هكذا تستقطب شركات وهمية مغربيات للعمل في صناعة “البورنو”
أقام نبيل عيوش الدنيا ولم يقعدها بسبب فيلمه «الزين اللي فيك»، وأثار جدلا واسعا حول اعتبار الفيلم عملا فنيا أو «شيئا آخر».
يقول المخرج عيوش إن فيلمه يسلط الضوء على قضية الدعارة في المغرب وتحديدا في مدينة مراكش السياحية. عيوش صرح أن بعضا من الممثلات اللواتي شاركن في فيلمه مومسات في الواقع. وهو ما يعني أنهن قدمن في الفيلم «الخدمات» الجنسية ذاتها التي يقدمنها يوميا لزبائنهن. فهل كن يبحثن عن «شهرة ما» عبر فيلم عيوش؟ المقصود هنا ليس بالشهرة كباقي الفنانات وإنما كممثلات في الأفلام الإباحية التي تدر الملايين.
بالمقابل، أنكرت عدد منهن في تصريحات مختلفة علمهن بقصة فيلم عيوش، وأنهن تقاضين أجورهن من أجل تصوير مشاهد «وناسة».
وسط هذا وذاك، هناك حقيقة مغيبة، هي وجود شبكات خاصة تنشط في البلاد، بطرق مختلفة، تعمل على استقطاب شابات المغرب خصوصا الفاتنات منهن، إلى صناعة «البورنو»، حيث أضحت مغربيات أيقونات أفلام خليعة. كما يوجد صنف آخر منهن لا يحتاج إلى استدراج، بل هن من يبحثن عن مثل هذه الفرص.
المجتمع المغربي في ظاهره يرفض الإباحية، بل يستهجنها ويستنكرها بشدة، مستحضرا الأخلاق والوازع الديني، إلا أن التهافت على النسخ المقرصنة من فيلم عيوش، المعروضة للبيع بدرب غلف، بالدار البيضاء أو بباب الحد بالرباط.. وتداول بعض المقاطع الساخنة من فيلمه على الأنترنيت، يكشف وجها آخر «قبيحا» يخفيه المجتمع. في آخر ترتيب لهم على الشبكة العنكبوتية، احتل المغاربة الرتبة الثالثة ضمن متابعي أشهر موقع جنسي في العالم، حسب ما أوردته يومية «الأيام». وجاء المغرب بعد كل من العراق وكمبوديا، متبوعين في المرتبتين الرابعة والخامسة بالأردن والجزائر.
وأظهر التوزيع، على أساس المدن، أن رواد الأنترنيت بالدار البيضاء الأكثر متابعة لهذا الموقع الإباحي. وظل مرتادو الأنترنيت المغاربة أوفياء لزيارة هذا الموقع منذ شهر ماي 2014، حسب «غوغل تاندانس». وكما يقبل المغاربة على متابعة الأفلام البورنوغرافية، فهناك آخرون، من ذكور وإناث، صاروا نجوما في سماء صناعة هذه الأفلام.
من بين أولى القضايا التي كشفت جانبا مظلما للسياحة في المغرب، كانت قضية الصحفي البلجيكي «فيلب سرفاتي».
فيليب كان يتردد على المغرب وخصوصا أكادير، حيث أوهم شابات مغربيات بالزواج مقابل ممارسة الجنس معه وتصويرهن صورا خليعة للاحتفاظ بها كـ «ذكرى»، في حين أنه كان يستغل هذه الصور تجاريا بنشرها في موقع الكتروني.
وإذا كان فيليب يشتغل منفردا، فإن مدنا سياحية مغربية منها مراكش وأكادير تشهد نشاطا لشبكات خاصة في مجال صناعة الأفلام الإباحية. وسبق لمصالح الأمن بالمدينة الحمراء أن أوقعت بشبكة يتزعمها فرنسي ينتج هذا النوع من الأفلام ويدير موقعا إباحيا.
لم تتمكن عناصر الأمن من وضع الأصفاد في يديه، لكنها اعتقلت من تورطوا معه في تصوير الأشرطة الجنسية، منهم شبان وشابات ومالكة شقة مفروشة تمت فيها عملية التصوير.
الحقيقة الخفية هي أن هناك شركات «وهمية» ينشئها مغاربة وأجانب بالخصوص، تعمد على استقطاب الفتيات إلى صناعة «البورنو»، بعضها مقاولات تدير العمل وتشتغل بغطاء آخر في أوروبا تحديدا، من أجل التهرب من الضرائب.
تروي «صوفيا» التي دخلت مجال «البورنو» وتعيش حاليا في فرنسا، كيف أوهمتها صديقتها بأنها ستعمل لصالح شركة إعلانات أوروبية، حيث رتبت لها في البداية لقاء في المغرب مع مصور فرنسي التقط لها صورا بغرض تضمينها في ملف ترشحها للعمل، موضحا أن هذه الطريقة هي التي يتم بها «الكاستينغ».
