الداخلة: محمد سليماني
أثارت نتائج عمليات الانتقاء الخاصة بملفات عدد من الشباب الراغبين في الاستثمار في القطاع الفلاحي، وذلك للاستفادة من المشاريع الصغرى للشركة بين القطاعين العام والخاص في إطار المشروع الفلاحي لسقي 5000 هكتار، موجة غضب بالداخلة في صفوف من اعتبروا أنفسهم مقصيين من الاستفادة من هذه المشاريع عبر الكراء طويل الأمد، الذي يتراوح بين 25 إلى 40 سنة حسب نوعية المشروع.
واستنادا إلى المعطيات، فقد نظم عدد من الشباب وقفة احتجاجية، صباح أول أمس الاثنين، أمام مقر المديرية الجهوية للفلاحة بمدينة الداخلة، للتنديد بما أسموه إقصاؤهم من الاستفادة من قطع أرضية فلاحية صغيرة في إطار مشروع سقي 5000 هكتار بالمياه المحلاة. وحسب المعطيات، فقد أعلنت وكالة التنمية الفلاحية، قبل أيام، عن نتائج عمليات الانتقاء للاستفادة من 100 قطعة أرضية فلاحية صغيرة مخصصة لأبناء الجهة، وهو الأمر الذي أغضب فئة لم يتم قبولها للاستفادة، خصوصا وأن كثيرين منهم اجتازوا جميع المراحل المتعلقة بالاستفادة من إعداد الملفات، ودراستها، وصولا إلى دراسة المشاريع الفلاحية المقترحة من قبل المرشحين.
وحسب المعلومات، فإن عددا من أبناء الداخلة، وعددا من الفاعلين في المجال الفلاحي تقدموا بطلبات الاستفادة من أراض فلاحية ضمن هذا المشروع منذ مدة، إلا أن عمليات الإعلان عن المستفيدين، ومباشرة إجراءات الحصول على القطع الأرضية لتجهيز الضيعات الفلاحية تأخرت كثيرا، بسبب تواصل الأشغال بمحطة التحلية التي ستكون المزود الرئيسي لهذا المشروع الضخم بمياه السقي، والتي من المقرر أن تكون جاهزة، حسب معطيات رسمية، خلال يونيو من السنة المقبلة على أبعد تقدير. وخصص لهذه المحطة التي ستشتغل بالطاقة الريحية بقدرة 60 ميغاواط، اعتماد مالي يصل إلى ملياري درهم، فيما خصص لشبكة الري 442 مليون درهم.
وبحسب المعلومات، فإن هذه الدائرة السقوية سيتم سقي أراضيها الفلاحية من خلال إنشاء محطة لتحلية مياه البحر. وستصل طاقة المحطة إلى 30 مليون متر مكعب في السنة، بتقنية التناضح العكسي. أما التهيئة الهيدروفلاحية فستتم عبر إنشاء شبكة الري لتزويد الدائرة السقوية بالمياه المحلاة. ويصل الاستثمار الإجمالي إلى ملياري درهم، منها 1,53 مليار درهم كمساهمة للدولة، و470 مليون درهم تمثل مساهمة الشريك الخاص المكلف ببناء وتدبير محطة تحلية المياه، وحقل إنتاج الطاقة الريحية.
وحددت المساحة الإجمالية للدائرة السقوية، التي سيتم توزيعها في 219 مشروعا؛ منها 100 مشروع صغير بين 5 و10 هكتارات موجه لفائدة شباب الجهة، و78 مشروعا متوسطا بين 10 و40 هكتارا، و34 مشروعا كبيرا بين 40 و147 هكتارا، ثم 7 مشاريع تجميع ذات مساحة تفوق 147 هكتارا. وسيتم تثمين هذه الأراضي عبر إنتاج الخضروات والبواكر، خاصة منها المنتَجة داخل البيوت المغطاة، وكذا زراعات أخرى ذات قيمة مضافة عالية، وإنتاج الأعلاف. وسيمكن هذا المشروع المندمج من خلق دينامية اقتصادية مهمة بالجهة، إذ سيعرف إنتاج أكثر من 415.000 طن سنويا من البواكر، وإحداث قيمة مضافة تفوق مليار درهم سنويا وخلق أزيد من 10.000 منصب شغل قار.
وتم تحديد سومة كراء الأراضي الفلاحية في إطار هذا المشروع في 1000 درهم للهكتار الواحد، كما تم تحديد الضمانة البنكية للمستثمرين في مبلغ لا يتعدى 5000 درهم بالنسبة إلى المشاريع الصغرى، في حين حدد مبلغ ما بين 50 و100 ألف درهم بالنسبة إلى المشاريع المتوسطة والكبرى.
