مواد طبيعية للوقاية من أمراض العظام وخشونة الغضاريف
سنحاول في هذا الحوار الطبي رفقة هشام ساطع، أخصائي أمراض وجراحة العظام والمفاصل، استخلاص أهم المواد الطبيعية التي تساعد في العلاج الطبي لكل من أمراض العظام والمفاصل وخشونة الغضاريف. هذه المواد التي تم التحقق علميا من فعاليتها في علاج هذه المشاكل الصحية، وذلك حسب ما توصلت إليه الجمعية الدولية للنباتات الطبية وعلاقتها بعلاج أمراض الروماتيزم والمفاصل.
هشام ساطع أخصائي أمراض وجراحة العظام والمفاصل
ما مدى أهمية التغذية الصحية في علاج أمراض العظام والمفاصل؟
في البداية وجب التنبيه إلى أن التغذية ليست علاجا للمرض، ففي البداية تكون بمثابة وقاية وحماية من الإصابة بالعديد من الأمراض، بما فيها أمراض العظام والمفاصل، وغيرها من الأمراض.
وبالنسبة للتغذية الصحية لمرضى الروماتيزم والمفاصل، فهي بمثابة علاج مكمل ومساعد إن صح القول، بحيث تعد مقويا ومكملا لبروتوكول العلاج الأساسي.
هل بإمكانك تقريبنا أكثر من المواد الطبيعية التي ثبتت فعاليتها في التقليل من حدة أمراض العظام والمفاصل والوقاية منها؟
التغذية الصحية جد مهمة في المساعدة على علاج كل من أمراض الالتهاب والروماتيزم وأمراض خشونة العظام. سنتحدث أولا عن مضادات الالتهاب الطبيعية التي تساعد في التقليل من التهاب المفاصل، والتي يمكننا تقسيمها إلى عدة مجموعات:
المجموعة الأولى
* المواد الغذائية الطبيعية التي تحتوي على نسب عالية من الأوميغا ثلاثة، التي تعتبر من أهم مضادات الأكسدة ومضادات الالتهاب، بالإضافة إلى أنها جد جيدة للشرايين ومخفضة للكولسترول الضار، ويمكننا الحصول على الأوميغا ثلاثة، من السلمون والسردين بالدرجة الأولى، كذلك من المكسرات خاصة الجور واللوز والكاجو، مع ضرورة تناول هذه المكسرات في شكلها الطبيعي دون تمليحها أو تحميصها، وعدم تجاوز الكمية المتناولة لعشر حبات أو حفنة، ويستحسن أن يتم تناولها ليلا.
أما في ما يتعلق بالأسماك سابقة الذكر، فمن الواجب تناولها مرتين خلال الأسبوع لا أكثر، حتى لا يتعرض الإنسان إلى تسمم الزئبق الذي تحتوي عليه هذه الأسماك بشكل وافر، والذي يعد ضارا بالخصوص بالنسبة للمرأة الحامل وجنينها وكذلك الطفل في سن النمو.
المجموعة الثانية
* مضادات الالتهابات المحتوية على مواد فعالة، والتي أصبحت المختبرات دوليا تعتمدها في صنع العديد من الأدوية المضادة للالتهاب، ومن بين هذه المواد الطبيعية هناك الكركم الطازج المجفف، الذي يحتوي على نسبة مهمة من مادة الكوركمين، التي تعمل على التقليل من تفاعل لانترلوكين والمواد المسماة بالـ «برو أنفلاماطوار» مثل السيتوكين، الموجود في الكثير من الأدوية الخاصة بعلاج أمراض خشونة الغضاريف، وأحيانا الأمراض المتعلقة بآلام العضلات، والأربطة. ومن بين هذه المواد الغذائية الطبيعية، هناك البروكلي الأخضر الذي أجريت عليه دراسات معمقة أكدت فعاليته في علاج مرض الروماتويد، بفضل احتوائه على مادة معينة لازالت الأبحاث تتعمق في اكتشافها إلى حد الآن، للتمكن من تحويلها إلى دواء فعال.
هناك أيضا الزنجبيل خاصة الطري منه، الذي يتوفر كذلك على مجموعة من المواد المضادة للالتهاب، والمضادة للأكسدة، كما أنه فعال في تهدئة آلام المفاصل خاصة منها الآلام الليلية، أو تلك الآلام المصاحبة بتشنجات عضلية يشعر بها المريض صباحا عند استيقاظه من النوم.
هناك أيضا الفلفل الأحمر الذي يتوفر على مادة الكابسايسين، وهي مادة في غاية الفعالية بالنسبة لحرق الدهون ولتقوية الشرايين وكذلك للتخفيف من آلام المفاصل، خاصة منها الناتجة عن التعب والاجهاد، كالتي يشعر بها الفرد بعد ممارسته لحصة من التمارين الرياضية وبالخصوص بالنسبة لحاملي الأوزان الثقيلة.
كما أن هذه المادة تساعد على تقوية المعدة وحمايتها عكس ما يظن الكثير من الأشخاص، بالإضافة إلى منافع الفلفل الأحمر الكثيرة للجهاز الهضمي ككل بما فيها الأمعاء.
أيضا مادة الليكوبين الموجودة في الطماطم، والتي تمنحها اللون الأحمر، جد مفيدة لمرضى البروستاتا، وكذلك تساعد على تقوية العضلات المحيطة بالغضاريف، وتحد من تآكل العظام عند مرضى الروماتيزم والمفاصل.
المجموعة الثالثة
* تتكون المجموعة الثالثة من الفيتامين «د» والمواد المحتوية على نسب عالية منه، ومن بينها الكبد والبيض. يساعد الفيتامين «د» في محاربة ترقق العظام، وعلى إلصاق الكالسيوم بها، وبالتالي تقوية العظام ونموها بشكل أسرع.
بالنسبة لمرضى النقرس، هل هذه المواد المذكورة سابقا مفيدة بالنسبة إليهم أيضا؟
بالنسبة لمرضى النقرس، فقد أكدت الدراسات على فعالية كل من التين والكرز الأحمر في مساعدة الجسم على التخلص من حامض اليوريك عبر البول، وبالتالي التقليل من حدة مرض النقرس وآلامه.
ما هي النصائح الأخرى التي يمكنك تقديمها لقرائنا للوقاية من الأمراض المناعية أو الميكانيكية المتعلقة بالعظام والمفاصل؟
لا بد من التغذية الصحية المصاحبة بالرياضة التي تتماشى مع طبيعة المرض، فهذا أمر جد مهم في تكميل العلاج من جهة، وللوقاية من السمنة والوزن الزائد من جهة أخرى، الذي يعد أهم أسباب الإصابة بأمراض العظام والمفاصل، بالإضافة إلى أنه يزيد من حدتها.