال إلى واشنطن، لكن ما إن حل بالعاصمة الأمريكية حتى اكتشف التحول «الإخواني» لقريبه، وبعد أسبوعين عاد من حيث أتى وله من المبررات ما يكفي لإقناع والديه حول سر فشل مشروع الهجرة.
ضدا على رغبات والده أحمد، حط كريم الرحال لأول مرة في محراب الصحافة التقدمية، حيث ساعده علي يعتة، مؤسس صحافة الحزب، على الانخراط في مجال الإعلام المكتوب، وكان ينشر مقالاته في جريدة «البيان»، في زمن كان فيه العمل الصحفي مجرد شغل نضالي لا يستند إلى عقد عمل، أو راتب مستقر في الزمان. حار الفتى بين الصحف الفرانكفونية الثلاث، «لوبينيون» الأكثر مقروئية، لكن وجود مقرها في الرباط جعله يصرف النظر عنها، و«ليبراسيون» ذات التوجه الاشتراكي التي لم ترق إلى مصاف الصحف المقروءة، في تلك الفترة، و«لوماتان» التي كانت لسان حزب المخزن، فاضطر إلى طرق باب «البيان»، قبل أن يخوض تجربة أخرى في «تيل كيل» و«لوجورنال»، إلا أنه اختلف مع بنشمسي في نشر ملف عن الأمير مولاي هشام وغادر المؤسسة.

حرج في «البيجيدي» بسبب فوز نجل قيادي ببطولة «البوكير»

بمجرد انتشار فضيحة مشاركة صلاح الدين، نجل محمد يتيم، زعيم نقابة «البيجيدي»، ومشاركته في منافسات دولية للقمار، بادر حزب العدالة والتنمية إلى إعلان براءته من الفضيحة، وقال إن بطل لعبة البوكير «لا تربطه أية علاقة بالذراع الدعوية لحزب العدالة والتنمية»، خاصة وأن قضايا مماثلة تناسلت بين أبناء قادة الحركة الدعوية «الذين أصبحوا يشكلون إحراجا لآبائهم الذين يعتبرون أنفسهم أوصياء على تربية المجتمع»، خاصة بعد اعتقال نجل القيادي جامع المعتصم، بتهمة محاولة قتل والده، واختطاف ابنة مصطفى الرميد.
لكن الغريب في قضية يتيم هو إصرار والده على الهروب إلى الأمام، بعد انتشار خبر فوز نجله بجائزة مالية في لعبة «البوكير» التي تنظم بأحد أكبر كازينوهات القمار بمدينة مراكش، ما جعل والده يدافع عن القمار ويعتبره «لعبة ذهنية تساهم في تنشيط العقل».
فاز صلاح الدين بجائزة مالية قدرت بـ50 مليون سنتيم، وقال والده إن الجوائز في ألعاب الرهان «حلال طيب»، مؤكدا على غرار سابقيه وجود مؤامرة سياسية تستهدف التنظيم الذي يعد من قادته.
لم تتوقف القضية عند هذا الحد، بل إن مدينة طنجة احتضنت تظاهرة عالمية للقمار داخل كازينو شهير بعاصمة البوغاز في عهد العمدة السابق الإسلامي التوجه السياسي، بمشاركة عدة دول ذات صيت في هذا النوع من القمار، كفرنسا وهولندا وبلجيكا وإسبانيا والبرتغال والمغرب بصفته البلد المنظم.
ويعود شرف استضافة طنجة للحدث إلى فوز صلاح الدين يتيم بمسابقة دولية في كازينو مراكش، مما قوى حظوظ الظفر باللقب.
رد «البطل المغربي» صلاح الدين يتيم كان أشبه ببيان حقيقة، حيث اختار تدوينة فايسبوكية قال فيها: «هذه اللعبة هي مسابقة كباقي المسابقات، إذ يخضع ممارسها لتدريب على يد مختصين في البسيكولوجيا، ولا علاقة لها بألعاب الحظ والقمار». لم يفهم أحد حكاية الربط بين «السيكولوجيا» ولعبة القمار. لكن صلاح أكد أن لعبة «البوكير» تمارس عبر العالم من قبل لاعبين محترفين مؤطرين من قبل مدربين نفسانيين وتقنيين، وهناك لاعبون دوليون معروفون في العالم وتصنيف دولي للاعبين المتفوقين، كما هو الشأن بالنسبة للعبة التنس. بل إنه لم يتردد في رفضه الزج باسم والده في رقعة «البوكير».

