طنجة: محمد أبطاش
كشفت مصادر مطلعة أنه، في إطار تحقيقات سلطات عمالة إقليم شفشاون، تبين أن أباطرة الكيف بالمنطقة تسببوا في قطع المياه عن مساجد محلية، خاصة بالشرافات، ما نتج عنه حرمان المصلين من أماكن الوضوء لأيام.
وذكرت المصادر أنه، إلى جانب أباطرة الكيف، تبين، كذلك، أن بعض التجار وأصحاب المقاهي ساهموا، هم أيضا، في هذا الأمر، ما جعل السلطات تتدخل لإزالة خراطيم المياه الموجهة لحقول الكيف من الآبار، وبالتالي إعادة ضخ المياه إلى جميع السكان الذين عاشوا بدورهم على وقع العطش، طيلة الأسابيع الماضية، بسبب هذا الوضع.
وتواصل السلطات، بتعليمات من عمالة الإقليم، حملة واسعة النطاق، فضلا عن إشراف مركزي من وزارة الداخلية، لوقف أي تساهل مع هؤلاء، واحترام القانون وتنزيل التدابير الصارمة في هذا الإطار. وحسب بعض المصادر، فإن هذه السلطات قامت بتحرير عيون مائية من قبضة أباطرة الكيف ما مكنها من استعادة الأمن المائي للسكان، وسط مطالب باستمرار هذه الحملات بشكل أسبوعي لتفادي هذه الوضعية وعودة تحكم هؤلاء في صنابير السكان.
وباشرت السلطات ذاتها حملة بعدة قرى محلية، بعدما تبين لها أن عددا من الآبار والعيون المائية يتم استغلالها بشكل سري من طرف هؤلاء الأباطرة في سقي نبتة الكيف، وهو ما يتسبب في نضوب الفرشة المائية بعدة قرى، بالتزامن مع موجة الحرارة التي يعرفها الإقليم، وكذا أزمة مياه الشرب التي باتت تلوح في الأفق.
وفي هذا الإطار تم حجز عدد من التجهيزات والمستلزمات المستعملة في سقي هذه النبتة، التي تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه للحصول على منتوج في مدة وجيزة، كما استعانت السلطات بالقوة العمومية لتنفيذ هذه الحملة مخافة أية ردة فعل من طرف هؤلاء.
وعادت أزمة مياه الشرب إلى واجهة الأحداث، بالمناطق المحيطة بمدينة شفشاون، تزامنا وفصل الصيف، حيث عرفت درجة الحرارة ارتفاعا محسوسا.
وحسب مصادر محلية، فإن هذا يعود، مرة أخرى، إلى السقي العشوائي لنبتة «الكيف»، ما يهدد سكان البوادي بشكل مستمر، إذ إن أباطرة المخدرات، بهذه المنطقة، لم يعودوا يكتفون بسرقة المياه الجوفية فقط، بل أصبحوا يشيدون سدودا عشوائية ليقوموا بتخزين المياه داخلها، الأمر الذي خلق منافسة محمومة بينهم لسرقة المياه وحرمان الآخرين منها، على حساب الفرشة المائية التي أصبحت مهددة بالنضوب.