هذه مخاطر وضع المعطيات الخاصة في السحابة الإلكترونية
تقنية الحماية التي طورتها شركة «آبل» الشهيرة في مجال صناعة وتطوير وتسويق الهواتف واللوحات الإلكترونية باتت دون جدوى بعد اختراقها منذ شهور مضت. التقنية تقوم على أساس حماية الصور والفيديوهات وأرقام الهواتف والمعلومات الشخصية الخاصة بالمستخدمين، عن طريق خدمة «الحوسبة السحابية» التي باتت تعتمد بكثرة في المجال المعلوماتي، «الأخبار» تطلعكم في هذا العدد على تفاصيل نظام الحماية «أي كلود» والطريقة التي ينهجها التقنيون لإزالته من الأجهزة اللوحية وهواتف الأيفون.
سوق «درب غلف»، بات قبلة لـ«خبراء» وتقنيين في مجال كسر حماية الهواتف خصوصا الأجهزة التي تدعم نظام التشغيل «أي أو إس». منهم من تلقى تكوينا أكاديميا في مجال تطوير التطبيقات والبرمجيات الخاصة بالأجهزة اللوحية والهواتف، ومنهم من دفعتهم الحاجة للاحتكاك بهذا المجال بمساعدة الأصدقاء أوالأقارب.
«درب غلف» يتخطي «الأي كلود»
قبل فك نظام الحماية «أي كلود»، يلجأ التقني إلى تحديد خصائص ونوعية جهاز «الأيفون»، وإشكالية تعرضه لهذا العطل التقني بشكل سابق، وعلى أي شبكة تم إقفاله.
فك نظام الحماية المتعلق بجهاز «الأيفون 4» على سبيل المثال، لا يتطلب من التقني سوى حاسوب مزود بالأنترنت، وثلاثة برامج محددة يتداولها العارفون بخبايا هذا المجال بسرية تامة. فبعد أن يفتح «التقني» حوارا مع الهاتف عبر اختصارات في الأزرار، يتم المرور إلى المرحلة الثانية المتعلقة باستخدام برمجيات محددة لحذف ملف داخل نظام التشغيل ويتعلق الأمر ببرنامجين، الأول يسمى «Win
SCP» والثاني «SSH» بالإضافة إلى تطبيق آخر يستخدم بعد الانتهاء من حذف ملف الحماية لإيقاف الحوار التقني مع معالج الهاتف والعودة إلى الوضعية الرئيسية.
تخطي نظام «أي كلود» في باقي أجهزة «الأيفون» يتم من خلال «سيرفر» خاص يسمى «دولسي». «السيرفر» يتميز بانسيابيته في تجاوز نظام الحماية «أي كلود»، إلا أنه يعاني من توقفات مستمرة.
«سيرفر» «دولسي» كان يعتمد بكثرة لتجاوز «أي كلود» في العديد من أجهزة «أبل» التي تشمل هواتف «الأيفون» (4S ،5 ،5C ،5S ،6) و«الأيباد» و«الأيتاتش»، حيث يتم بواسطته تخطي نظام الحماية مع إمكانية تفعيل الشبكة.
طريقة عمل «السيرفر» تكمن في فتح قناة وسيطة بين «سيرفرات» «آبل» الخاصة بالحماية والأجهزة التي تدعم نظام «أي أو إس» عبر تعديل أحد الملفات الموجودة في نظام الحاسوب.
وحسب مصادر متطابقة، فـ«سيرفر» «دولسي» تم تطويره سنة 2013 من طرف فريق خاص أطلق على نفسه «Team doulci»، ويضم قراصنة من جنسيات مغربية وهولندية.
ويعتبر تجاوز «أي كلود» بمثابة تفعيل للهواتف التي تدعم نظام «أي أو إس»، باعتبار أن تخطي نظام الحماية في الأجهزة «غير الرسمية» لا يمكن المستعمل من تشغيل شبكات الاتصال، إلا عن طريق خدمات خاصة مؤدى عنها.
الشق التجاري لـ»أي كلود»
خلق «أي كلود» نظاما تجاريا، حسب فئة من المختصين، يقوم على أساس اقتناء وبيع الأجهزة التي تدعم نظام التشغيل «أي أو إس».العملية تبدأ بعد إقناع المستعمل بعدم إمكانية إصلاح الجهاز، وضرورة بيعه بثمن بسيط قصد التخلص منه بحجة استحالة تخطي نظام «أي كلود» وعدم توفر حلول تقنية لتجاوزه.
فور اقتناء الأجهزة من قبل «المساومين»، والتي تشمل عادة «الأجهزة المسروقة»، تقدم إلى التقنيين من أجل إصلاحها بشكل كلي. الإصلاح يشمل تخطي «أي كلود» وفتح الشبكة بالنسبة للأجهزة «غير الرسمية» أو التي أدرجتها شركات الاتصال ضمن قائمتها السوداء «Blacklist».
