سهيلة التاور
بعد سنة طويلة من الجهد والعمل، تأتي العطلة الصيفية كمتنفس للاستمتاع والاستجمام، بحيث يسعى الأشخاص إلى وضع مخططات للسفر. لكن، في زمن كورونا والوضع الوبائي الكارثي بعد انتشار متحور دلتا الذي حرم سكان العالم من السفر واقتصروا على البقاء في البيوت أو الاستفادة من المرافق التي تتواجد في المدن التي يسكنونها، اختار أغنياء العديد من الدول قضاء عطلتهم بشكل مختلف تماما.
مع ارتفاع نسق التطعيم وانخفاض معدلات الوفيات المرتبطة بفيروس كوفيدـ19 في أوروبا وأجزاء أخرى من العالم، يخطط الكثير من الناس للسفر هذا الصيف وما بعده. لكن الخبراء يقولون إن السلالة المتحورة الجديدة “دلتا” سريعة الانتشار تمثل مصدر قلق جديد للمسافرين، خاصة بالنسبة لأولئك الذين لم يتلقوا التطعيم.
فالسلالة المتحورة لفيروس كورونا “دلتا” صنفت على أنها “متغير مثير للقلق”، حيث يبدو أنها تنتشر بسرعة أكبر وقد تؤثر على الأشخاص بشكل أكثر حدة من الأشكال السابقة للفيروس.
وحتى الآن، انتشر المتغير الذي تم تحديده لأول مرة في الهند بأكثر من 80 دولة اعتبارا من 16 يونيو، وذلك وفقا لمنظمة الصحة العالمية. وفي مؤتمر صحفي عُقد في 10 يونيو، قال الدكتور هانز كلوج، المدير الإقليمي للمنظمة في أوروبا، إن المتغير “على وشك أن يترسخ” في أوروبا.
وحسب جينيفر نوزو، عالمة الأوبئة في كلية جونز هوبكنز بلومبيرغ للصحة العامة، فإن هذا سيكون على الأرجح هو الحال في البلدان الأخرى أيضا. وأوضحت أنه “إذا كنت في الخارج وفي هذا الصيف، فإن فرصك في مواجهة متغير دلتا، سواء في الولايات المتحدة أو أوروبا أو أجزاء أخرى من العالم، ستكون عالية جدا”.
وقال الدكتور أشيش جها، عميد كلية الصحة العامة بجامعة براون، إن متغير دلتا يشكل حاليا ما بين 6 و10% من حالات الإصابة في الولايات المتحدة، ومن المحتمل أن يكون السلالة السائدة في هذا البلد بحلول غشت. وأضاف أنه إذا كان الشخص قد تلقى لقاحا كاملا، خاصة اللقاح من جرعتين، “فلا تقلق بشأن متغير دلتا حيث لا يزال الأشخاص الذين تم تطعيمهم يبلون بلاء حسنا ضد هذا المتغير، ولكنه نوع من الفيروس الذي يتطلب درجة عالية من المناعة لتفاديه، لذلك تحتاج حقا إلى الحصول على جرعتين من اللقاح”.
وتوفر مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها خريطة عالمية للسلالات المتحورة تُظهر البلدان التي رصدت فيها، رغم أنها لا تظهر معدلات الإصابة، كما أنها تشير إلى مستوى المخاطر حسب البلد. وباستخدام المعلومات من المصادر الحكومية التي جمعها مشروع “عالمنا في البيانات” بجامعة أكسفورد، كانت صحيفة نيويورك تايمز تتعقب التطعيمات العالمية، وتظهر النسبة المئوية للأشخاص الذين تم تطعيمهم في البلدان الفردية. يمكنك أيضا البحث عبر الإنترنت على مواقع وزارة الصحة الوطنية للبلد الذي تخطط لزيارته للحصول على المزيد من البيانات المحددة.
ووفقا للدكتورة نوزو، فإنه من الممكن أن يلتقط الأشخاص الذين تم تطعيمهم العدوى، لكن حالات حدوث ذلك منخفضة للغاية، وحتى إذا أصيبوا بالعدوى، فمن غير المرجح أن يصابوا بالمرض. وأضافت أن أولئك الذين تظهر عليهم الأعراض أكثر عرضة لنشر الفيروس، لذلك “إذا أدت اللقاحات وظيفة جيدة في إبقائك دون أعراض، فإن احتمال نشرك للعدوى يكون منخفضًا للغاية”.
