شوف تشوف

الرئيسيةصحة نفسيةن- النسوة

هكذا يجب التعامل مع مصاصي الطاقة

كيف نتعرف عليهم ونحمي أنسفنا منهم

تماما مثل «مصاصي الدماء» في أفلام هوليوود، يقوم مصاصو الطاقة باستنزاف طاقتك الإيجابية وحيوتك، حيث تشعر بعد لقائهم بالفتور والخمول والتعب، فيما هم يستفيدون من طاقتك لإتمام يومهم بكل راحة. في عدد هذا الأسبوع من دليل الصحة النفسية، نقدم لكم أساليب لمعرفة هؤلاء الأشخاص الذين يوجدون في محيطك سواء في العمل أو في حياتك الخاصة، وكيفية التعامل معهم في هذه الحالة.

 

إعداد: أميمة سليم

 

+++++++++++++

 

 

من هم مصاصو الطاقة؟

تتغذى الشخصيات المرهقة، مصاصو الطاقة النفسيون من جانب واحد على قوة حياتنا، مما يضمن بقاءهم العاطفي بينما يعرضون أنفسنا للخطر.

تمت صياغة هذا المفهوم من قبل الطبيب النفسي الفرنسي ستيفان كليرجت في كتابه الذي يحمل نفس الاسم والذي نُشر في عام 2018، هذا المفهوم جريء بما يكفي لإحالته على «دراكولا»، ويشير إلى هؤلاء الأفراد الذين لديهم ميل مؤسف لاستنزاف طاقتنا حتى الإرهاق، بينما يتظاهرون بأنهم ضحية دائمة.

هؤلاء الأشخاص – العشاق، والزملاء، والأصدقاء، وزملاء السكن، والآباء – يتركوننا نشعر بأننا فارغون تماما، ومنهكون، وبدون طاقة أو قوة حيوية للتغلب عليهم، على خلفية الآليات الخبيثة للعلاقات غير المتوازنة. يبدو أن هذه الشخصيات بريئة، وحتى في كثير من الأحيان تتألم، فهي بحاجة ماسة للآخرين من أجل الوجود ببساطة.

الاهتمام والتعاطف والكرم ولكن أيضًا مهارات محددة والعمل الجاد: فهي تتغذى بشكل غريزي على كل ما يمكن أن يجلبه مصاص الدماء له على المستوى العاطفي أو النشط أو حتى العملي تمامًا، للبقاء على قيد الحياة يوميًا.

 

 

من منا لم يجرب قضاء بضع لحظات مع شخص ثم يشعر بـ «الحيوية» أو على العكس من ذلك، مثل «الاستنزاف التام»؟

مصاص الطاقة النفسي كائن يتغذى على الطاقة الحيوية للأشخاص عن طريق امتصاصها ببساطة، مثل «مصاص الدماء» المعروف. وبذلك، يمكنه إفراغ شخص آخر من أفكاره وعواطفه وأفكاره وقوة حياته، مما يؤدي إلى إضعاف القوى الجسدية والنفسية.

مصاص الطاقة هو في الواقع حالة طبيعية، موجودة منذ فجر التاريخ، حيث يمكن للكائن أن يأخذ من الطاقة الحيوية للآخرين، من أجل سد ما ينقصه، حتى يثبت ميزان مزاجه. نجد أن ضحايا مصاصي الطاقة تتضاءل حيويتهم وقوتهم الجسدية والنفسية تدريجيا إلى حالة من الإرهاق.

 

أين نجد مصاصي الطاقة؟

مصاصو الطاقة يمكن أن يكونوا أحباءنا (الزوج، الآباء، الإخوة، الأخوات…)، في أصدقائنا وعلاقاتنا، في بيئة عملنا…

أولئك الذين من المحتمل أن يؤثروا علينا، هم بشكل عام في بيئتنا القريبة. ولكن يمكننا أيضا أن نلتقي بهم «بالصدفة» خلال اجتماعات مختلفة.