عاش إدريس جطو، رئيس المجلس الأعلى للحسابات، إحراجا كبيرا بعد أن تحدثت المنابر الإعلامية العربية والمغربية عن ارتباط ابنه نبيل، مدير شركة «أوديربي»، بروزاريتا، ملكة جمال لبنان سنة 2008، خاصة بعد انتشار صور جمعت بينه وبين ملكة جمال لبنان السابقة في العديد من الأماكن العامة ببيروت وغيرها من مدن العالم، وسط تعليقات ماكرة لأصحابها، خاصة في الشبكة العنكبوتية.
نفت روزاريتا طويل، ملكة جمال لبنان، عبر مجلة «الجرس» اللبنانية، خبر وجود مشروع زواج، واعتبرت أن «قصة الحب» صناعة مغربية، مشيرة إلى أن نبيل جطو مجرد صديق، وعاش نجل إدريس حكاية مماثلة مع عارضة أزياء مغربية، سرعان ما صنفها في خانة علاقات الصداقة.
ويبدو أن العلاقة بين المغربي واللبنانية خلقت بعض الحزازات، فالعديد من التعاليق على مواقع التواصل الاجتماعي ظلت تصب في واد التهجم على جطو وروزاريتا، رغم أن علاقتها شخصية، بل إن البعض ذهب إلى حد الكشف عن قران محتمل وهو ما كذبته الوقائع، بالرغم من تسريب صور «الحبيبين» التي غزت موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» إلى جانب أحد الصحافيين.
استشاط الأب غضبا ولكنه فضل الصمت، خاصة وأنه يرفض العيش على الطريقة البوهيمية، إذ على الرغم من صعود نجمه في عالم المال والسياسة، إلا أنه ظل حريصا على الوفاء لعاداته وتقاليده القديمة.

هشام الناصري يضع والده التقدمي في مأزق

في ليلة الخميس 20 ماي 2010 تلقى خالد الناصري، وزير الاتصال المغربي والناطق الرسمي باسم الحكومة، مكالمة هاتفية من ابنه هشام تحمل إشارة استغاثة، فهرع مسرعا نحو مكان الواقعة، ليجد ابنه مطوقا بمحتجين يرددون اللطيف بسبب اعتداء ابن الوزير على طبيب في الشارع العام. بل إن شهود عيان كشفوا لشرطي المرور عن هجوم ابن الوزير واستعمال آلة حادة في غارته، وحين هم المارة بتخليص الضحية منه، صرخ في وجههم أنا ابن الوزير، علما أن سبب الصراع يرجع لجدل حول أسبقية المرور.
تعرض الضحية لنزيف من جراء ضرب موجع، وحين حاول الناصري الابن الفرار تم تطويقه من طرف المتجمهرين، ولأن الواقعة حصلت في قلب العاصمة على بعد أمتار من مقر البرلمان، فإن الشرطة تدخلت وألقت القبض على ابن الناطق الرسمي الذي يردد عبارة: «احذروا إنكم ستتجرعون الندم، فأنا ابن وزير»، بل إن الشرطي قرر وضع الأصفاد في معصم الفتى وربطه بشباك حديدي لمقر البرلمان، في إشارة لها أكثر من دلالة.
أخذت الأمور منحى آخر، حيث حضر إلى عين المكان وعلى وجه السرعة والده خالد الناصري، وزير الاتصال المغربي والناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية والقيادي في حزب التقدم والاشتراكية، ممتطيا سيارته الوزارية الفاخرة وقام بتخليص ابنه من الشرطة أمام أعين الجماهير التي صدمت لما جرى.
نقل هواة الأشرطة الفاضحة صور الوزير وهو يركض نحو سيارته وسط عاصفة من الصفير والاستهجان والشتائم، خاصة وأنه لم يكلف نفسه عناء الاعتذار للطبيب، بل إن الوزير التقدمي صرخ في وجه الشرطي مهددا إياه بقطع رزقه، إن لم يطلق سراح ابنه.

نجلة الزعيم النقابي تضع خطاب فاتح ماي في مهب الريح

عاش الرأي العام المغربي سنة 2009 فصولا مشوقة من حكاية ليلى بن الصديق، ابنة الزعيم النقابي المحجوب بن الصديق، قبل أن تقرر محكمة الاستئناف بالقنيطرة، في جلسة سرية، إسقاط الدعوى العمومية ضد المتهمة وإلغاء حكم ابتدائي قضى بإدانتها في وقت سابق بـ8 أشهر حبسا موقوف التنفيذ، في الملف الذي توبعت فيه الظنينة، في حالة سراح، بتهمة تتعلق بحيازة المخدرات واستهلاكها. وجاء قرار إلغاء حكم الإدانة في حق ليلى بن الصديق، بعد تمتيعها بعفو صادر عن مديرية الشؤون الجنائية والعفو أثناء سريان المسطرة، التي كان يرأسها محمد عبد النبوي، إذ كشفت مصادر مقربة من هذا الملف، أن قاضي الجلسة قرر إسقاط الدعوى أمام استغراب الجميع. وعرفت مدينة القنيطرة واقعة شطط غريبة، حين قامت ابنة الزعيم السابق للاتحاد المغربي للشغل بدهس عدد من مستخدمي شركتها بسيارتها، ردا على احتجاجهم عليها لعدم تسوية مستحقاتهم المالية، حيث «قاموا بمحاصرتها ومنعها من التحرك إلى حين إيجاد حل نهائي لمشكل تعويضاتهم المادية»، حسب محضر المعاينة الذي أنجزته الشرطة، والذي تضمن وجود ضحايا أحيلوا على المستشفى، أغلبهم يعانون من كسور.
استشاطت ابنة القيادي النقابي غضبا فداست على العمال، بينما كان والدها ينصب نفسه في خطبه بمناسبة عيد العمال، نصيرا للطبقة العاملة مدافعا عن حقها في العيش الكريم، قبل أن تقدم نجلته الوجه الآخر للخطاب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى