ميليسا زوجة الدبوز.. مراسيم زواج قرئت فيها سور من القرآن ومقاطع من الإنجيل
حسن البصري
خرج جمال الدبوز إلى الوجود في 18 يونيو 1975 في حي إيفلين بالضاحية الجنوبية لباريس. عاش جمال طفولة قاسية، وعانى والده المتحدر من ضواحي مدينة تازة، صعوبات في تدبير معيش أسرة مكونة من ثمانية أفراد. لكن الفتى جمال عرف بشغبه الطفولي وإصراره على مواجهة الحياة وتدبير لقمة العيش، حتى ولو اضطر إلى ممارسة السرقة. فقد كان يعتقد بأن السرقة من أجل لقمة عيش «حلال».
ظلت الطفولة المعذبة تطارد جمال حين دخل بوابة المشاهير وأصبح واحدا من أكبر الكوميديين القادرين على انتزاع الابتسامة من أفواه الفرنسيين، وحتى اليمينيين المتطرفين اختل توازنهم من فرط الضحك حين تابعوا عروضه.
تعرف جمال الدبوز في العاصمة الفرنسية على ميليسا توريو، وهي القادمة من مدينة غرونوبل، بعد حصولها على شهادة الماجستير في الصحافة التلفزيونية. كان أول لقاء بينهما في مهرجان للفيلم الساخر سنة 2006، كما تجدد اللقاء في استوديو «إم 6» حين كانت تقدم برنامج «منطقة ممنوعة».
بعد سلسلة من اللقاءات وجدت ميليسا نفسها غارقة في الضحك والحب معا، وحين عرض جمال عليها الزواج طلبت مهلة تفكير دامت سنة واحدة قبل أن تشترط الاحتفاظ بثلاثة: بجنسيتها وديانتها وعملها الإعلامي، رغم أنها كانت تعلم علم اليقين أنها ستستهدف من طرف العنصريين.
قالت ميليسا توريو، في حوار مع مجلة «باري ماتش» الفرنسية، إنها عانت الأمرّين من جهات عنصرية عديدة في فرنسا، منذ أن تزوجت بالدبوز، وأرسلت عبرها نداء اختاره الصحافي عنوانا: «أنقذوني لأنني تزوجت من معاق عربي»، وأضافت أن فئة من جمهورها اتهمتها بـ«جلب العار لفرنسا لأنها تزوجت بعربي أولا ومعاق ثانيا». وفي ظل هذه الهجمات اضطرت ميليسا إلى إنشاء شركة إنتاج والابتعاد عن الأضواء، بل إن زوجها جمال ظل يصر على اصطحابها في رحلات بعيدة كي تبقى بعيدة عن فضول المصورين، سيما بعد أن أصبحت مستهدفة من مجلات الإثارة. ووجدت الزوجة نفسها منخرطة في التمثيل بناء على رغبة من جمال الذي تحول إلى منتج أفلام لا تكتمل سيناريوهاتها دون إسناد دور رئيسي إليها.
ساعد جمال الدبوز زوجته ميليسا تريو في إعداد فيلم وثائقي حول واقع الأمهات في السجون الفرنسية، وطلب منها الاهتمام أكثر بأسرتها وعملها، إذ قالت في تصريح لـ«فرانس 24» حول موضوع العنصرية: «جمال يقول لي دائما إن فرنسا ليست بلدا عنصريا. لكن أنا أخالفه الرأي والدليل أنني أعاني من العنصرية لسبب واحد، وهو أنني اخترت العيش معه».
ورغم أن الصحافية الفرنسية ميليسا توريو وافقت على الارتباط بالكوميدي المغربي جمال الدبوز، فإنها لم تشهر إسلامها كما تقتضي الثوابت الدينية لزواج المسلمين، إذ احتفظت بديانتها المسيحية، بل إنها أقامت الشوط الأول من الاقتران في الكنيسة، بل وأطلقت على ابنها اسم «ليون»، قبل أن تقيم حفلي زفاف الأول على الطريقة المسيحية في قصر تاريخي بمنطقة «إيفلين» القريبة من باريس. أما الشوط الثاني من الحفل فأقيم في مدينة مراكش، حيث استأجر جمال طائرة لنقل ضيوفه الفرنسيين، وتمكينهم من التعرف على طقوس الزفاف المغربي في حفل دام أربعة أيام. تجسيدا لاتفاق مسبق بين زوجين قررا الارتباط وفق مراسم زواج تلي فيها القرآن ومقاطع من الإنجيل.
رزق الزوجان بمولودين «ليون» البالغ من العمر سبع سنوات، وقد حرصت والدته على تسميته، رغم أن جمال الدبوز أكد في أكثر من تصريح رغبته في تسمية مولوده «زيزو»، وحين رزق بابنته «ليلى» كان له قرار التسمية رغم أن جدتها الفرنسية كانت تريد أن تطلق عليها اسم «فلورونس».
زارت الزوجة مدينة مراكش فسقطت في حبها، وأصرت على التسوق في دروبها القديمة، قبل أن تقتني سكنا بها، وترافق زوجها في الرحلات التي يقوم بها نحو «عاصمة البهجة»، كما تصر على ارتداء الزي التقليدي المغربي ولا تخلف الموعد مع مهرجان القفطان الذي يقام سنويا في مراكش.