شوف تشوف

الرئيسيةثقافة وفن

نوستالجيا رحيل الجيران القدامى والخياطين والحرفيين والأطباء اليهود

الكتاب «لو تكلمت حيطان فاس-8-

عندما وصلت إلى الصف السادس، علمت أن مادة الخياطة لم تعد ضمن المنهج الدراسي. وأنها قد عوضت بشعبة التربية الأسرية بالنسبة للفتيات الأكبر سناً من أجل إعدادهن للزواج.

خالد فتحي 

 

أصابع سحرية خارقة

بالعودة إلى أولى خياطات الأزياء الحديثة بفاس، فقد كن من مختلف الجنسيات: يهوديات مغربيات، وجزائريات، وسنغاليات، ويهوديات إسبانيات…إلخ.

كانت للخياطات الفاسيات أصابع سحرية خارقة، ودراية كبيرة بالحرفة، بالإضافة إلى ذلك، كن حصيفات ومؤدبات، ويتمتعن بشخصية كاريزمية جذابة للغاية، وكن بالخصوص قد كرسن أنفسهم لمهنتهن لشغفهن الكبير بها، ولأنهن كن يستطعن التعويل عليها لكسب لقمة عيشهن بكل يسر وسهولة.

كانت والدتي تتفادى أن تناقش معهن السعر، ولا تماحكهن بسبب مواعيد تسلم الأزياء، لأنهن كن ربات بيوت، ولديهن أطفال يقمن بالتكفل بهم. كانت أمي تقدر جيدا ظروفهن وأحوالهن تلك. بالنسبة لي، لم يكن ذلك حالي معهن بـأية حال من الأحوال، إذ كنت لا أستطيع التحلي بالصبر، وألح على استلام ملابسي منهن بأسرع وقت ممكن. كانت خياطتنا لا تتورع كلما ضجرت من إلحاحي الشديد عليها، عن أن تردد على مسامعي طوال الوقت: «عليك أن تتعلمي احترام دورك. المفروض أن يتلقى جميع عملائي وزبنائي نفس المعاملة، وأن يحظوا بنفس القدر من الاحترام والاعتبار. فأنا أقوم بإنجاز أعمالي وفقًا لجدول الطلبات الخاص بي»، هكذا سأستوعب في النهاية أنه ليس من الضروري أن أحظى بمعاملة خاصة من دون الآخرين.

في هذا اليوم الذي أقيد فيه هذه السطور، تلوح لي، كما لو أن ذلك قد جرى البارحة فقط، تلك اللحظة التي سلمتنا فيها خياطتنا اليهودية، رزمة مغلفة بعناية، تحتوي على ثيابي الجميلة المخيطة والمكواة جيدًا. أتذكر أيضا ذاك المزيج الغريب من الأحاسيس التي سيطرت علي، والتي كانت تتراوح بين السعادة المفرطة ونفاذ الصبر، كي أفرد كل تلك الملابس الجديدة، وأقوم بقياسها كلها دفعة واحدة.

كانت تلك الفساتين المتنوعة إلى حد ما، والتنانير ذات الألوان الموحدة بشكل عام، والمزينة بطيات أو بزخرفات، موضع إعجاب وإشادة من كل صديقاتي وبنات عمومتي.

ذات مرة، لما لم تتمكن والدتي من العثور على نفس اللون من الدانتيل لتطعيم فساتين الساتان ذات اللون الأزرق السماوي، فلم تتردد حينها في التضحية بثلاثة أمتار من القماش المطرز لحل تلك المشكلة. كانت تلك نصيحة خياطتها، ولم يكن لأمي بد من أن تستجيب للنصيحة الحكيمة للسيدة ماير.