«مصاص الطاقة» هو الذي يجذب الانتباه، يحتكر الكلام، يثير ردود الفعل…

في الواقع، يمكننا التمييز بين فئتين من مصاصي الطاقة: أولئك الذين يتصرفون بغير وعي، وأولئك الذين يفعلون ذلك بوعي وطواعية.

 

++++++++++++++

 

أنواع مصاصي الطاقة.. تعرف عليهم

ربما هذه هي المرة الأولى التي نسمع فيها عن «مصاصين» يمتصون الطاقة الإيجابية للناس بدلا من دمائهم، إذ إن كل ما نعرفه عنهم هو ما شاهدناه في فيلم «دراكولا».

لكن هؤلاء مختلفون بعض الشيء، فهم يمتصون طاقتنا وحيوتينا ونشاطنا في الحياة، ويتركون بداخلنا تراكمات من الشعور بالتوتر والعجز والطاقة السلبية.

ليس كل هؤلاء الأشخاص سيئون، فهم لا يدركون حتى ما يفعلونه في بعض الأحيان، وقد تدرك بعد قراءة هذا المقال أنك كنت واحدا منهم. والأهم هو أن تحمي نفسك منهم وأن تتجنب القيام بذلك إذا كنت واحدا منهم.

 

مصاصو السعادة

إذا كان في حياتك شخص مصاص للطاقة، فمن السهل التعرف عليه عندما تعرف ما الذي تبحث عنه، فإذا كنت تتفاعل مع شخص يُشعِرك بالقلق والتوتر والارتباك والترهيب والاكتئاب بشكل روتيني، فاعلم أن في حياتك واحداً منهم. يُطلَق عليهم هذا الاسم لأنهم يمتصون السعادة بداخلك، حتى تصبح محبطا. لذا من المهم أن تفهم أنك لن تكون كافياً أبداً لمثل هؤلاء، فهم يحاولون ملء فراغ لا نهاية له بداخلهم، ولن يكتفوا مهما امتصوا طاقتك. ذلك لأن الشيء الذي يحتاجون إليه كي يشعروا بالتحسن ينبع من داخلهم، وليس من الآخرين.

 

علامات مصاصي الطاقة

هناك عدة طرائق للتعرف على الأشياء التي تفعلها عندما تتعامل مع واحد منهم، إليك 8 أمور يقوم بها مصاصو الطاقة الإيجابية:

-لا يتحملون مسؤولية أفعالهم أبداً، ويعتبرون أن المشكلة فيك دوما.

– يجب أن يكونوا الأفضل دوماً.

-ينتقدون كل شيء.

-لا يتخلون عن الدراما.

-يستغلون شعورك بالذنب لتحقيق غاياتهم الشخصية.

-يتقمصون دور الضحية لاكتساب شفقة الناس.

-يقللون من شأن مشكلاتك، في حين يتحدثون عن أنفسهم ومشكلاتهم باستمرار.

-يثرثرون بتعليقات سلبية تسلبك الشعور بالراحة.

وبالإضافة إلى العلامات المذكورة أعلاه، هناك مجموعة من الأعراض الأخرى التي تدل على أن الشخص مصاص للطاقة؛ وإذا كنت قد واجهت أيامن الأعراض التالية، فمن المحتمل وجود واحد منهم في محيطك:

-الشعور بالقلق أو التوتر أو الاكتئاب: إذا شعرت بأي من هذه المشاعر بعد قضاء الوقت مع شخص ما، فقد تكون علامة تحذيرية كبيرة على أن هذا الشخص واحد منهم؛ إذ يجب أن يساعد أي وقت تقضيه مع الأصدقاء على زيادة سعادتك، وتعزيز نظرتك الإيجابية للحياة؛ وإذا حدث العكس، فلا تدع الأمر يستمر.