وللتقليل من احتمالات عدم الإصابة بالعدوى، توصي الدكتورة نوزو بالاستمرار في اتباع بروتوكولات السلامة مثل ارتداء قناع والتباعد الاجتماعي وتجنب الأماكن المغلقة المزدحمة وسيئة التهوية. وإذا تم تطعيمك، ولكن جهاز المناعة لديك ضعيف بسبب حالة طبية أو بسبب بعض الأدوية التي تتناولها، فيجب أن تنتبه فقد لا تكون محميا بشكل كامل، وذلك ما قالته الدكتورة نوزو.
منتجع Sunvalley
يلتقي المليارديرات ورجال السلطة والمال والأعمال كل سنة في منتجع Sunvalleyأو وادي الشمس وجها لوجه حتى في زمن كورونا. ويعتبر مخيما صيفيا للمليارديرات فقط لتمضية إجازةٍ مدتها 5 أيام.
وتدير المخيم الصيفي للمليارديرات شركةُ الاستثمارات Allen & Company التي تحرص كل الحرص على عدم الإفصاح عن نشاطاتها، فلا تملك موقعاً إلكترونياً وتحصر علاقاتها بالنخبة القليلة. تأسست الشركة عام 1922 لكنها طوَّرت عبر السنين علاقات وصلت إلى هوامير التكنولوجيا والإعلام والشخصيات العامة.
وكانت شركة Allen & Company هي الشركة المستشارة لشركة فيسبوك عند إتمام صفقة الاستحواذ على شركة واتساب مقابل 9 مليارات دولار، إلى جانب تقديم عديد من العروض التي تقدمت بها شركتا جوجل وفيسبوك لصفقات ضخمة أخرى، حسب ما نشرته صحيفة NPR الأمريكية.
وتهتم الشركة بتنظيم شتى تفاصيل المخيم الصيفي من الإقامة إلى الترفيه إلى الاجتماعات التي شهدت مشاركة مؤسس أمازون جيف بيزوس ورجل الأعمال وارن بافيت والمذيعة أوبرا وينفري وغيرهم الكثير.
وقدَّرت مجلة NPR أن يبلغ مجموع ثروات الحاضرين لهذا المخيم الصيفي الخاص بالأثرياء لعام 2021 تريليون دولار في رقعة جغرافية واحدة.
ومن جهة أخرى، لا يرتدي الضيوف أزياء فاخرة ولا يتباهون بمظاهر تعكس ثرواتهم الطائلة، فتعليمات الملابس تكون ارتداء ملابس رياضية لما تنظمه الشركة من نشاطات مثل التنس والغولف وركوب الخيل، تليها حفلات عشاء بعيداً عن عيون الكاميرات والحاضرين.
ومن الضيوف الذين شاركوا في هذه المخيمات سابقاً مايك بومبيو عندما كان رئيساً لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA، ورئيس الأرجنتين السابق موريسيو مارسي.
وبحسب ما نشرته مجلة Business Insider، التقطت عدسات الكاميرات صوراً لكل من بيل غيتس (مؤسس شركة مايكروسوفت)، ومارك زوكربيرغ (مؤسس شركة فيسبوك)، وتيم كوك (مدير شركة أبل)، ومؤسس شركة نايكي، كما نشرت صحيفة Daily Mail صورة للسيدة شيرين ساويرس زوجة رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس.
وضمت لائحة الضيوف رجالاً نافذين في قطاع الرياضة وصناعة الأفلام ومذيعين وإعلاميين، إلى جانب الرئيس التنفيذي لشركة نتفليكس ريد هاتسينغ، والمدير السابق لوكالة CIA ديفيد بترايوس، وغيرهم الكثير.
وقالت عميدة كلية إدارة الأعمال في جامعة كورنيل: “إن هذا التجمع يضم أناساً في أوج حياتهم المهنية ويملكون علاقات نافذة ومتشعبة”.
وغالباً ما يثير هذا المخيم تكهنات المتابعين والمحللين حول الصفقات المستقبلية في عالم الإعلام والتكنولوجيا.
وتعتمد شركة “آلن آند كو” استراتيجية مبتكرة، هدفها جمع أقوى وأغنى الأسماء في مكان واحد، وتبادل العلاقات فيما قد تنتج عنه صفقات ضخمة لاحقاً.
وذكرت صحف أن بيزوس قرر شراء صحيفة Washington Times عندما كان في منتجع Sun Valley.وبدوره قال رئيس مركز بيركلي للقانون والأعمال ستيفن دافيدوف سولومون: “لقد نظموا أكبر خدمة توفيق بين الشركات الإعلامية”.
