النعمان اليعلاوي
لم يحظ قرار تنقيل العاملين في المستشفى الجامعي ابن سينا في الرباط بقبول وترحيب من طرفهم، فقد عبّر الأطباء والصيادلة الداخليون والمقيمون عن مخاوفهم من تأثير إغلاق مختبرات التحاليل الطبية التابعة للمركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا بالرباط على مسارهم المهني، بالتزامن مع عمليات نقل الخدمات إلى مستشفيات أخرى في جهة الرباط ـ سلا ـ القنيطرة. وأشاروا إلى أن هذا الوضع يضع تدريبهم المهني في حالة من الغموض، خصوصًا مع تسريع وتيرة الأشغال في المركز.
وأوضحت اللجنة الوطنية للأطباء الداخليين والمقيمين في بلاغ لها أن إغلاق هذه المختبرات، التي تُعد مرجعًا وطنيًا، يشكل تهديدًا لمستقبل التكوين المهني لأكثر من 200 متدرب ومقيم.
وأكد البلاغ ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لضمان استمرارية التكوين. ورغم طلب توضيح وُجه إلى مدير المركز في نهاية شهر نونبر الماضي، إلا أن اللجنة لم تتلقَّ أي رد، مما زاد من مخاوفها بشأن مستقبل تكوينها.
وفي هذا السياق، عبر الأطباء والصيادلة الداخليون والمقيمون عن رغبتهم في نقل خدمات المختبرات إلى مراكز استشفائية أخرى، مثلما حدث مع باقي الخدمات الصحية، لضمان استمرار التدريب تحت إشراف هيئة التدريس، حسب مصادر من اللجنة الوطنية للأطباء الداخليين والمقيمين، إلى أن المختبرات الخاصة قد تُستخدم كبديل، مما قد يحرم المتدربين من فرصة استكمال تكوينهم في بيئة مناسبة، مشيرة إلى أن عملية نقل الخدمات الصحية التي بدأت في 8 نونبر الماضي شملت نقل خدمات المستعجلات والتخصصات المختلفة، فيما لا يزال مصير مختبرات التحاليل غير واضح.
وأكدت المصادر أن المتدربين يواجهون احتمال انتظار طويل الأمد حتى اكتمال بناء المركز الجديد، مشيرةً إلى أن مشروع بناء المركز يهدف إلى إقامة منشأة عصرية بمعايير حديثة.
وكان المركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا قد أصدر إشعارًا أوضح فيه أن الخدمات الصحية والأنشطة الطبية تُنقل إلى منشآت استشفائية أخرى لضمان استمرارية الرعاية الصحية أثناء فترة بناء المركز الجديد. وشمل ذلك توزيع خدمات طبية مختلفة على مستشفيات الجهة، بما فيها مستشفى التخصصات ومعهد الأنكولوجيا والمراكز الإقليمية الأخرى، ويثير هذا الوضع تساؤلات حول مستقبل التكوين الطبي في ظل هذه التغييرات، بينما يطالب الأطباء والصيادلة الداخليون والمقيمون بتوضيحات عاجلة للحفاظ على جودة التكوين واستمراريته.