الداخلة: محمد سليماني
ما زالت ظاهرة انتشار أسماك نافقة كثيرة على مساحات شاسعة بخليج الداخلة تثير ردود أفعال متواصلة حيال هذه الظاهرة «الغامضة»، التي تشكل سابقة بالمنطقة.
وفي هذا الصدد فقد رفعت البرلمانية خديجة بوكرن سؤالين كتابيين في الموضوع حسب الاختصاص ومجال التدخل إلى كل من وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، وإلى وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، بخصوص الوضعية البيئية لخليج وادي الذهب بجهة الداخلة وادي الذهب، والمصنف ضمن المناطق الرطبة الهامة بالعالم، طبقا لاتفاقية (رامسار) التي يجب المحافظة عليها، وكذا المنضوية تحت الجمعية الدولية لأحسن الخلجان بالعالم.
وتساءلت المتحدثة عن «ظاهرة نفوق العديد من الأسماك وهي سابقة من نوعها، كما أكد ذلك نشطاء بيئيون، ومنابر إعلامية ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، وهي الظاهرة التي بدأت منذ أسابيع وإلى غاية تحرير هذا السؤال». كما طالبت الوزيرين بتقديم «تفسير لهذه الظاهرة والعوامل التي أدت إليها، وأهم الإجراءات الاستعجالية الكفيلة بمعالجتها والتدابير التي تحد من التراجع البيئي الكبير لهذا الخليج أمام تنامي التدخل البشري». وأضافت البرلمانية أن «أي تقاعس عن معالجة هذه الظاهرة وأسبابها ومسبباتها قد يؤثر على مجموعة من الثروات والأنشطة التي تعتبر موردا اقتصاديا هاما لهذه الجهة، وعامل جذب كبير لمدينة الداخلة».
ويأتي دخول البرلمان على الخط، بعدما طالب، قبل أيام، نشطاء حقوقيون وجمعيون، بالتدخل السريع وفتح تحقيق من قبل عناصر الدرك الملكي الخاص بالبيئة، للكشف عن مصدر الأسماك النافقة. كما أثارت الجمعيات الحقوقية التي تعنى بشؤون البحر بإقليم وادي الذهب، انتباه السلطات المحلية والمصالح البيئية المركزية الوطنية إلى أن خليج وادي الذهب، باعتباره إرثا طبيعيا مشتركا بين الأجيال بات عرضة للعديد من الأنشطة السياحية التي تطرح مقذوفاتها من الصرف الصحي داخل مياه الخليج دون معالجتها، ما يشكل مصدر تلوث خطير لبيئة الخليج، في خرق واضح للقانون رقم 03. 11 المتعلق بحماية واستصلاح البيئة، والقانون رقم 03. 12 المتعلق بدراسة التأثير على البيئة.
وطالب الحقوقيون بضرورة قيام المصالح المختصة بعمليات تفتيش بالمؤسسات ومحلات الأنشطة السياحية والصناعية الموجودة على ضفتي خليج وادي الذهب، للتأكد من قيامها بمعالجة نفاياتها، قبل قذفها في البحر، طبقا لما هو مضمن في دراسات التأثير المحتمل للمشاريع على البيئة.
وبحسب مصادر محلية، فإنه تجهل إلى حدود الساعة أسباب نفوق هذه الأسماك، كما يجهل كذلك مصدرها، إذ لم يُعرف عنها شيء، إلا بعدما طفت على سطح مياه الشاطئ، وخروج بعضها نحو الرمال بفعل الأمواج والتيارات البحرية نحو الساحل.