طاطا: محمد سليماني
وجد سكان زاوية تيسينت بإقليم طاطا أنفسهم في وضع حرج، بعدما أمرت السلطات المحلية والمندوبية الإقليمية لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بهدم مسجد القرية الوحيد، الذي كانت الساكنة التي يتجاوز تعدادها 2400 نسمة تؤدي به شعائرها الدينية. ومنذ ذلك الحين لم يعد للسكان، أي مكان لأداء الشعائر الدينية غير العراء.
وبحسب مصادر متطابقة من السكان، فإن مصالح الوزارة والسلطات المحلية والإقليمية كانت قد قدمت لهم وعدا بإعادة بناء هذا المسجد وتأهيله بشكل لائق خلال مدة وجيزة، إلا أن ذلك الوعد تبخر وذهب أدراج غبار الأسقف والجدران التي هُدمت ذات أكتوبر من سنة 2014، بسبب ما أصبح يشكله هذا المرفق الديني من خطر على مرتاديه، بعدما ظهرت شقوق وتصدعات في أسقفه وجدرانه.
ومنذ ذلك الحين وسكان المنطقة ينتظرون أن تفي وزارة الأوقاف بوعدها وتعمل على إعطاء انطلاقة أشغال إعادة بناء المسجد، إلا أنها ضربت صفحا عن ذلك، تاركة السكان مغلوبين على أمرهم الذين لا حول لهم ولا قوة أمام الأمر الواقع إلى أجل غير مسمى، وهو ما قد يطول أكثر لعدم وجود أي تباشير في الأفق لتغيير الوضع. وكحل مؤقت أمام طول الانتظار، قام السكان بوضع غشاء بلاستيكي ملفوف ببعض الحبال ومثبت بالأخشاب من أجل اتخاذه فضاء مؤقتا للصلاة، في منظر بئيس ومخجل جدا، يزيد من قتامة الوضع عندما تتهاطل الأمطار، حيث يصبح المكان غير صالح بتاتا للصلاة، بعد أن يتحول إلى بركة مائية عائمة من جهة، ومن جهة أخرى تتطاير شظايا الغشاء البلاستيكي بفعل هبوب الريح وتساقط الغبار. ورغم المراسلات العديدة إلى السلطات الإقليمية وإلى وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، إلا أن الوضع لا يزال على ما هو عليه لمدة تجاوزت الست سنوات. ويطالب السكان بتسريع إعطاء انطلاقة بناء المسجد، بعدما يئسوا من طول الانتظار.