 

قصة فتاة مع ارتداء السروال

كانت مصانع وأوراش الخياطة الخاصة تبدو رتيبة، لكن ملاكيها كانوا مع ذلك من طينة أولئك الفنانين المصابين بلوثة الإبداع الذين لا يمكن أن يصدر عنهم إلا كل ما هو رائع. كانت الأدوات المستعملة في البداية محدودة، وتقتصر فقط على علبة للحياكة وآلة للخياطة اليدوية، لكن سرعان ما سيجري الانفتاح على الآلات الكهربائية التي تشتغل بدواسة، وهو ما كان قد عُدّ في حينه ابتكارًا «ثوريا» في عالم الخياطة.

إليكم عدة العمل البسيطة التي كانت تشتغل بها الخياطات: عشرات من الدبابيس المزروعة على وسادة صغيرة يستعن بها ويضعنها على المعصم مثل السوار، شريط متر يتم لفه حول العنق لأخذ قياسات الأقمشة، زوجا مقص يوضعان بكل دقة في علبة صغيرة، كشتبان عبارة عن قمع يحمي أصبع الخياطة من وخز الإبر، وبعض الإبر من جميع الأحجام.

إنه بفضل علبة الخياطة تلك، وبفضل تلك الآلة، كانت كل أعمال خياطينا المبتكرة بأناملهم الرقيقة الخبيرة، توقع كلمة حب لنا مكتوبة بسمك القماش. لطالما غذى المصممون في داخلي تلك الرغبة الجامحة لابتكار نماذجي وموديلاتي الخاصة سواء التقليدية منها أو العصرية، ولطالما حمدت الله أن المغاربة، مسلمين، ويهودا، لم يتخلوا يوما عن ملابسنا التقليدية.

هكذا سيبزغ تناغم كبير، بل سيرسخ تواطؤ واضح بمرور الوقت، بين إبداعات مصممي الأزياء التقليدية والعصرية ورغبات زبنائهم.

كان للمصممين اهتمام خاص بالموضة، وهو الاهتمام الذي حرصوا أشد الحرص أن «ينقلوا عدواه» لنا كي ننال حظنا الوافر من آخر الابتكارات. بدوري كنت منبهرًة بها، لدرجة أنني قمت لوحدي بتطريز بذلتي المدرسية، بعد أن اعتبرتها ضحلة جدا ومتقشفة.

منحتني النتيجة النهائية التي حصلتها متعة لا تصدق، خاصة وأنني كنت أنتظر على أحر من الجمر أن تفرغ منها خياطتي، بل ولقد رأيت في أحلامي، وكأني أرتديها بكل زهو وفخر. إذ كانت عادتي أن أقع في غرام ملابسي القادمة خلال مرحلتي أخذ القياسات لملابسي. كنت أشبه في علاقتي بملابسي بالأم التي تحب طفلها وتتخيل ملامحه وهو بعد جنين.

في ذلك الوقت، وللأسف، كان ارتداء السراويل لايزال محظورا على الفتيات. وهو الحظر الذي استمرت معاناتنا منه لفترة زمنية معينة، حيث كان مسموحا بأن يلبسها الذكور فقط. لقد كانت الأعراف السائدة حينها عنيدة وعصية على التبديل، بل كانت مستفزة للفتيات، المسلمات منهن، واليهوديات.

في إحدى حفلات نهاية العام الدراسي، كانت لدى معلمتي اليهودية الموهوبة الآنسة «سويسة» فكرة إطلاق نداء لإيجاد سروال واحد داخل الحجرة الدراسية.

اكتشفنا أن زميلة واحدة فقط هي من كانت تمتلك سروالا جديدا تمامًا، غير أنها لم تكن تجرؤ على ارتدائه. حين أديت دور أمير في أغنية شهيرة للأطفال، ارتديت سروالها الذي لم يكن في الواقع سوى وزرة حمراء لا غير. كانت تلك الأغنية فيما أذكر تحمل عنوان «كانت هناك فتيات في المرج».

لقد لعبت هذا الدور مع عشرات من زميلاتي التلميذات في سينما أمبير، وكانت تجربة رائعة بقيت محفورة في ذاكرتي.