بعد ذلك أشار عليها من أجل التقاط مزيد من الصور، ولم تكن حينها تدرك أنها ستصبح في ما بعد جزءا من «كاتالوج»، يتضمن صور ممثلات إباحيات.
استدراج صوفيا تم بالتدريج. في البداية كان بالعمل في شركة إعلانات أوربية تلاها السفر إلى فرنسا، ومنه إلى أفلام «البورنو»، حيث الإغراء بالمال والربح السريع وحياة البذخ والسفريات والهدايا يعمي القلوب والعقول.
فرنسيون وإسبان، ألمان وإيطاليون، يعملون على استقطاب الفتيات من إفريقيا والدول المغاربية بالخصوص.
«فرنش بوكاكي» واسمه الحقيقي باسكال، فرنسي الجنسية، واحد من بين هؤلاء «المنتجين» الذين يجرون «كاستينغ» للفتيات من أجل المشاركة في أفلام جنسية.
يستقطبهن من جميع بلدان العالم، لكنه يستهدف بالدرجة الأولى دولا أفريقية وبلدانا مغاربية من ضمنها المغرب.
يعتمد في ذلك على جميع وسائل التواصل الحديثة، بما فيها الموقع الاجتماعي «فيسبوك». ومن خلاله يقوم أيضا بعرض الخدمات التي يوفرها للباحثين عن المتعة الجنسية. ينشر صورا فاضحة لبطلات أشرطته الجنسية، مرفقة بألقاب بعضها، يصور المرأة على أنها مجرد أداة جنسية. أما تعليقات رواد صفحته من ذكور وإناث (سحاقيات) فليست بأفضل حالا، أغلبها ردود مشبعة بإيحاءات جنسية ومصطلحات نابية خادشة للحياء.
من الرقص والتمثيل إلى «البورنو»
من بين طرق استمالة المغربيات أن يعملن كنادلات في ملاه ليلية، حيث يقدمن خدمات «خاصة». كما تحولت بعضهن من راقصات تعر «ستريبتيز» إلى ممثلات إباحيات، وأحيانا يكون العكس. الشيء نفسه يحدث باسم الفن، حيث يعرض عليهن تمثيل أدوار في أفلام «فنية» ليجدن أنفسهن وقد انغمسن في صناعة «البورنو». وهناك حالات لمغربيات ولجن هذا العالم عبر ميدان الأزياء والموضة. القاسم المشترك بين هؤلاء كلهن أنهن جميلات، جرئيات جدا وبقوام ممشوق، وهذا رأس مال الممثلة الإباحية.
بمجرد دخول «المستهدفات» إلى مجال الأفلام الإباحية، يعمل المنتجون والمخرجون على تغيير أسمائهن، بل ويحرصون على إعطائهن ألقابا تشير الى بلدانهن الأصلية، مثل «أركانة» التي تحيل على المغرب أو»ياسمينة العربية» أو غيرها.
يبدأن أولا بالتقاط صور خليعة، تليها مقاطع جنسية لا تتعدى دقائق، وعندما يلمع اسمهن ويزيد الطلب عليهن، يصبحن نجمات أفلام جنسية، ويرتفع أجرهن.
في الولايات المتحدة على سبيل المثال، ممثلة «البورنو» المحترفة والمشهورة تربح ما يزيد عن 100 ألف دولار سنويا، أما الغالبية العظمى من الممثلات فعادة ما يربحن من 400 إلى 800 دولار في مشهد واحد، ويصورن ثلاث مرات في الأسبوع.
عمر نجمات الأفلام الإباحية قصير، مرهون بدوام جمالهن، لذلك تكون الفئة التي يلهث وراءها المنتجون هي المراهقات والشابات في بداية العشرين. هذا عكس شريكهن في التمثيل الذي قد يتقاضى أجرا أقل، لكنه يستمر في الميدان لسنوات.
قد يكون هذا الشريك عشيقا في الواقع، كما قد يكون ممثل بورنو محترف. تقول «اوليف» ممثلة إباحية مغربية معروفة في فرنسا، إنها في البداية كانت تفضل تصوير مشاهد الممارسة الجنسية مع خليلها، حينها تكون حقيقية وليست مجرد تمثيل. كما يتم التصوير غالبا في منزلها لضمان «راحة أكبر».
وبعد أن ذاع صيتها صارت تملك حق اختيار زميلها في تمثيل المشاهد الساخنة، ولم تعد تشعر بالحرج من ممارسة الجنس مع ممثل لا تعرفه، وبوضعيات شاذة يفرضها المخرج.