-الشعور بالإحباط والازدراء: إذا كان شخص ما يشعرك دائما بأنك لست جيداً بما يكفي، وأنك ارتكبت خطاً ما عندما لم تفعل ما يراه خيارا صحيحا، فقد يكون مصاص طاقة.

-يخبرك الناس أن هذا الشخص سيئ: أحياناً لا تستطيع إدراك متى يمتص شخص ما السعادة من حياتك، ولكن الآخرين يستطيعون، لذا إذا أشار أكثر من شخص إلى أن وجود شخص معين يؤثر سلبا في حياتك، فقد حان الوقت كي تنظر في الأمر مليا.

-دائما ما تشكو من هذا الشخص: إذا وجدت نفسك تتحدث باستمرار عن أمور سلبية عن شخص ما بعد قضاء الوقت معه، فهذا مؤشر كبير على أن هذا الشخص يمتص طاقتك الإيجابية ويصيبك بالتعاسة، فعندما يكون الشخص جيدا بالنسبة إليك، ستجد صعوبة في تحديد أي شيء خاطئ بشأنه.

 

 

 

 

 

 

أصناف مصاصي الطاقة الإيجابية

-الشخص النرجسي: يعد النرجسيون أخطر أنواع هؤلاء، فهم لا يتحلون بالتعاطف، ولا يهتمون بمشاعرك أيا كانت. عند التعامل مع شخص نرجسي، عليك أن تفهم أنه شخص ذو عاطفة محدودة، ولا يشعر بما تشعر به؛ لذا لا يمكنك أن تتوقع أنه شخص أفضل مما هو عليه، وقد يرهقك هذا كثيرا. خفض سقف توقعاتك منه، واعرف قيمتك الحقيقة، وابتعد عنه عاطفيا.

-متقمصو شخصية الضحية: الشيء الأساسي الذي يجب ملاحظته مع هذا النوع، هو أنك لن تتمكن من مساعدتهم على حل مشكلاتهم؛ لذا، تخل عن فكرة مساعدتهم، إذ لن تستطيع ذلك، كما أنها ليست مسؤوليتك أو وظيفتك. تتعلق حماية نفسك عند التعامل مع شخصية الضحية بوضع حدود واضحة بينك وبينه، فهو سيحاول دائماً التحدث إليك عن مشكلاته، ولكن يجب عليك قطع هذه المحادثات بشكل مفاجئ بعد بضع دقائق لتجنب الانغماس في سلبيته المستمرة.

-المتحكم: يريدك الشخص المتحكم أن تتصرف بطريقته، ويريد التحكم بكيفية قيامك بالأمور، وبما تقوله وتفعله، ويعلق على الأمور التي تقوم بها، ويقدم ملاحظات وتوجيهات يقول إنها تصب في مصلحتك. عندما تتعامل مع شخص متحكم، يجب أن تكون حازما معه، لذا اشكره على نصيحته، وأخبره أنك تتصرف بالطريقة التي تناسبك وتبدو أكثر واقعية بالنسبة إليك، ولا تخشَ من الوقوف في وجهه.

-الثرثار: ربما قد صادفت ثرثارا في مرحلة ما من حياتك، حيث يتحدث هذا الشخص عن نفسه باستمرار، وعن حياته ومشكلاته والدراما المحيطة به؛ وإذا حاولت التحدث عن نفسك، فسرعان ما يعيد توجيه المحادثة إلى نفسه. لا يهتم الثرثار بك أو بمشاعرك، فأنت لست سوى مجرد جمهور يحكي له عن حياته حتى يشعر أن هناك من يسمعه ويهتم لأمره، وقد يُشعِرك هذا بأن علاقتك من طرف واحد، وأنك مستنزَف، وغير هام، ومُهمَل بالنسبة إليه. لذا، فأفضل طريقة لحماية نفسك من الثرثار هي التواصل المباشر معه، فهو لا يستجيب للتلميحات اللطيفة مثل محاولات تغيير المحادثة، بل يجب أن تعرب عن رغبتك في تغيير موضوع الحديث مباشرة إلى شيء أكثر إيجابية.

