شوف تشوف

الرئيسيةرياضة

هل حان وقت التخلي عن الحرس القديم بالمنتخب؟

كبوة «الكان» وحجم الرهانات المقبلة  تفرض على الركراكي حتمية التغيير

خالد الجزولي

 

وجد وليد الركراكي الناخب الوطني، نفسه مجبرا على تغيير قناعاته التقنية، بشأن الترسانة البشرية المعتمدة في المباريات الأخيرة للمنتخب الوطني، وذلك على ضوء المستجدات المتعلقة بأداء ومستوى الدوليين المغاربة مع متم الموسم الكروي الحالي.

وقد ظل الناخب الوطني، منذ إنجاز «مونديال» قطر الأخير، مصرا على تجديد الثقة في المجموعة ذاتها، التي خاضت البطولة العالمية ومنحت «الأسود» المركز الرابع، تحت لازمة «لا يجب تغيير الفريق المنتصر»، قبل أن يصطدم بواقع كأس أمم إفريقيا «كوت ديفوار» الأخير، الذي أخرج النخبة الوطنية من الباب الخلفي للبطولة الإفريقية.

وبات الركراكي، مقتنعا أكثر من أي وقت مضى، أمام الإنجاز الكبير، الذي قدمه أغلب لاعبي المنتخب الوطني، رفقة أنديتهم في مختلف الدوريات المحلية والقارية، أمام حتمية التغيير، سواء على مستوى التشكيل البشري أو الشاكلة التقنية، على أمل مواصلة التألق وتكرار الإنجاز القاري المحقق سابقا في «المونديال» الأخير، ما يطرح علامات الاستفهام حول مصير أبرز دعامات المنتخب الوطني في ظل تألق العناصر الأولمبية في المعسكر الإعدادي الأخير..

 

 

 

معسكر يونيو بداية التغيير..

 

شكل المعسكر الإعدادي لشهر يونيو الجاري الناخب الوطني، نقطة استفهام كبيرة لدى الأنصار والمحبين، بسبب التواضع، الذي طبع أداء «الأسود» في أول مباراة رسمية بعد نكبة كأس إفريقيا الأخير، عندما استضافوا منتخب زامبيا، عن الجولة الثالثة من التصفيات الإفريقية المؤهلة لـ «المونديال»، وذلك بالنظر إلى الصعوبات، التي عانى منها اللاعبون من أجل تحقيق فوز صغير، برره المدرب الركراكي، كون توقيت التربص الإعدادي، جاء بالتزامن مع نهاية موسم كروي طويل وشاق، استنزف طاقة النخبة الوطنية.

وقد أُجبر الناخب الوطني، في ظل الانتقادات، التي طالت اختياراته البشرية والتقنية في مباراة زامبيا، على إجراء تغييرات هامة، في الاختبار الثاني الرسمي، الذي جمع المنتخب الوطني بنظيره الكونغو برازافيل، إذ على الرغم من ضعف المنافس ومعاناته من الغيابات فضلا عن الظروف التي عانى منها قبل السفر إلى المغرب، إلا أن الأداء العام للمجموعة الوطنية، منح إشارات قوية، تدل على قدرة المجموعة الحالية، على تكرار إنجاز «المونديال» الأخير.

إذ يتوفر الناخب الوطني، على مجموعة قوية ومتنوعة من اللاعبين، وضعته في ورطة حقيقية، بعد أن أحدث رجة قوية بين صفوف المنتخب المغربي، خلال حسمه التشكيل الرسمي لـ «الأسود» في مباراة الكونغو برازفيل، بعيدا عن خيار العاطفة، الذي تسبب له في موجة من الانتقادات في الفترة الأخيرة.

 

شادي يسحب البساط من تحت أقدام سايس

 

وضع الركراكي ثقته في المدافع الشاب شادي رياض المدافع السابق لنادي ريال بيتيس الإسباني، الذي لعب أساسيا في مباراة الكونغو برازافيل، مكان القائد رومان غانم سايس، بل ومنح الناخب الوطني الرقم 6 الذي يلعب به سايس منذ فترة طويلة، في إشارة قوية إلى توجه الناخب المغربي نحو الاعتماد أكثر على مدافع كريستال بالاس الإنجليزي.

واستطاع المدافع الواعد رياض، فرض نفسه بقوة في ثاني مناسبة يحمل فيها قميص المنتخب المغربي الأول، بعدما شارك في ودية موريتانيا الأخيرة، إلا أن انسجامه مع المجموعة المغربية وتسجيله الهدف الثاني في مرمى منتخب الكونغو برازافيل، سيساعده أكثر على كسب المزيد من ثقة المدرب الركراكي.

كما رخص الركراكي للمدافع رياض، للمشاركة في مباراة المنتخب الوطني الأولمبي الودية ضد منتخب بلجيكا، تحت إشراف المدرب طارق السكتيوي، الثلاثاء الأول من المعسكر الإعدادي الأخير لـ «الأسود»، إلى جانب كل من إسماعيل صيباري وإلياس تيرغالين، وفي الوقت الذي اعتقد فيه الجميع، أن المدافع رياض، لن يكون حاضرا ضد الكونغو في ظل تواجد كل من أشرف داري وعبد الكبير عبقار في كرسي الاحتياط، كبديلين في قلب الدفاع، إلا أن الناخب الوطني، ارتأى الاعتماد على المدافع السابق لناديي بيتيس وبرشلونة، للدفاع عن حظوظه في كسب الرسمية أمام تراجع أداء سايس.

