إعداد: النعمان اليعلاوي
عادت الأزبال والنفايات إلى أزقة مارينا سلا، فقد كشفت صور حصلت عليها «الأخبار» تحول عدد منها بالإقامة السكنية المطلة على نهر أبي رقراق إلى نقط سوداء تعرف انتشار وتراكم النفايات المنزلية، ما دفع ممثل اتحاد الملاك المشتركين بالتجزئة الثالثة من الإقامة السكنية لمارينا سلا إلى توجيه رسالة إلى السكان وأصحاب المحلات التجارية والمطاعم الموجودة بالإقامة المذكورة إلى الالتزام بإخراج النفايات في أوقاتها المحددة لتجنب ما قد ينجم عن تكدسها، وما يصدر عنها من روائح كريهة، بالإضافة إلى انتشار الحشرات، حسب مراسلة مكتب «السانديك»، الذي نبه إلى انتشار النفايات، وطالب أرباب المقاهي والمطاعم بوضعها في الأكياس الخاصة قبل رميها في الحاويات.
المقاهي والمطاعم في قفص الاتهام
وجه عدد من سكان الإقامة أصابع الاتهام إلى بعض المقاهي والمطاعم الموجودة بالإقامة، وأشارت مصادر محلية إلى أن عددا من هذه المقاهي والمطاعم «لا تحترم شروط النظافة وتعمد إلى إلقاء النفايات دون وضعها في الأكياس المخصصة»، حيث يمر جامعو النفايات الذين يقومون بالنبش وسط الحاويات وإفراغها في الشارع»، تشير المصادر، موضحة أن «الشاحنات التابعة لشركة النظافة لا تمر إلا في وقت لاحق وبعد مرور «الميخالة» الذين يثيرون الفوضى والجلبة ويلقون بالأزبال خارج الحاويات»، تضيف المصادر.
من جانبه، أوضح ممثل مكتب اتحاد الملاك المشتركين للإقامة السكنية الثالثة بمارينا سلا أن «عددا من المحلات التجارية تخرق القانون من خلال عدم الالتزام بوضع النفايات في أكياس خاصة قبل رميها في الحاويات»، وأضاف ياسين معدني، مسؤول الموقع بشركة «طايس» المكلفة بتمثيل الملاك المشتركين إن «المسؤولية تقع على عاتق أرباب المحلات التجارية من أجل احترام شروط النظافة، بالإضافة إلى مسؤولية الشركة في الرفع من عدد مرات التجميع من الحاويات، قبل حلول مجمعي النفايات الذين يعمدون إلى إخراجها من الحاويات»، يضيف المتحدث، مبينا أنه «ستتم مراسلة السلطات المختصة في حالة عدم احترام القانون من أجل إيجاد الحلول المناسبة لهذا المشكل».
خلاف الولاية والوكالة
ترى مصادر محلية أن الواقع الذي تعيشه منطقة مارينا، وتراكم المشاكل، على رأسها ملف تدبير قطاع النظافة، سببه خلاف ولاية الرباط والشركة صاحبة المشروع إلى جانب وكالة تهيئة ضفتي أبي رقراق، التي تعيش على وقع حالة استنفار، وترقب وسط المسؤولين، على خلفية اختلالات عرفتها مشاريع تشرف الوكالة على إنجازها، رصدها التقرير الأخير للمجلس الأعلى للحسابات، حسب المصادر التي أكدت أن والي جهة الرباط سلا القنيطرة، محمد اليعقوبي، كان قد استدعى مختلف المسؤولين بوكالة تهيئة ضفتي أبي رقراق، مبينة أن ولاية جهة الرباط باتت المدبر المباشر لمشاريع الوكالة، وهو الإشراف الذي دفع بالوالي يعقوبي إلى فتح عدد من الملفات الخاصة بمشاريعها، وتقديم إجابات حول عدد من الاختلالات التي تشهدها مشاريع الوكالة وعلى رأسها منطقة مارينا، وعرض حصيلة المشاريع التي تشرف عليها بشكل مباشر.
من جانب آخر، أشارت المصادر إلى أن «عددا من المسؤولين والمهندسين التابعين للوكالة باتوا يتوقعون إعفاءهم من مهامهم بعد الزيارات المفاجئة التي قام الوالي اليعقوبي بها لعدد من المشاريع، بالإضافة إلى الاجتماعات المارطونية التي عقدها مع المسؤولين داخل مكاتب بمقر الوكالة، بحضور حسني الغزاوي، مدير الوكالة بالنيابة، ومحمد بلبشير المدير السابق للوكالتين الحضريتين لطنجة والصويرة الذي عينه اليعقوبي أخيرا، مديرا عاما لوكالة الرباط للتهيئة»، موضحة أن «الوالي اليعقوبي استمع إلى عدد من المتدخلين على ارتباط بمشاريع الوكالة، كما قامت مصالح الولاية بفتح ملف الاختلالات التي همت تلك المشاريع، من بينها تهيئة المسالك الطرقية وتدبير عدد من المرافق كشأن مارينا سلا».