تقني متخصص في إصلاح برمجيات «الأيفون»، بـسوق «درب غلف» أكد لـ«لأخبار» أن «سيرفر» «دولسي» مازال متوقفا منذ مدة، وأن تخطي نظام الحماية «أي كلود» في الهواتف التي تدعم نظام التشغيل «أي أو إس» والتي تشمل أجهزة أيفون (4S ،5 ،5C ،5S ،6) و«الأيباد» و«الأيتاتش»، يتراوح بين 600 و1400 درهم عن كل جهاز، وذلك بواسطة تقنية خاصة ما تزال محتكرة إلى حدود كتابة هذه الأسطر.
تخطي نظام الحماية الخاص بـ«الأيفون4»، يتم بأثمنة تختلف حسب إمكانية تشغيل إحدى الشبكات عليه. ثمن التفعيل يتراوح عادة بين 200 و400 درهم فيما تتراوح أثمنة تشغيل الشبكة التي تم إقفال الجهاز عليها بين 200 و1300 درهم عن كل جهاز.
حسابات المشاهير لم تفلت من الاختراق
تداولت مصادر إعلامية قبل أشهر، تعرض حسابات «أي كلود» تعود لفنانين وممثلين سينمائيين، للاختراق من قبل جهات مجهولة. الاختراق طال الصور والفيديوهات وأرقام الهواتف والعديد من البيانات الخاصة بالنجوم.
أبرز ضحايا الاختراق، الممثلة الأمريكية جينفر لورانس، والممثلة كيم كارديشان، والمغنية روبن ريانا فينتي، الشهيرة بـ»ريهانا»، حيث انتشرت في العديد من المواقع على الأنترنت صور تظهر نجوم السينما الأمريكية بشكل «مخل للحياء».
الممثلة جينفر لورانس، كانت قد أعلنت عزمها مقاضاة الجهة التي عمدت إلى نشر صورها ومعلوماتها الشخصية، فيما أفادت مصادر إعلامية تدخل مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي بخصوص الجرائم الإلكترونية التي مست بالمستخدمين.
واعتبرت مصادر متطابقة خلال السنة الماضية أن الأمر متعلق فقط باستهداف مباشر للفنانين والمشاهير دون الإشارة إلى عدم تمكن نظام «الأي كلود» من حماية المعلومات الشخصية الخاصة بالمستخدمين.
ويندرج اختراق حسابات «الأي كلود» ونشر صور ومعطيات المستخدمين ضمن خانة الجريمة الإلكترونية، باعتباره تسريب ومس بالمعلومات الخاصة بالمستعملين.
تقنية «أي كلود» في سطور
نظام الحماية «أي كلود» أو «سحابة أي كلود» كما يصطلح عليه تقنيا، يقوم على أساس إقفال الأجهزة التي تدعم نظام التشغيل «أي أو إس» بواسطة حساب خاص، يمكن المستخدم من حفظ بياناته في مساحات تخزينية خارجية.
الفكرة تقوم على أساس جعل الأجهزة مجرد أداة لإدارة المحتويات من صور ومعطيات شخصية، على أن يتم تخزين البيانات بشكل شبه كلي في «سيرفر» خارجي يتم الولوج إليه بواسطة حساب خاص.
نظام «أي كلود» الذي طورته شركة «آبل» بشكل يتوافق مع الخدمات التي توفرها تقنية «الحوسبة السحابية»، التي بات الاعتماد عليها بشكل كبير في المجال المعلوماتي، يتيح للمستخدمين إمكانية إدارة بياناتهم عن بعد.
بالإضافة إلى إمكانية تخزين البيانات، يخول نظام «أي كلود» الاستفادة من العديد من الخدمات التقنية، أبرزها «إبحث عن الأيفون». هذه الخاصية مكنت العديد من المستخدمين من إيجاد أجهزتهم بعد ضياعها أو تعرضها للسرقة، وذلك بفضل إمكانية تتبع مسار الهاتف وتحديد مكانه بشكل دقيق.
«الحوسبة السحابية» و«الأي كلود»
«الحوسبة السحابية» خدمة تمكن المستخدم من الاستفادة عن بعد من الخدمات المتوفرة في شبكة معينة، وتشمل الطباعة والتحكم في البرامج بالإضافة إلى إمكانية إدارة مساحات التخزين. نظام الحماية «أي كلود» فكرة استوحتها شركة «آبل» من خدمة «الحوسبة السحابية». الخدمة تقوم على أساس حفظ الملفات والمعطيات الشخصية في «سيرفرات» خارجية، نظرا لإمكانية استفادة المستخدم من سعات تخزينية تصل إلى عشرات أضعاف الذاكرة المتوفرة على الهاتف.
تستخدم «الحوسبة السحابية» عادة لتخزين البيانات ذات الحجم الكبير، والتي لا تسعها المساحات الداخلية للأجهزة سواء تعلق الأمر بالهواتف أو الحواسيب أو اللوحات الإلكترونية، باعتبار أن الولوج إلى الملفات يتم بسلاسة تامة بواسطة حساب خاص.