 

 

 

نجاعة الكعبي تزيد الضغط على النصيري

 

سجلت مباراة الكونغو برازافيل، توظيف الركراكي أيوب الكعبي مهاجم أولمبياكوس اليوناني ضمن التشكيلة الأساسية، مكان يوسف النصيري الذي دخل المواجهة احتياطيا، بعد تواضع مستواه في المباريات الأخيرة، إلا أن الكعبي كان عند حسن ظن الجميع، بعد أن نجح في تسجيل «هاتريك» في شباك الكونغو، وأصبح بذلك الأقرب لكسب مكان أساسي في عرين «الأسود» خلفا للنصيري، خاصة وأن الكعبي يعيش واحدة من أفضل فتراته الكروية، بعدما تُوج هدافًا لمسابقة دوري المؤتمر الأوروبي وأفضل لاعب في البطولة.

ويبدو أن آمال المنتخب الوطني للتخلص من حالة الاستعصاء الهجومي، معلقة على المهاجم الكعبي، خاصة وأن كل الأرقام والإحصائيات تميل لصالحه، حيث سجل مهاجم أولمبياكوس اليوناني 5 أهداف من أصل 12 مباراة خاضها رفقة الناخب الوطني (هدف واحد ضد ساحل العاج والثاني ضد ليبيريا و3 أهداف في مرمى الكونغو برازافيل)، مقابل 3 أهداف للنصيري، الذي خاض 23 مباراة تحت قيادة الركراكي.

 

وبات الكعبي في حال استمرار توهجه رفقة ناديه اليوناني، يشكل أبرز خيارات الناخب الوطني الهجومية، إلى جانب النصيري فضلا عن سفيان رحيمي، الذي يسير بدوره في خط تصاعدي، ما سيخلص الناخب الوطني من إكراه العقم الهجومي، الذي تسبب له في انتقادات شديدة، خلال الفترة الماضية.

 

العزوزي يضع أملاح في مأزق

 

يبدو أن سليم أملاح لاعب خط وسط نادي بلد الوليد الإسباني والمنتخب الوطني، بات بدوره مطالبا بالعمل أكثر للحفاظ على مكانه في وسط ميدان المنتخب المغربي، بعد تألق أسامة العزوزي الذي يُعد من بين أبرز المواهب الصاعدة في كرة القدم المغربية، وأشاد به كثيرًا المدرب الركراكي بعد مباراة زامبيا ما قبل الماضية، برسم الجولة الثالثة من تصفيات «المونديال»، عندما خاض المباراة مكان سفيان أمرابط الموقوف من قبل لجنة الانضباط التابعة لـ «الكاف»، على إثر تعرضه للطرد في مباراة جنوب إفريقيا، عن ثمن نهائي «الكان» الأخير بـ «الكوت ديفوار».

واستطاع العزوزي، كسب ثقة الناخب الوطني، الذي أبرز إمكانياته التقنية والبدنية، بعد مباراة زامبيا ما قبل الماضية، وأكد أنه بحاجة إلى هذه النوعية من اللاعبين، القادرين على تقمص أكثر من دور في خط الوسط، ما يمنحه فرصة تغيير نهجه التكتيكي وفقا لحجم المنافسين والمباريات.

وسيكون أمام العزوزي فرصة أخرى، لإظهار مؤهلاته التقنية والبدنية، عند مشاركته في الأولمبياد المقبل بباريس، رفقة المنتخب المغربي الأولمبي، بعد أن ساهم بقوة في تتويج المنتخب المغربي بنهائيات كأس أمم إفريقيا تحت 23 عاما، التي أقيمت الصيف خلال الماضي بالمغرب ومنحت بطاقة التأهل للمنتخب المغربي الأولمبي، ما سيزيد الضغط على اللاعب أملاح، الذي مر بموسم صعب، خلال إعارته إلى نادي فالنسيا الإسباني.

 

 

 

الهجوم الأولمبي يضعف حظوظ «أسود»

 

أسقط الناخب الوطني مجموعة من الأسماء التي خاضت معه النهائيات العالمية، لأسباب مختلفة ما بين الإصابة ونقص في الجاهزية بل وحتى لاختيارات تقنية، وفسح المجال أمام عناصر جديدة، أغلبها في العمر الأولمبي تحت 23 عاما، وذلك على أمل خلق مجموعة تنافسية مستقبلية، يقيس مدى جاهزيتها انطلاقا من أولمبياد باريس المقبلة.

ويصر الركراكي على ضم إلياس بن صغير وإلياس أخوماش إلى المنتخب الأول على الرغم من صغر السن، بعد أن أثبت مهاجم نادي موناكو، أنه جدير بالثقة، منذ ظهوره الأول خلال وديتي أنغولا وموريتانيا، شهر مارس الماضي، قبل أن يترك بصمته كمهاجم واعد يجيد الاختراق والتسديد، وسجل الهدف الثاني في مباراة زامبيا ما قبل الأخيرة.

كما أشعل الثاني مهاجم فياريال الإسباني، المنافسة داخل كتيبة المدرب الركراكي، من أجل انتزاع مكان له في التشكيلة الأساسية، ودخوله بديلا لعز الدين أوناحي في الربع ساعة الأخيرة من مباراة الكونغو برازافيل، وكان كافيا لفرض نفسه مهاجماً يجيد المراوغة والتوغل وقوة التسديد، إضافة إلى سرعته في تنفيذ الهجمات.

ويملكُ منتخب المغرب عدداً من المواهب الصاعدة تقل أعمارها عن 22 عاما، تؤهلها لانتزاع مكانها ضمن اختيارات المدرب الركراكي، بدلا عن عدد من اللاعبين المخضرمين، سواء الغائبين أو الحاضرين، أبرزهم سفيان بوفال، لاسيما وأن لائحة «الأسود» مرشحة للارتفاع، بعد عودة عبد الصمد الزلزولي إلى توهجه وشفاء سفيان ديوب ناهيك عن أمين عدلي المتواجد مع المنتخب الوطني في معسكره الأخير.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى