يوسف حجي الذي تزوج نبيلة منيب في لحظات نضال طلابي بالمهجر
ولدت نبيلة منيب سنة 1960 بمدينة الدار البيضاء وسط أسرة ميسورة الحال، فقد كان كانت أمها من وجوه المجتمع المخملي، ووالدها اشتغل طويلا في السلك الدبلوماسي خاصة في الجزائر. ترعرعت نبيلة في بيت «يحترم الأناقة والجمال، ويفرد لهما مساحة شاسعة، والدتي، رحمها لها، كانت ترتدي في البيت أجمل ما لديها لتجالسنا نحن الأبناء، وكانت الأكثر أناقة، وأنا مدينة لها بتلقيني تلك التفاصيل وفلسفتها في الحياة وحب العيش. ومازلت أتذكر ترديدها للمثل المغربي الذي يقول: «لهلا يخلي لبومارت ما يورث»، كما ورد في إحدى لقاءات منيب الصحفية، والتي تحاول من خلالها التمرد على نظرية تجعل اليسار مرادفا للفقر.
بعد حصولها على شهادة الباكلوريا (شعبة العلوم التجريبية)، انتقلت نبيلة إلى فرنسا لاستكمال تعليمها الجامعي (شعبة البيولوجيا) في جامعة مونبوليي، إلى أن حصلت على شهادة الإجازة وتقرر استكمال المسار الدراسي بنيل الدكتوراه.
في هذه المدينة الجامعية جنوب فرنسا تعرفت نبيلة منيب على الطالب يوسف حجي، الذي تقاسم معها الطموحات نفسها، فسقطت في حبه من أول نظرة، بعد أن جمعهما النضال في المهجر ضمن قطاع الطلبة الديمقراطيين، سنة 1984، إلى جانب طلبة آخرين، أمثال الديوري ومرجان ومعزوز وزوجته غيثة ومحفوظ واللائحة طويلة..
أشعرت نبيلة أسرتها بحجز مساحة في قلبها لرفيق دربها الطلابي والنضالي حجي، وحين عادا إلى المغرب أكملا الفصل الثاني من رواية عشق المهجر. تقول نبيلة: «عشت قصة حب في فرنسا النظرة الأولى في اليوم الثاني قصة حب رائعة.. تزوجنا ونحن في رحاب الكلية». خاصة وأن مؤخر صداقهما هو الانتماء الوجداني لحزب منظمة العمل الديمقراطي الشعبي، إذ كانا يترددان على مقره في شارع للاياقوت، في الوقت الذي كان فيه الأزواج الجدد يفضلون قضاء أوقاتهم في التسوق.
لا يختلف الزوجان كثيرا في الخطوط العريضة للحياة الزوجية، لكن النضال الحزبي يأخذ من حياتهما وقتا طويلا. ففي سنة 1997 قرر زوجها حجي دخول معركة الانتخابات الاجتماعية عن حزب منظمة العمل الديمقراطي الشعبي، بعد أن بارك أستاذها وملهمها بن سعيد أيت ايدر هذا الارتباط.
عينت نبيلة منيب أستاذة جامعية واختار زوجها المسار نفسه، وظلت تحرص على التوفيق بين مقرين: مقر الحزب الاشتراكي الموحد في زنقة أكادير ومقر بيتها في شارع الزيراوي بالدار البيضاء غير بعيد عن «ليسي ديكارات». ولأن نبيلة ويوسف قررا الشروع في الإنجاب بموازاة مع النضال السياسي، فإنهما أبرما معاهدة القيام بشؤون البيت بشكل مشترك، سيما وأن ابنتيهما تجاوزتا المراحل الحرجة، بعد أن جاوزتا عتبة العشرين سنة، فيما ظل الابن الصغير تحت الرعاية «المركزة» من طرف الأم التي تحرص على مساعدته على مراجعة دروسه، بالرغم من التزاماتها، حيث تضطر أحيانا إلى التوجه إلى كلية العلوم التي تدرس فيها بالاستعانة بسائقها حتى تتفرغ للرد على كثير من الرسائل الإلكترونية، خاصة بعد انتخابها على رأس حزب معارض ودخولها التجربة الانتخابية التي غادرتها بهزيمة مشرفة، بعد أن عجزت عن تجاوز العتبة.
لم تقدم نبيلة منيب ترشيحها لعضوية مجلس الجامعة الذي كنت عضوا به على مدى 15 سنة، وذلك خوفا من اختناق أجندة مواعدها، كزوجة وأم مربية ومناضلة وأستاذة وإنسانة، لكن هذا لا يمنعها من الحفاظ على صورة المرأة الأنيقة رغم تعرضها لتحرش سياسي من طرف منافسها في الانتخابات السابقة منصف بلخياط، الذي كتب في تغريدة على «تويتر» أرفقها بصورة منافسته نبيلة منيب، «من تكون هذه السيدة الجميلة؟ تبدو لي أنها من الطبقة البورجوازية.. إنني أجدها راقية جداً و«زاز»، قبل أن يتدارك منصف بلخياط ذلك ويعتذر قائلا في تغريدة ثانية «إذا كنت أسأت لأي شخص فأنا أعتذر».