أما المقابل، فهو حصة بالطبع من كل صفقة يتم التوصل إليها نتيجة هذه اللقاءات، وهو ما قد يستغرق أحياناً سنوات من التفاوض ولكن النتيجة دائماً مربحة.
المنازل العائمة..سحر أخر
ازداد الطلب على قضاء العطلات والإجازات على متن المنازل العائمة، التي توفر سبلا للراحة والرفاهية من أجل الاسترخاء، خاصة في ظل الأوقات العصيبة جراء جائحة كورونا، حتى باتت وجهة مفضلة لقضاء العطلات.
وأظهر ميناء تمبلهوف في ضواحي برلين انتعاش هذا القطاع، حيث يرسو فيه نحو 30 قارباً، ما بين مراكب شراعية صغيرة ويخوت كبيرة الحجم. بيد أن اللافت من بين هذه القوارب نوع جديد من المنازل العائمة المسمى “سيريوس”، وفقاً لمالكها بيتر ستروهلين، الذي يدير شركة خاصة بتأجير المنازل العائمة.
ولضمان سلامة “سيريوس”، قرر ستروهلين تجربته في مياه المدينة للتأكد من أن كل شيء يسير على ما يرام. ويؤكد ستروهلين أن “قيادة المنازل العائمة أمر في غاية البساطة”، مضيفاً أن تدريباً لا يتعدى الساعتين كافٍ لمعرفة كيفية قيادة أي منزل عائم، وبعد ذلك يُسمح للزبائن بتشغيله.
ويشير ستروهلين إلى أن قيادة هذا النوع من المنازل العائمة آمن في ظل أن سرعتها ليست كبيرة. فعلى سبيل المثال، تبلغ سرعة المركب “سيريوس” ثمانية كيلومترات في الساعة وهو ما يسهل التحكم فيها.
كما توفر المنازل العائمة راحة ورفاهية للراغبين في قضاء عطلة وإجازة سعيدة. وبسبب سرعتها البطيئة، فهي تمنح السياح فرصة تأمل ضفاف النهر، فضلاً عن الاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة خاصة عند الجلوس في المقدمة. ويقول ستروهلين إن المنازل العائمة فرصة للهروب من زخم الحياة السريع، مؤكداً أنها تمثل “طريقة مثلى لإبطاء حياتنا الصاخبة”.
رؤية المناظر الطبيعية ليست وحدها الشيء الممتع في قضاء عطلة على المنازل العائمة، وإنما النظر إلى المياه أيضاً، وهو أمر في حد ذاته يريح النفس ويمثل فرصة رائعة للاسترخاء.
وتتميز المنازل العائمة أيضاً بأنها توفر مساحة أكبر مقارنة بالسفن الترفيهية الأخرى. فعلى سبيل المثال، يضم المركب “سيريوس” غرفتي نوم وحمامين، فضلاً عن مطبخ مجهز بالكامل مع وجود مساحة يمكن تناول الطعام فيها. وقد طرأ على المنازل العائمة الكثير من التغيرات لإضافة المزيد من الرفاهية، فلم تعد هذه المنازل مجموعة من ألواح خشبية مبنية، بل باتت مكاناً لقضاء وقت ممتع بقدر كبير من الرفاهية. ويقول ستروهلين إن “مستوى الرفاهية الذي تقدمه سفينته “سيريوس” يمكن الاستمتاع به بمبلغ 2600 أورو أسبوعياً”.
وفي ظل أزمة كورونا، شهد هذا النوع من الإجازات إقبالاً كبيراً، ففي ألمانيا يبدأ الموسم من أبريل وحتى أكتوبر. وفي ذلك، يشير ستروهلين إلى أنه تم حجز كافة مراكبه ومنازله العائمة، مضيفاً أن جائحة كورونا ضاعفت الطلب على المنازل العائمة. بل إن الكثيرين قرروا قضاء عطلات على متن منازل عائمة بدلاً من السفر، خاصة وسط قيود السفر بسبب جائحة كورونا. ومن بين هؤلاء مايك بيترمان، الذي كان قرر الربيع الماضي قضاء إجازته على متن منزل عائم بدلاً من السفر إلى إيطاليا.
قدَّرت مجلة NPR أن يبلغ مجموع ثروات الحاضرين لهذا المخيم الصيفي الخاص بالأثرياء لعام 2021 تريليون دولار في رقعة جغرافية واحدة