تسويق على الورق
ولم تؤت الحملات والعروض الترويجية لمارينا سلا أكلها في جلب المزيد من الاستثمارات للمنطقة، بل تراجعت أعداد المحال التجارية التي يتم فتحها في وجه الاستثمارات الوطنية والأجنبية، وظل أكثر من ثلاثي المحال التجارية على طول الواجهة المطلة على نهر أبي رقراق مغلقة، فيما تواجه عدد من المطاعم والمقاهي على ذات الواجهة أزمة زبائن عمقتها أيضا قرارات الإغلاق والاجراءات الاحترازية لمواجهة انتشار كورونا.
وكانت إدارة مارينا سلا تراهن على البرنامج الصيفي للترويج للوجهة السياحية، حيث كانت قد أطلقت سنة 2019 برنامجا ترفيها يغطي الفترة المتراوحة ما بين 1 يونيو الى 31 غشت 2019، من أجل تعزيز جاذبية المحطة وإثراء عروضها الترفيهية وتشجيع الإنتاج الثقافي الوطني ودعم الإقلاع الاقتصادي والاجتماع الجهوي، وأوضحت الإدارة حينها أن الهدف من البرنامج هو تعزيز وتطوير الحركية السياحية والاقتصادية التي يمكن أن تلعبها المنطقة كوجهة سياحية ذات موقع متميز، مبرزة أن مارينا أبي رقراق تتوفر على 250 حلقة مرفأ تستجيب للمعايير الدولية.
وعلى الرغم من إطلاق، مرينا أبي رقراق ومينائها الترفيهي لعروض سياحية وترفيهية خلال مواسم الصيف الماضي (2018 -2019) من أجل جلب الأنظار واستقطاب السياح والزوار وأرباب اليخوت والقوارب للرسو بين أحضان العدوتين، إلا أن تلك العروض لم تلق تجاوبا كبيرا، وهو الأمر الذي عزته إدارة الميناء الترفيهي إلى تزامنها مع بداية جائحة كورونا، حيث تم إلغاء موسمي 2020 و2021 لتلك الدواعي، في الوقت الذي شهدت فيه مداخل الميناء تراجعا كبيرا بالمقارنة مع السنوات السابقة، كما تراجعت حجوزات أصحاب اليخوت والقوارب الخاصة للرسو والعبور في الميناء.
إلى جانب ذلك، يجمع أغلب زوار منطقة أبي رقراق، التي تقع في موقع استراتيجي مهم، حيث لا تبعد عنها عدد من المآثر التاريخية سوى بأمتار قليلة، مثل صومعة حسان وقصبة «الأوداية»، على أنها وجهة لمختلف طبقات المجتمع، حيث تقتني كل فئة ما تحتاجه وفق إمكانياتها المالية، غير أن ما يصطدم به الزائر هو التباين الكبير بين ما يتم الترويج له من طرف شركة «إيغل هيكز» صاحبة المشروع، في ملصقات، وإشهارات، والواقع الذي تعتريه عدة مشاكل، كان على رأسها ملف النظافة، حيث غابت الحلول المبتكرة على الشركة صاحبة المشروع، وظل تدبير القطاع أقرب إلى العشوائية منه إلى التدبير الجيد الذي يليق بمنطقة سكنية وسياحية راقية باتت بمثابة الوجهة السياحية لمدينتي الرباط وسلا.
تفويض بلا إمكانيات
من جانبه، أوضح عبد القادر لكيحل، النائب الأول لعمدة سلا، عمر السنتيسي، ورئيس مقاطعة المريسة، التي توجد مارينا سلا في ترابها، أن «تدبير قطاعي النظافة والإنارة العمومية بالمنطقة لا يدخلان ضمن اختصاصات الجماعة، على اعتبار أنها (مارينا سلا) ضمن المناطق التي تخضع لتدبير وكالة تهيئة ضفتي أبي رقراق»، مبينا في تصريح لـ «الأخبار» أن «شركة التدبير المفوض للنفايات الموجودة بسلا وبتراب المقاطعة، «ميكومار»، كانت قد منحت عددا من الحاويات الحديدية للشركة المكلفة بالنظافة في مارينا سلا.
وأضاف المتحدث أن هذه الشركة خاضعة لوصاية وكالة تهيئة ضفتي أبي رقراق، فيما تعمل شركة (ميكومار)، المعنية بالتدبير المفوض لقطاع جمع النفايات على مستوى مقاطعة لمريسة، على تفريغ تلك الحاويات الموجودة بالشوارع الكبرى لمارينا، لكون الشركة الأخرى ليس لديها إمكانية الولوج إلى مطرح النفايات بأم عزة»، مشيرا إلى أن «الجماعة تشتغل على تقييم عمل شركة التدبير المفوض، علما أن الشركة غير معنية بأي اختلالات يتم تسجيلها بالنسبة إلى النظافة العمومية داخل منطقة مارينا، لأنه وكما أشرت يبقى دور شركة التدبير المفوض محصورا في تفريغ الحاويات المعدودة بالشوارع الكبرى لمنطقة مارينا سلا» يوضح لكيحل.