محمد اليوبي
إثر وفاة مشجعة رجاوية، يوم السبت الماضي، في محيط مركب محمد الخامس بالدار البيضاء، وهي تتأهب للدخول إلى الملعب من أجل متابعة مباراة لفريق الرجاء الرياضي ضد الأهلي المصري، لحساب إياب ربع نهائي دوري أبطال إفريقيا لكرة القدم، وجه فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب طلبا من أجل عقد اجتماع عاجل للجنة القطاعات الاجتماعية، لمناقشة موضوع: “تدبير مشاركة الجمهور الرياضي في متابعة المنافسات الرياضية بالملاعب الوطنية”، بحضور شكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة.
وأوضح رشيد حموني، رئيس الفريق، أنه في انتظار الإعلان عن نتائج التحقيقات، فإنه من المرجح، حسب الصور والمعطيات التي تم تناقلها إعلاميا، أن يكون سوء تنظيم دخول الجماهير الرياضية إلى الملعب، والفوضى العارمة التي رافقت هذا الحدث الكروي، سببا من أسباب هذه الفاجعة الإنسانية المؤلمة، مشيرا إلى أن مثل هذه الأحداث تلحق ضررا جسيما بصورة المغرب الذي يطمح إلى تنظيم أرقى المنافسات الرياضية، والكروية منها أساسا، بما في ذلك المونديال.
وطالب رئيس الفريق بحضور بنموسى أمام اللجنة البرلمانية، لتقديم التوضيحات اللازمة بخصوص حيثيات وملابسات ومسؤوليات وفاة مواطنة، أثناء ولوجها إلى مدرجات الملعب، وأكد أن تنظيم ولوج الملاعب الرياضية، الذي تُشرف عليه أحيانا شركات مُفَوَّضَة، يشوبه، في عدد من المناسبات، كثير من الازدحام والتدافع والفوضى والعبث والعشوائية، والمحاباة كذلك. مشيرا إلى أن فريق التقدم والاشتراكية سجل في كثيرٍ من المنافسات الرياضية عدم تمكن مواطنات ومواطنين من الدخول إلى الملاعب، رغم اقتنائهم للتذاكر سلفا.
وبالنظر إلى ما يكتسيه الموضوع من أبعاد هامة: أمنية واجتماعية وتدبيرية ورياضية وسياسية، تندرج كلها ضمن مقاربات الحكامة المعتمدة في تدبير الملاعب والمنافسات الرياضية الاحترافية، والكروية منها على وجه التحديد، أكد حموني أنه من المفيد مناقشة وإطلاع البرلمان حول التدابير التي يتعين على الحكومة المبادرة إلى اتخاذها، بتعاون مع الجهات المعنية الأخرى، من أجل القطع مع أساليب العبث التي تنهجها بعض الأطراف المحسوبة على الرياضة الوطنية، سيما في مجال تدبير المنافسات الرياضية والولوج إلى الملاعب وتدبير التذاكر.
من جهة أخرى، نفى مصدر بولاية أمن الدار البيضاء، بشكل قاطع، صحة الأخبار والتعليقات المنشورة في بعض الحسابات الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تدعي بشكل مغلوط بأن الشرطة استخدمت شاحنات لضخ المياه في المكان الذي توفيت فيه سيدة بمحيط ملعب محمد الخامس بالدار البيضاء.
وتوخيا للدقة، وتصويبا لهذه التعليقات الخاطئة، يؤكد مصدر من ولاية أمن الدار البيضاء أن التسجيلات التي توثق لاستخدام الشاحنات النظامية لضخ المياه كان لمنع اقتحام الملعب من طرف المئات من الأشخاص بالمنطقة السابعة في محيط الملعب، بعيدا عن المكان الذي نقلت منه الضحية إلى المستشفى، بعد إصابتها بالمنطقة الثالثة.
وشدد المصدر ذاته على أن استخدام شاحنات ضخ المياه لم يكن نهائيا في مكان إصابة الضحية، والتي يتواصل التحقيق القضائي حاليا بشأنها، لتحديد ظروف وملابسات هذه الواقعة الأليمة. مضيفا أن الركون لاستخدام هذه الشاحنات النظامية فرضته ضرورة المحافظة على الأمن العمومي، وتأمين الملعب، بعدما تعمد المئات من الأشخاص اقتحام بوابات الملعب بغرض الدخول بالقوة.
وختم المصدر نفسه بتكذيب التعليقات المغرضة التي تصاحب التسجيلات المنشورة، بعد بترها من سياقها ومكانها الحقيقي، موضحا أن ولاية أمن الدار البيضاء جندت ما يناهز 4500 عنصر من القوات العمومية لتأمين تلك المباراة، وتمكنت من حجز المئات من الشهب النارية الخطيرة التي كانت موجهة إلى المدرجات، كما ضبطت 1506 قاصرين غير مصحوبين بأولياء أمورهم كانوا يحاولون ولوج الملعب بدون تذاكر.
وأكد المصدر ذاته في الأخير أن الشرطة القضائية تجري حاليا أبحاثها في هذه القضية، تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وأن جثة الضحية خضعت للتشريح الطبي، داحضا في الأخير كل الإشاعات والأخبار الكاذبة التي تستبق نتائج الأبحاث التمهيدية في هذه القضية.