السمارة: محمد سليماني
حصل موقع «الأخبار بريس» على وثيقة تكشف استفادة أحد أكبر أغنياء الصحراء من سكن مخصص للعائدين في ظروف غامضة، في الوقت الذي توجد عشرات العائلات والأسر المعوزة بعدد من الأقاليم الجنوبية، تنتظر أن تستفيد من سكن قار.
وبحسب بعض المصادر، فإن المستفيد المذكور حصل على هذا المسكن في الوقت الذي كان يشغل منصب برلماني عن إقليم السمارة، في حين أن هذه الوثيقة الموقعة من طرف العامل السابق للإقليم، والتي تؤكد استفادته، تشير إلى أنه سلم له هذا المسكن نظرا لحالته الاجتماعية، الأمر الذي جعل السلطات الإقليمية ترد بالإيجاب على طلبه، الذي سبق أن تقدم به إلى مصالح العمالة من أجل الحصول على مسكن لإيواء أسرته، وخصصت له مسكنا يحمل رقم 557 في إطار برنامج العودة بمدينة السمارة.
وتوضح المعطيات التي (حصلت عليها موقع «الأخبار بريس»)، أن هذا المستفيد يعد من أكبر أغنياء الصحراء، إذ يملك قطعانا من الإبل تعد بالمئات، ويملك أسطولا كبيرا من الشاحنات، وعددا من العقارات والمنازل المبنية في العيون والسمارة، فضلا عن أنه يحمل صفة برلماني عن إقليم السمارة منذ سنوات، وما زال برلمانيا بمجلس النواب خلال الولاية الحالية، إضافة إلى رئاسته مجلس إحدى الجماعات الترابية التابعة للإقليم.
وما أثار الاستغراب أكثر، هو ادعاء الوثيقة المسلمة من مصالح عمالة إقليم السمارة، أنها أجرت بحثا اجتماعيا خاصا على المستفيد، فتبين لها أنه لا يتوفر على مسكن لأسرته، وأن حالته الاجتماعية تسمح له بالاستفادة من هذا المسكن، في حين أن الحقيقة غير ذلك، وهي أن المستفيد يتوفر على عقارات كثيرة منذ سنوات سابقة على تاريخ استفادته من هذا المسكن.
وأثارت وثيقة الاستفادة من المسكن المسربة قبل أيام، والتي تحمل رقم 92/2008، موجة سخط عارم بالأقاليم الصحراوية، وذلك اعتبارا لمكانة المستفيد بوصفه واحدا من أغنياء المنطقة الذي لا حاجة له لمثل هذه المساكن، في المقابل ما تزال عشرات النساء المطلقات والأرامل والمعوزين، ينتظرون منذ سنوات عديدة التأشير بالإيجاب على طلباتهم للاستفادة من مساكن أخرى بعدد من الأقاليم الجنوبية، بعضها ما يزال مقفلا منذ انتهاء الأشغال به، وبعضها الآخر سلم لبعض المستفيدين المحظوظين في ظروف غامضة.