منذ ذلك الحين، أحببت أنا ورفاقي ارتجال المشاهد المسرحية لدرجة أنني اقترحت على معلمتي أن أصعد على منصة القسم لأتلو الشعر بالإيماءات المطلوبة والبلاغة الكاملة. كنت سعيدًة جدًا بعد ذاك التمرين لكوني حظيت بتصفيقات مدوية من كل رفاق الفصل.

 

رحيل متسرع يقطع علاقات عاطفية

بمرور الزمن، بدأت الملابس الجاهزة تغزو مدينة فاس بشكل تدريجيً، مما ستضطر معه الخياطات اليهوديات، من مثل السيدات «مرسيدس»، «ريبيكا»، «ماير» وأخريات.. من اللواتي كن يعشن في المدينة الجديدة، إلى التفكير في ارتياد آفاق أخرى جديدة، تاركات لنا وجع الشوق والحنين إلى تلك الأزمان الجميلة التي قضيناها معًا.

بعد مغادرة اليهود لحي الملاح، شرع ذاك التكتل السكاني الكبير يفقد روحه، ويفرغ من بائعي المجوهرات ومن الحرفيين المهرة وطهاة المعجنات ومصففي الشعر…

كم كنا مغرمين بالمعجنات والبرقوق الأخضر أو الأصفر المحفوظ في الخل، وبالعديد من الأطباق اليهودية الأخرى التي كنا نبتاعها في ذلك الحي.

كان الأثرياء بالمدينة يحبون كثيرا صياغة الحلي عند اليهود، إلى درجة أن والدي كان غالبًا ما يدعو والدتي لمرافقته إلى الزقاق المخصص لصائغي المجوهرات، وحين كنا نأخذ علما بتلك الدعوة، كنا نستطيع أن نخمن أن خاتمًا جميلًا أو قلادة أو أقراطًا جميلة ستزين عما قريب يديها الرقيقتين ووجهها الجميل.

كل الأعمال الفنية المصنوعة يدويًا، بما فيها الصغيرة حجما، كانت تسعد قلوب النساء. أتذكر أيضا أنه في ذاك الماضي الجميل، كانت الأحجار الكريمة تنطوي على قيمة عالية  تضاهي في نظر المرأة قيمة الذهب.

قبل عودتنا إلى المنزل بالمدينة العتيقة بعد عملية الشراء، لم تكن والدتي تنسى أن تصفف شعرها لدى مستخدمة دائمة تعمل عند السيدة «مامان»، خصوصا وأن المدينة القديمة كانت قد أقفرت من مصففي الشعر العصريين بعد رحيل اليهود.

وفي وقت لاحق ستقوم سيدة إسبانية متزوجة من مغربي بفتح محل متخصص في حلاقة النساء وتصفيف الشعر بطريقة عصرية في صالون جميل بجوار سينما بوجلود.

لن أنسى أبدًا رحيل جارنا وطبيبنا الدكتور أبو درهم وعائلته، وكذلك لن أنسى اليوم الذي رفضت فيه خياطتنا بأدب جم الاستمرار في حياكة ملابسنا دون أن تقدم لنا أي عذر أو تقنعنا بأية أسباب مقبولة. أتذكر جيدا كيف بدت لنا في حيرة وضيق من أمرها، وهي تحاول بعناء إيجاد صيغة تعتذر لنا بها، وكيف ركزت حديثها على التذكير بعلاقاتنا الطيبة. كان حديثها تلك الليلة وديا جدا، لكننا من جهتنا شعرنا بها وكأنها تودعنا للمرة الأخيرة. عندما عدنا لاستلام آخر أغراضنا، قامت بناتها اللواتي كن تقريبا في نفس عمري وعمر أختي، بإخبارنا والدموع تنهمر من أعينهن: «سنترك فاس. لن نراكن مرة أخرى. سنذهب بعيدًا جدًا إلى مكان محظور على الآخرين. قيل لنا أن علينا المغادرة. نحن خائفات جدا».