تنشر المقاطع الجنسية على الأنترنيت، وتتحول إلى أفلام تعرض في مواقع إباحية، كما تستغلها شركات إنتاج تقوم ببيعها كأشرطة وأقراص مدمجة، كما يتم تأجيرها من طرف محلات بيع الأفلام.
تعد الولايات المتحدة الرائدة في عالم صناعة أفلام الجنس، معظم عائدات هذه الصناعة تأتي عن طريق تأجير الأفلام الإباحية. هذا فضلا عن الأفلام المدفوعة عبر «الكابل»، حيث تربح شركات «البورنو» 25 في المائة منها، بينما يذهب الباقي إلى شركات «الكابل» التي تنقلها. كما تعرض في غرف الفنادق، التي تحصل أيضا على نسبة أرباح من عرض هذه الأفلام.
«نجمات» الجيل الجديد
في عالم «البورنو»، ذاع صيت مغربيات أشهرهن «ياسمينة لافيت» واسمها الحقيقي حفيظة الخبشي. اشتهرت بتأدية أدوارها بالدارجة المغربية عن قصد، من مواليد 1 أكتوبر 1973 بطهر السوق نواحي مدينة تاونات. انتقلت رفقة أسرتها إلى فرنسا، وكانت تدرس من أجل مهنة ممرضة، وعملت كنادلة لدفع ثمن دراستها. قبل أن تتحول إلى عارضة، ومن تم تلج عالم صناعة الأفلام الاباحية. ومازالت تلقى إلى اليوم اهتماما إعلاميا بفرنسا رغم اعتزالها.
هناك أيضا «دليلة»، وهي ممثلة إباحية فرنسية من أصل مغربي بدأت كنموذج للرسامين ثم مستعرضة للصور المغرية ثم صورا أكثر إباحية مثل: كولور كليماكس وسيني سكس. ثم ذهبت إلى الأفلام الإباحية وشاركت في تمثيل 53 فيلما جنسيا. كما حصلت على 12 جائزة من بينها جوائز جنسية أوروبية (بروكسل) وجوائز فينوس (برلين).
«اوليف»، وهو اسم شهرة ممثلة مغربية إباحية، اشتهرت في مارسيليا بدأت كراقصة تؤدي حركات جنسية وهي عارية في واجهة زجاجية لمحل جنسي بباريس، قبل أن تدخل عالم صناعة الأفلام البورنوغرافية. وتتفاخر بنجاح أفلامها، وإقبال المنتجين عليها، ذلك أنها لا ترفض لهم أي طلب كان.
لكن جيلا جديدا ظهر من ممثلات أفلام الجنس مغربيات، جريئات جدا إلى حد الوقاحة – وهو ما يرغب به منتجو هذه الأفلام-، بعضهن يسعين إلى استقطاب مزيد من الشابات.
من بينهن على سبيل المثال (ه.ع) من مواليد مدينة القنيطرة، والتي درست في إعدادية المختار السوسي، وتم استقطابها وهي تلميذة من طرف فرنسي مقيم بالمدينة. هاجرت إلى فرنسا وتحديدا إلى مدينة بوردو، وهناك ولجت عالم الدعارة، وبعدها عالم الاحتراف الاباحي وبدأت تصور فيديوهات والبومات للتسويق، بمعية صديقتها المغربية (ب.ك) وهي شابة تنحدر من مدينة تارودانت.
(ه.ع) وعلى غرار الكثيرين، خلقت شركة تجارية «وهمية» منذ سنتين تسوق لها على الانترنيت، من أجل عرض الخدمات واستمالة الباحثات عن عمل، وأيضا للتغطية على نشاطها في تصوير الأفلام الاباحية بطريقة غير شرعية، حتى تتهرب من أداء الضرائب.
أما (س.ا)، فهي واحدة من الجيل الجديد من ممثلات الاباحية المغربيات، تنحدر من مدينة مراكش، وبدأت نشاطها على نطاق محدود مع السياح في المدينة الحمراء، قبل أن تتعرف على منتج أفلام أمريكي، صور لها أول فيلم إباحي بفندق مغربي بمراكش، شكلت نقطة انطلاقتها. كما تعمل بالموازاة مع ذلك على نشر صور لها على صفحات «الفايسبوك».
وتبقى أشهر الممثلات الاباحيات المغربيات من الجيل الجديد، السمراء (ف.ح)، البالغة من العمر 22 سنة، وتقيم حاليا بفرنسا. صورت (ف.ح) ابنة مدينة الدارالبيضاء العديد من الأفلام الجنسية، كما نشرت لها صورا عدة على مجلة «البلاي بوي».