-القاضي: القاضي هو أحد أنواع مصاصي الطاقة الذين يحكمون باستمرار على الآخرين، ولا أحد بمنأى عن تحقيقاته، إذ سيحكم على الجميع، ويتركك تتساءل عما يحكي عنك في غيابك. يُعد مطلق الأحكام واحداً من أكثر الشخصيات السلبية، ذلك لأنه عندما يصدر أحكامه على الناس، ولا يتفوه بأي شيء إيجابي، مما يُشعِرك بعدم الأمان والحزن والنقص. لا ينبغي عليك الاهتمام بما يقوله أو الاعتقاد بأنه ينتقدك لأنه يهتم بك، بل يفعل هذا لأنه ناقد بطبيعته، ولا يوجد شيء بناء حيال ذلك، لذا لا تهتم بما يقوله، ولا تعطه أي قيمة. يحاول مطلق الأحكام تقليل قيمتك وجعلك تشعر بالنقص؛ ذلك لأنه يعاني من نقص في شعوره بالقيمة الذاتية، لكن القيمة الحقيقية للذات تأتي من الداخل، لذا، لا تأخذ ما يقوله مطلق الأحكام على محمل شخصي، ولا تتبن أي أسلوب دفاعي تجاه تعليقاته، بل حافظ على هدوئك.

-التنافسي: يحاول هذا الشخص التغلب عليك دائما، وبغض النظر عما يفعله، فهو يعتبر أنه يفعل أي شيء أفضل منك. يعد هذا الشخص الأكثر إزعاجاً، ذلك لأن نيته الوحيدة هي جعلك تشعر بالنقص والتوتر والقلق. عليك أن تفهم أن أفعال هذا النوع من مصاصي الطاقة تأتي من انعدام الأمن وشعورهم الداخلي بأنهم ليسوا جيدين بما فيه الكفاية؛ لذا، لا ينجح تشجيعك وطمأنتك لهم، ذلك لأن لديهم شعور زائف بالأنا والكبرياء، وستغذي بمحاولتك مساعدتهم تلك الأنانية والغرور. يجب أن تحرص على طمأنة نفسك وإقناعها بأنك جيد بما فيه الكفاية، فهم سيبذلون جهدهم لجعلك تشعر بانعدام القيمة وعدم الأمان.

-البريء: تعد شخصية البريء ثاني أخطر شخصية من هذه الشخصيات بعد النرجسي، ذلك لأنك لا تستشعر مخاطره، فالبريء شخص ضعيف، وأنت تساعده فقط بين الحين والآخر، لكنه قد يخرج عن نطاق السيطرة، وسرعان ما يصبح معتمدا عليك بشكل شبه كلي، ويتوقع منك مساعدته وكأن ذلك حق مكتسب له، مما يُشعِرك بالاستنزاف. يتغذى مصاص الطاقة البريء على تعاطفك وشفقتك عليه، ولا يستطيع غالبا رؤية الحدود لأنك لم تضعها من البداية. قد يكون هذا صعباً، لكن يتعين على هؤلاء الأشخاص تحقيق اكتفاء ذاتي والاعتماد على أنفسهم، ويمكنك تشجيعهم على ذلك عن طريق وضع الحدود.

إذا تعرفت على أحد مصاصي الطاقة الإيجابية من الناس المحيطين بك، فقد علمت الآن مدى أهمية الابتعاد عنه. قد يكون الأمر صعباً بالتأكيد، وربما تشعر بالالتزام تجاه هذا الشخص، لكن الابتعاد هو أفضل حل لكليكما، فأنت لا تحتاج إلى تلك الشخصيات السلبية في حياتك. لذا، ضع نفسك وصحتك العقلية في المقام الأول، وافعل كل ما تستطيع فعله للعيش بسعادة وإيجابية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى