بعد أسبوع من المعاناة الصحية بإحدى غرف الإنعاش بالمستشفى العسكري بالرباط، رافقتها تدخلات طبية كبيرة ومواكبة يومية من طرف المديرية العامة للأمن الوطني، لفظ شهيد الواجب الوطني مفتش شرطة كان يشتغل بالخميسات، أنفاسه الأخيرة متأثرا بجروح بالغة مترتبة عن طعنات غادرة وجهها إليه جانحون، أثناء تدخله البطولي لتحييد الخطر الصادر عنهم والذي يهدد سلامة المواطنين ورجال الأمن، بأحد الأحياء الشعبية وسط مدينة الخميسات.
وأكدت مصادر أمنية رسمية أن المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني، الذي كان يتابع يوميا وبشكل دقيق الوضعية الصحية لمفتش الشرطة حسن شاكور، قرر منحه ترقية استثنائية، وذلك وفاء لروحه الطاهرة، وإجلالا لتضحيته الجسيمة في سبيل ضمان أمن المواطنين وصون ممتلكاتهم.
وذكر بلاغ للمديرية العامة توصلت «الأخبار» بنسخة منه، أن المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني أسدى التوجيهات الضرورية لمؤسسة محمد السادس للأعمال الاجتماعية لموظفي الأمن الوطني، ولمصالح ولاية أمن الرباط، من أجل تقديم الدعم اللازم والعناية الضرورية لعائلة شهيد الواجب، ومواكبتها في هذا المصاب الجلل.
وكان موظف الشرطة الفقيد يعمل قيد حياته بالمنطقة الإقليمية للأمن بمدينة الخميسات، وتوفي بالمستشفى بسبب مضاعفات إصابته بجروح بالغة باستعمال السلاح الأبيض، أثناء اضطلاعه بمهامه الوظيفية، خلال تدخل أمني لاعتقال شخص هدد سلامة المواطنين وممتلكاتهم في 17 يوليوز الماضي.
وخلال هذا التدخل الأمني، أصيب مفتش الشرطة المذكور آنفا بجروح بالغة بواسطة السلاح الأبيض، نقل على إثرها إلى المستشفى، بينما اضطر أحد زملائه إلى استخدام سلاحه الوظيفي لتحييد الخطر الصادر عن المعتدي وإيقافه رهن إشارة البحث القضائي الذي أمرت به النيابة العامة المختصة.
وكانت مصالح الشرطة القضائية التابعة للمنطقة الأمنية بالخميسات قد أحالت، الثلاثاء الماضي، جانحا من مواليد سنة 1995 على أنظار الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط، على خلفية اتهامه بارتكاب محاولة قتل في حق مفتش شرطة، وإحداث الفوضى بالشارع العام وتهديد المواطنين بأسلحة بيضاء بهدف السطو على ممتلكاتهم، وقرر الوكيل العام إحالته على قاضي التحقيق، ملتمسا منه إخضاعه في وضعية اعتقال لتحقيقات تفصيلية حول التهم الخطيرة المنسوبة إليه، حيث تم إيداعه السجن بتهمة الشروع في القتل في حق موظف عمومي، أثناء مزاولته لمهامه، وتكوين عصابة إجرامية متخصصة في السرقات الموصوفة باستعمال أسلحة بيضاء وناقلة ذات محرك.
وأكدت مصادر الجريدة أنه يرتقب أن تحيل عناصر الشرطة القضائية بالمنطقة نفسها جانحا آخر ما زال يتلقى العلاجات الضرورية بالمستشفى الجامعي ابن سينا بالرباط، بعد إصابته بالرصاص الحي على مستوى أطرافه السفلى، بعد أن اضطر شرطي إلى إطلاقه، من أجل تحييد الخطر الصادر عنه والذي يهدد سلامة زميله مفتش شرطة الذي كان يرافقه في التدخل، بعد أن تعرض لمحاولة قتل شرع الجانح المصاب في تنفيذها بكل وحشية.
وأكدت المصادر ذاتها أن مفتش الشرطة وهو شاب معروف بتفانيه في العمل تعرض لطعنة خطيرة على مستوى الصدر، حيث جرى نقله على وجه الاستعجال إلى المستشفى العسكري بالرباط، حيث خضع لثلاث عمليات جراحية، قبل الإعلان عن وفاته.