كانت في البداية تعمل في الملاهي الليلية بمدينة أكادير، وشاركت في بعض عروض الأزياء نظرا لطولها الفارع وقوامها الممشوق. لكن بعد انتقالها رفقة والدها للعيش بالديار الفرنسية، ولجت عالم تصوير أشرطة جنسية مع زملائها في ثانوية كانت تدرس فيها.
تصوير «البورنو» في المغرب
تقول ممثلة «البورنو» المغربية «أوليف» في حوار مع مجلة فرنسية إنه سبق أن صورت أفلاما جنسية في المغرب. وتضمنت مواقع التصوير إحدى معاصر الزيتون العتيقة، حيث صورت مشاهد إغراء فوق ركام الزيتون، وقريبا من المعاصر.
«أوليف» وتعني «زيتونة» غيرت اسم شهرتها من صوفيا الى «أوليف» بعدما تكرر تصوير مشاهد جنسية لها وهي «تتمرغ» في زيت الزيتون.
الممثلة ذاتها أكدت في حوار سابق معها أن كثيرا من منتجي الأفلام الجنسية يأتون لتصوير أفلامهم أو مشاهد منها في المغرب، خصوصا الأماكن العتيقة في المدن السياحية. كما صرحت بأنه تم تصوير أفلام إباحية في بواخر بعرض البحر بمدينة أكادير، وفي مغارات جنوب البلاد، وفي بعض الأضرحة المشهورة.
«أوليف» كشفت في حديثها الكثير عن تصوير الأفلام الإباحية. وقالت إنه في الوقت الذي يبدو فيه تصوير المشاهد الجنسية أمرا سهلا وعاديا بالنسبة لبعض الممثلات الإباحيات، فإنه ليس كذلك بالنسبة لأخريات، موضحة أنها تلجأ في بعض الأحيان إلى تناول مخدر يساعدها على تجاوز صعوبات قد تواجهها حين معاشرتها لزميل في التمثيل لا تعرفه أو لا تنجذب إليه، على حد قولها، وكذلك الحال خلال تصوير مشاهد الجنس الجماعي.
وأحيانا تفضل مرافقة الشخص الذي ستمثل معه أفلاما جنسيا قبل بداية التصوير من أجل «الاستئناس» وزيادة الألفة بين الطرفين حتى يصدق «تمثيلهما» أمام الكاميرا.
أزواج مغاربة صاروا «رموزا» في تقديم خدمات جنسية على الأنترنت
هم إباحيون مغاربة يقدمون خدماتهم «الجنسية» دون مغادرة أرض الوطن، مستغلين الثورة المعلوماتية وما تتيحه مواقع التواصل الاجتماعي من إمكانية تبادل الصور والأشرطة.
من بين هؤلاء «القدمين السعيدين» اسم مستعار لزوج مغربي، إباحي يقيم بحي أكدال بالرباط، ينشط على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر».
يقوم الزوجان طيلة اليوم ببث صورهما العارية الإباحية في وضعيات مختلفة، مقابل الدفع المسبق.
يتواصلان مع زبنائهما عبر الوسائل الحديثة، بما فيها البريد الالكتروني، معتمدين بالخصوص على اللغة الإنجليزية اللغة العالمية التي يسعون من خلالها إلى استهداف أكبر قدر ممكن من الباحثين عن الإباحية الراقية في العالم. يحصلان مقابل ذلك على مبالغ مالية مهمة، وكلما كانت استجابتهما لطلبات الزبائن ممكنة كلما زاد المقابل المادي.
الزوجان وفق تحريات قامت بها «الأخبار»، شابان يبلغان من العمر 25 سنة، حيث يقوم الزوج بتأجير زوجته لمن يدفع أكثر، كما يقدمان أيضا خدمات أخرى، من قبيل طبع صور جنسية لهما عليها اسم الزبون في أماكن حساسة من الجسم، ومن تم ترسل إليه الصور وحتى الأشرطة المصورة، أو يتم عرضها عبر الويب مقابل دفع المال.
يدخل نشاط الزوجين فيما يسمى في عالم صناعة «البورنو» بأفلام الهواة، وهي أفلام جنسية ينتجها هواة وليس منتجون أو مخرجون، بدأت تلقى إقبالا على الويب ومواقع التواصل وتدر أرباحا سريعة على أصحابها بأقل كلفة. الشرط الوحيد هو تصوير مشاهد جنسية جريئة وشاذة والاستجابة لطلبات الزبائن كيفما كانت.
فعالم الاباحية والدعارة بات يسيل لعاب الكثيرين خصوصا إذا علمنا أن هذا المجال الثالث في العالم بعد تجارة السلاح والمخدرات من حيث المداخيل التي تصل إلى ملايير الدولارات، ورؤوس أموال عابرة للقارات.