رافعة كادت تتسبب بكارثة بعد سقوط شحنة خشب بالمؤسسة
محمد وائل حربول
عاشت إحدى المؤسسات التعليمية على مستوى مقاطعة جليز بمدينة مراكش، بداية الأسبوع الجاري، على وقع «صدمة كبيرة وخوف شديد»، جراء سقوط عدد من القطع الخشبية التي تستعمل في البناء، والتي تعود إلى إحدى البنايات الكبيرة التي يتم بناؤها بجانب مدرسة «الهدى» الابتدائية، الشيء الذي خلف استياء عارما من قبل أولياء وآباء التلاميذ بالمؤسسة، إضافة إلى المدرسين بها، فيما تدخل حقوقيون على مستوى المدينة الحمراء، للتنديد بمنح الرخصة لهذا الورش الذي يهدد حياة التلاميذ الصغار.
واستنادا إلى المعلومات والصور ومقطع فيديو توصلت بها «الأخبار» في هذا الصدد، فقد جاء سقوط كمية كبيرة من الخشب داخل المؤسسة التعليمية المذكورة، بسبب إحدى الرافعات الكبيرة التي كانت تحملها، حيث تسبب عطل تقني في سقوط الخشب داخل المدرسة، التي تضم عددا كبيرا من التلاميذ الصغار، ما نتج عنه سماع دوي مهول داخل كل المؤسسة، ما نشر الخوف والهلع في نفوس التلاميذ والأطر التربوية الموجودين ساعتها داخل المدرسة.
ومباشرة بعد سقوط هذه الكمية من الخشب داخل المؤسسة التعليمية، قامت الأطر التربوية، إضافة إلى المدير، بالاطمئنان على كل التلاميذ وإدخالهم جميعا داخل الحجر المدرسية، وذلك «حفاظا على سلامتهم، وتفاديا لأي أخطار محدقة قد تصيبهم جراء البناء المجاور للمؤسسة». فيما عبر آباء وأولياء التلاميذ عن «سخطهم من هذا الورش الذي صار يهدد حياء أبنائهم بشكل يومي»، مطالبين السلطات المختصة بـ«التدخل ووضع حد لهذا البناء، الذي قد يتسبب في كارثة كبيرة ومؤلمة لا قدر الله».
ولم تكن هذه الكمية الكبيرة من الخشب التي سقطت داخل المدرسة، هي الهم الوحيد الذي عبر عنه الأطر المدرسية وآباء التلاميذ بمؤسسة «الهدى» الابتدائية بمراكش، بل أيضا عمليات البناء التي تبتدئ من الساعات الأولى من الصباح الباكر وتنتهي حتى صلاة المغرب، حيث تتسبب هذه العمليات في ضوضاء وضجيج كبيرين، بسبب الآلات والمعدات التي يتم استخدامها في البناء، فضلا عن سماع دوي كبير لمحركات الرافعات المخصصة للبناء، ناهيك عن الأتربة والمواد التي يتم تركها بجانب المؤسسة بين الفينة والأخرى، ما تسبب في نشر الغبار داخل مرافق وحجرات المدرسة.
وحسب المعلومات التي توصلت بها «الأخبار»، فقد طالب الأطر التربوية وآباء وأولياء التلاميذ بالمؤسسة المذكورة، بتدخل المدير الإقليمي للتعليم والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مراكش – آسفي، من أجل وضع حد لهذا الورش. ودعوا إلى إلزام صاحب المقاولة بتحمل دفتر التحملات الذي وقع عليه والمعمول به في البناء والتعمير، واحترام عمل المؤسسة التعليمية وعدم التشويش عليها بالضوضاء والضجيج، اللذين تتسبب فيهما عمليات البناء، مما يؤثر على السير العادي للدراسة بها.
ولم تكن هذه هي المقاولة الوحيدة بمدينة مراكش التي تمنح لها رخصة البناء بجانب إحدى المدارس، وتتسبب في خلق الهلع والذعر في نفوس الأساتذة وآباء التلاميذ، حيث كانت «الأخبار» قد نشرت تقريرا حول أحد أوراش البناء، الذي كان يترك معداته وآلاته داخل مؤسسة تعليمية ابتدائية، قبل أن تتدخل السلطات المختصة في الموضوع، بعد نشر التقرير.