طنجة: محمد أبطاش
نجا طلبة من حريق شب، فجر أمس الاثنين، بداخل جناح داخلية المعهد الوطني للعمل الاجتماعي بطنجة، التابع لوزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، ما تسبب في حالة استنفار قصوى وأثار الكثير من الذعر في صفوف الطلبة، حيث تفاجؤوا بالنيران خلال نومهم.
وأوردت مصادر أن الحريق المذكور أتى على عدة أسرة بداخلية المعهد، ما تسبب في خسائر مادية فادحة، في حين لم يتم تسجيل أي خسائر في الأرواح، خاصة أن المعهد يضم العشرات من الطلبة الذين يجتازون الامتحانات في أفق مغادرة المعهد لاقتراب عطلة نهاية السنة، وهو ما جنب المدينة كارثة بكل المقاييس.
ويعيش هذا المعهد أصلا على وقع احتقان عارم، مما جعل الطلبة يلجؤون إلى مقاطعة كلية للدراسة في وقت سابق، سيما بعد أن دأبت إدارة المعهد على مواصلة الدراسة عن بعد، نتيجة ضعف الإمكانات المادية واللوجيستيكية، حيث إن الداخلية الموجودة لا ترقى إلى المستوى المطلوب، بسبب غياب التجهيزات الضرورية، وضمنها وسائل إطفاء الحرائق.
وكانت إدارة المعهد قد وعدت الطلبة بفتح السكن الطلابي في وجههم، بعد أشهر من الإغلاق بحجة الإصلاحات، ويحمل الطلبة المسؤولية إلى الوزيرة السابقة جميلة المصلي التي وعدتهم، قبيل انتهاء فترتها الانتدابية، بكونها ستعمل على توفير موارد مالية مهمة لتأهيل هذا المعهد، سيما وأنه أضحى مهملا ومنسيا. وسبق لفرق برلمانية أن أكدت كون هذه المؤسسة تتضمن فروعا لمهن العمل الاجتماعي، التي تعتبر من المهن المهمة في الوقت الراهن وفي المستقبل العاجل، ويكتسي هذا المعهد أهمية بالغة في إعداد أطر هذه المهن. وبالإضافة إلى إهمال المؤسسة، فإن تركز المعهد في مدينة طنجة أضحى معه صعب الولوج لفائدة الطلبة المتحدرين من الجهات الجنوبية، بالنظر إلى التكاليف الخاصة بالتنقل، سواء لإجراء المباريات أو للدراسة، كما أن داخلية المعهد وبناياته جد متقادمة رغم وجوده في موقع استراتيجي بعاصمة البوغاز. واستفسرت الفرق البرلمانية في وقت سابق عن إمكانية إنشاء فروع للمعهد في مدن الجنوب، أو إمكانية تفعيل آليات الشراكة بين القطاعين العام والخاص لمبادلة العقار الحالي للمعهد، ببناء معهد جديد بمواصفات عصرية في موقع آخر.