نوبل مغربية
منذ سنوات لم تعد جائزة نوبل حكرا على العباقرة وكبار المبدعين بل أصبح للحماقة والتخاريف السنوية جائزة تسمى «إيغ نوبل»، تتبارى من أجل الظفر بها شخصيات في حالة تسلل معرفي، وتشرف عليها لجنة تم انتقاؤها بعناية من بين الراسخين في التفاهة، كما ينظم حفل سنوي كبير يحضره المتوجون وأفراد أسرهم وتعرض الأعمال الفائزة والأسماء المبدعة للتفاهة.
ومن المفارقات الغريبة في جائزة نوبل للحمقى أن يفوز بها الفيزيائي أندريه غيم، سنة 2000 وبعد عشر سنوات يصعد للمنصة غيم لنيل جائزة نوبل للعباقرة، ما جعل الحاضرين يؤمنون بأن الإبداع والحمق لا يتعارضان.
في نهاية كل سنة تلجأ الهيئات الرياضية والجمعوية والإعلامية إلى عادة تتويج المجتهدين، يشارك في الاستفتاء الإعلاميون والمحللون، كنت واحدا من المشاركين برأيي في اختيار نجوم الرياضة، وكان بريدي الإلكتروني يتلقى قبل متم السنة دعوة من جريدة الهداف الجزائرية للمشاركة في الاستفتاء، لكن يبدو أن زملاءنا في الجزائر تلقوا تعليمات بإغلاق شرفة الانفتاح على الإعلام المغربي خاصة بعد أن تلقى الصحفي حفيظ الدراجي «علقة» على يد المغاربة.
بعيدا عن حفلات اختيار نجوم الرياضة والتي غالبا ما تبدأ بالمجاملات وتنتهي بمرافعات لتبرير الاختيارات، دعونا نوزع جوائز أخرى سقطت من مفكرة محترفي الاستفتاءات السنوية.
فقد حصل عدنان أوعيد على جائزة أفضل لاعب، بعد أن وقع عقدا مع الدفاع الحسني الجديدي دام ثلاثة أيام، قدم اللاعب نفسه كنجم من نجوم الدوري الاحترافي التركي، وتبين أنه نجم في التمثيل بعد أن أقنع الدكاليين بالتوقيع بناء على مقاطع فيديو تخص لاعبا آخر اسمه شان يتقاسم معه نفس الملامح. أصدر رئيس الفريق بلاغ الطلاق ولسان حاله يردد «رخيصة بتعليمة».
ونال محمد هوار، رئيس مولودية وجدة، جائزة مسير السنة حين تعاقد مع المدرب عبد السلام وادو، وأقنع هذا الأخير بدفع فواتير معسكر للفريق في مزاغان، وانتهى الأمر بخلاف بين الرئيس والمدرب ولاعبين وجدوا أنفسهم ممنوعين من دخول الفندق بسبب فواتير مؤجلة الدفع. ونال هوار هذه الجائزة مناصفة مع رؤساء عرضوا فرقهم للبيع في مدينة القنيطرة، منهم من انتهى خلف القضبان ومنهم من ينتظر.
وفاز بجائزة الروح الرياضية محمد مبديع رئيس بلدية الفقيه بن صالح، الذي عبر عن سخائه ومنح الفريق حافلة مهترئة لا تقدر على قطع المسافة بين بني عمير وسوس، فيما ظل الرجل ينفق بسخاء على ماسحي الجوخ وعمال نظافة الذمم.
كانت جائزة «البسالة» من نصيب سائق حافلة المولودية الوجدية، الذي منع مدربا من صعود الحافلة وخاض جولة في المصارعة الحرة مع وادو، أمام أنظار اللاعبين انتهت في مخفر سرية الدرك الملكي بالنواصر.
أما جائزة السمسار الرياضي، فاستقرت عند أيمن البنزرتي نجل المدرب التونسي فوزي البنزرتي الذي كان يفاوض نيابة عن والده، وحرم الوكلاء المغاربة من قطعة الكعكة، فوزي بحث لابنه عن مصدر عيش يجني منه آلاف الدولارات، خاصة وأن والده كثير التنقل بين الفرق.
وحصل المدرب الصربي زوران مونولوفيتش على جائزة مدرب السنة، بعد أن انضم للمغرب التطواني وقبل أن ينطلق الموسم قدم الهلال السوداني عرضا أفضل، فقلب الطاولة على رئيس المغرب التطواني وكشف له عن الوجه الحقيقي لمدرب «الطيطوار» الذي يمتطي سيارة من يدفع أكثر.
أسماء أخرى نالت جوائزها الرمزية كالقط الذي اقتحم أرضية ملعب سانية الرمل بتطوان وأصر على إعادة تنفيذ ضربة الجزاء، وهو القط الذي أصبح حديث دورات التحكيم وجلسات فقهاء القانون الذين أجمعوا على أن القط يبطل الفرحة. وحصلت قائدة تمارة جائزة الوقاية بعد أن صادرت صفارة حكم كان يدير مباراة بين وداد تمارة والنادي القنيطري دون التأكد من سلامة الممارسين.
في هذه البلاد البعض يستحق الجائزة التي اقترحها نوبل والبعض يستحق البارود الذي اخترعه، مع الاعتذار لجلال عامر.