أردنا أن نفهم أكثر، لكنهن كن غير قادرات على المزيد من الشرح. كان الأمر مفجعًا لنا جميعًا. لازلت أتذكر كيف لبست آخر فستان أزرق خاطته لي بطوقه الذي يشبه السفينة، وكيف استبدت بنا مشاعر الفراق الحزينة، وكيف قعدنا نذرف الدموع المدرارة، كأننا نؤبن بعضنا البعض.

لقد توسلن إلينا ليلتها أن نشاركهن وجبة العشاء كي نستمتع باللحظات الأخيرة معًا. أبدا لن أنسى ذاك العشاء، البسيطة أطباقه، الدافئة والجياشة أحاسيسه ومشاعره.

كانت مشاهد الفراق تلك مؤلمة جدا وقاسية جدا، تماما كما وصفها العديد من مستخدمي الإنترنت في تعليقاتهم على مقتطف من سردية لي تحدثت فيه عن ظروف رحيل مواطنينا اليهود. سأستسمحكم في أن أعيد نشر رد فعل صديقي الكاتب، أحمد دروس، الذي صاغه بهذه العبارات البليغة: «الرحيل هو أن تموت قليلاً».

هذا التشبيه أو الاقتباس المأخوذ من رائعة لإدمون هاراوكورت، ألهمني كي أسعى لتأكيده أكثر من خلال قراءتي لمقال نُشر على منتدى dafina.net الذي تناول الهجرة الجماعية لجزء كبير من اليهود المغاربة، فلم أتردد حينها في أن أقول: «أه. لا، الرحيل، يعني موت الكثير مني».

كنا نود أن يبقى المغاربة اليهود في بلادهم، فلقد عشنا معهم في انسجام ووئام تامين، كما أن العديد من نسائهم كن يمنحننا العطف والحنان، بل وكن يرضعن مواليدنا تماما كأطفالهن…». لم تكن هناك حواجز دينية تمنعنا من التعايش معهم، فعدة فتيات يهوديات كن قد تزوجن بشباب مسلمين، وعمروا معهم بيوتا بالمدينة العتيقة بنوها على أساس الحب والمودة والاحترام المتبادلين، وفوق هذا وذاك أنجبن لهم أطفالًا رائعين.

خال أبي الذي أدعوه عمي حميد، كان قد تزوج فتاة يهودية بعد حب متبادل بينهما خلال فترة ما قبل الاستقلال. وهو الزواج الذي كان قد توج بميلاد ابنتهما الجميلة عائشة التي أضاءت حياتهما. لكن للقدر أحيانا كلمته ورياحه العاتية التي تجري على غير ما تشتهيه سفن الحياة، إذ سرعان ما ستتحطم حياتهما كزوجين على خلفية المغادرة الجماعية لليهود من المغرب نحو إسرائيل.

منذ ذلك الحين، لم ينس خالي حميد تلك التراجيديا التي دمرت حياته، خاصة وأن زوجته الثانية كانت عقيمة لا تلد. كان كثيرًا ما يقول لوالدي: «أصبحت حياتي بلا معنى منذ انفصالنا. إذ لم يعد بإمكاني رؤية ابنتي مرة أخرى. لن أراها على الأقل في مرحلة طفولتها ومراهقتها»، وعلى عكس هذه الحالة المؤلمة، أسر أخرى مختلطة -مسلمون متزوجون بيهوديات- تمكنت من أن تصمد في مواجهة تلك التقلبات، ولازالت تعيش معا بطمأنينة وسعادة إلى حدود اليوم…

 

حنين مشترك

منذ ذلك الحين، وفي كل مرة ألتقي فيها بيهود مغاربة في الخارج، كنا نتحدث عن هذا الماضي الجميل، فيشدنا الحنين المشترك إليه. لا أنسى أبدا كيف كانت تظهر عليهم انفعالات الوجد والشوق حين يستحضرون ارتباطهم الدائم بالوطن الأم. علمت منهم أن بعض سكان مدينة حيفا بنوا مساكن تكاد تكون متطابقة في عمارتها لمساكنهم القديمة بملاح فاس.

