رحم الله أبا الطيب المتنبي الذي أنشد ذات قصيدة:
إذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي بأني كامل.
وهذا البيت الشعري ينطبق حرفيا على حفيد نيلسون مانديلا الذي حضر افتتاح “الشان” بالجزائر وحرض في كلمته جبهة البوليساريو على قتال المغرب، أمام أنظار وأسماع رئيس الفيفا ورئيس الاتحاد الإفريقي.
حفيد مانديلا الذي تابعته محاكم جنوب إفريقيا سنة 2015 بتهمة اغتصاب قاصر في خلفية أحد البارات، يتطوع لاتهام المغرب باغتصاب حقوق الشعب الصحراوي.
وكم كان المغاربة على حق عندما قالوا “العافية تولد الرماد”، فبعد كل الرصيد النضالي الذي جمعه نيلسون مانديلا جاء أبناؤه فبددوه، فمات أحدهم بالسيدا بسبب تعاطيه المخدرات والجنس العشوائي، وتورط الثاني في جريمة اغتصاب قاصر. هذا دون الحديث عن أمهم ويني مانديلا التي اتهمت وتوبعت بتدبير عملية اختطاف وتعذيب وقتل ستومبي موكيتسي مراهق في الرابعة عشرة من عمره إضافة إلى أشخاص آخرين، وقد اعترفت زوجة مانديلا وجدة “هاد بوراس اللي جابوه الكابرانات للشان” أنها دبرت مع أفراد ميلشيا تابعة لها عمليات اختطاف لمواطنين وتعذيبهم.
على حفيد مانديلا الذي يقول في الجزائر “دعونا نقاتل لتحرير الصحراء الغربية” أن يراجع أرشيف والده وأن يستمع جيدا لتلك الكلمة التي ألقاها أمام الحشود والتي يحكي فيها كيف أنه عندما طلب لقاء الملك الحسن الثاني من أجل طلب المال والسلاح وتدريب رجاله من أجل خوض حرب التحرير لم ينتظر طويلا، فقد توصل بالمال، 5000 جنيه إسترليني، وتوصل بالسلاح وتم استقبال رجاله للتدريب العسكري في ضيعات وجدة. في تلك الفترة لم تكن الجزائر تملك سوى السلاح الذي أرسله لها الملك لكي تجهز جيشها الوليد.
والحقيقة أن الخطأ ليس خطأ حفيد مانديلا بل خطأ الكابرانات الذين جاؤوا به لمناسبة رياضية وكلفوه بالتدبير المفوض للحقد الذي يكنونه للمملكة المغربية.
وحسنا فعل ماكرون الذي قال للكابرانات إن فرنسا لن تعتذر لهم بسبب استعمارهم، والواقع أن من يستحق أن تعتذر له فرنسا عن صناعة دولة اسمها الجزائر هو المغرب، فبسبب هذه “السلعة الناقصة” التي خلقتها فرنسا جنبنا أصبح المغرب يعيش على أعصابه مثل أي شخص يسكن جنبه جار أحمق يمكن أن يضرم النار في بيته ويمتد الحريق إلى سائر بيوت الحومة.