قالوا لي أيضا إن أفضل وصفات الطهي لديهم هي من أصل مغربي. في كثير من الأحيان، لم أكن أمنع نفسي من لوم اليهود الذين أقابلهم على رحيلهم: لقد كانوا مواطنين لنا، شركاءنا، جيراننا، أصدقاءنا، ثم اختفوا بين عشية وضحاها دون سابق إنذار.

لكن، وبما أنهم يعلنون ويؤكدون أنهم سيبقون سفراء لنا وللوطن، فإني آليت على نفسي أن أنقب في ثنايا الماضي لأجل فهم أدق لملابسات هذه الفترة التاريخية التي طبعت ذاكرة العديد من المغاربة.

تحاليل قيمة حول الموضوع تمت إذاعتها عبر منشورات «مركز جاك بيرك» بمكتبة المغرب استرعت اهتمامي، وأود تقاسمها معكم:

حدثت مغادرة اليهود للمغرب في سياق يختلف عن سياقات هجرتهم من البلدان العربية الأخرى. في المغرب، وعند إعلان الاستقلال في 2 مارس 1956، كان عدد اليهود المغاربة يقدر بحوالي 270 ألف نسمة.

بين سنة 1948، تاريخ ميلاد إسرائيل، وسنة 1956، تاريخ استقلال المغرب، غادر ما يقرب من ثلث اليهود المغاربة البلاد (حوالي 90.000 شخص)، بشكل أساسي نحو إسرائيل. غير أن أغلبيتهم فضلت البقاء بالمغرب.

في 1955-1956، وصل مبعوثون من الموساد إلى المغرب لوضع تدابير قالوا إنها تساعد اليهود على حماية أنفسهم وتقنعهم بضرورة المغادرة للدفاع عن «وطنهم الجديد»، ومن ثمة دفعهم إلى الهجرة نحو إسرائيل بأشكال وطرق مختلفة. لقد قام مبعوثو الموساد أولئك بتشكيل حركة سرية تقوم بتنظيم اليهود وتشجيعهم على الهجرة السرية نحو إسرائيل. ظلت هذه العملية نشطة من سنة 1964 إلى سنة 1966…

لا توجد أي دراسة ترصد التداعيات الاقتصادية لرحيل اليهود من المغرب. غير أنه لحسن الحظ، أن مواطنينا كانت لهم أوراق أخرى في جعبتهم، فاستطاعوا أن يأخذوا زمام المبادرة، ويسدوا ذاك الفراغ الذي خلفه المغادرون، مستمرين في حمل المشعل وفي تحقيق استدامة تلك الخدمات التي كان يقدمها اليهود بحكم خبرتهم وطول احتكاكهم بهم.

هكذا بدأت بعض المحلات في فاس تزودنا بسلع جميلة مصممة مثل محل السيدة نهيرة، والسيدة بنزاكور، والتي ستلتحق بهن فيما بعد العديد من المتاجر في المدينة من التي ستعرض الملابس الجاهزة بأسعار تنافسية للغاية.

رويدا رويدا أصبح شراء الأقمشة الجميلة وتصميمها، من الكماليات ومن قبيل الترف لا غير، بعد أن انتهى الأمر بمتاجر الأقمشة المرموقة من مثل متجر الأخوان اليهوديان الزركي ومتجر السيد التازي في المدينة إلى التوقف عن الاشتغال منهين بهذا التوقف زمن الأقمشة عالية الجودة.

قبل ظهور معامل مناولة الصوف والحرير، كان الكتان يحمل اسمه وعلامة جودته. لكن إدخال مادة الفيسكوز ومواد اصطناعية أخرى، أدوا إلى إفقاد الأقمشة جودتها التي كانت لها سابقا.

لطالما سحرني وخلب لبي فن التطريز والكتابة على القماش، حتى أنه كان بإمكاني أن أجعل منهما مصدر عيش لي، غير أن القدر أراد أن يوجهني وجهة أخرى، وأن يزرع في قلبي حبا من نحو آخر، حب الكتابة بالريشة والرسم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى