شوف تشوف

الدوليةالرئيسية

من هو سنان أوغان مرشح حزب الأجداد

هكذا يؤثر دعم أوغان لأردوغان على الانتخابات الرئاسية

رغم أنه غير معروف فقد حصل سنان أوغان على 5 في المئة من أصوات الناخبين خلال الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية التركية التي تعد الأهم في تاريخ البلاد. وفاجأ أوغان الجميع بإعلان دعمه خلال الجولة الثانية لمرشح حزب العدالة والتنمية رجب طيب أردوغان الذي أكد أنه لم تتم أي صفقة بينهما. وبهذا التعاون، ستتعزز فرص فوز أردوغان بالرئاسة.

إعداد: سهيلة التاور

ولد سنان أوغان في الأول من شتنبر 1967، في مدينة «أيدر» التركية، وهو أصغر أبناء مزارع فقير من أصول أذربيجانية.
وقد عاش أوغان طفولته في مسقط رأسه وسط ظروف مادية صعبة، اضطر معها أن يعمل في الرعي والعديد من الوظائف الأخرى ليتمكن من العيش وإتمام تعليمه الأساسي.
تخرج من كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية بجامعة مرمرة، وأكمل درجة الماجستير في نفس الجامعة، و دراسات الدكتوراه في جامعة موسكو الحكومية للعلاقات الدولية (MGIMO)، وبحسب سيرته الذاتية يتكلم اللغة الروسية المتقدمة والإنجليزية الأكاديمية.
عمل كمساعد باحث في معهد الدراسات التركية بجامعة مرمرة، وكمحاضر ونائب عميد في جامعة أذربيجان الحكومية للاقتصاد، وله رصيد في الأوسمة، إذ حصل على «وسام الدولة» من قبل رئيس أذربيجان، عندما كان في تلك البلاد.
وأسس ويترأس مركز TÜRKSAM، وله 3 كتب منشورة وأكثر من 500 مقالة، وهو عضو في مجموعات الصداقة البرلمانية بين تركيا وألبانيا وتركيا والنيجر والأمين العام لمجموعة الصداقة البرلمانية التركية الأذربيجانية.

حياته السايسية
دفع التوجه القومي لدى سنان إلى العمل السياسي تحت مظلة حزب «الحركة القومية» التركي، وكان يقدم الدعم المعلوماتي لرئيس الحزب دولت بهجلي منذ عام 2006، من خلال التقارير والتحليلات التي أعدها حول قضايا السياسة الخارجية والأمن.
وبناء على دعوة من بهجلي، رُشح أوغان للبرلمان التركي عن ولاية أيدر عام 2011، وانتُخب نائبًا عن المحافظة الوحيدة التي فاز فيها الحزب في تلك الانتخابات، متجاوزا حزب العدالة والتنمية وحزب الشعوب الديمقراطي.
وأثناء عمله في البرلمان شغل منصب عضو لجنة الدستور البرلمانية ولجنة الشؤون الخارجية.
وفي عام 2015، أعلن ترشحه لمنصب رئيس حزب الحركة القومية، ولكنه طرد من الحزب يوم 26 غشت 2015، وبقرار من المحكمة ألغي الطرد في 2 نونبر 2015، وعاد أوغان إلى الحزب من جديد.
وفي 10 مارس 2017 طُرد من الحزب مرة أخرى مع ثلاثة من نواب الحزب، لإعلانهم التصويت بـ «لا» في الاستفتاء على التعديل الدستوري، وقيامهم بحملة نشطة في صفوف الحزب للدعوة إلى ذلك، إذ قرر مجلس الانضباط المركزي في الحزب معاقبة الأربعة بـ «الطرد النهائي».
وفي الوقت الذي يجد فيه أوغان نفسه صوتًا للمواطنين الغاضبين من سياسة الهجرة واللجوء في تركيا، فإنه في الوقت ذاته يرفض التعاون بأي شكل مع الأحزاب المتهمة بدعم منظمة «حزب العمال الكردستاني» المصنفة منظمة إرهابية في تركيا وعدة دول غربية.

دعمه لأردوغان
بعد الجولة الأولى من سباق الانتخابات التركية، توجهت الأنظار إلى سنان أوغان الفائز بالمرتبة الثالثة في السباق بعدما حصل على نسبة أصوات بلغت 5.17 في المئة، واكتساب كتلته التصويتية أهمية لحسم الجولة الثانية بين المنافسين الرئيسيين رجب طيب أردوغان وزعيم المعارضة كمال كليجدار أوغلو. لكنه حسم الأمر وأعلن دعمه لأردوغان في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي ستجري في 28 من الشهر الجاري.
وقال أوغان إن المعارضة التركية «لم تستطع أن تقنعنا ولم تتمكن من الحصول على أغلبية البرلمان»، مشددا على أن الرئيس الجديد يجب أن يكون في حالة توافق مع البرلمان.
وحصل الرئيس أردوغان على 49.5 في المئة من الأصوات في انتخابات 14 ماي، بينما حصل كليجدار أوغلو على 44.9 في المئة، فيما حصل أوغان الذي انشق عن «الحركة القومية»، الحزب المتحالف مع معسكر الرئيس أردوغان، على 5.2 في المئة من الأصوات.

رد أردوغان
توجه أردوغان بالشكر إلى أوغان، نيابة عن تحالف الجمهور الحاكم، وأكد عدم وجود أي صفقة وراء هذا الدعم، وأضاف: «السيد أوغان يعرف موقفنا تجاه مكافحة الإرهاب وعلاقتنا مع العالم التركي والمسائل المتعلقة بأمننا القومي. أنا واثق بأن هذا التعاون (دعم أوغان) سيصب في مصلحة الشعب والبلد».
وتعليقاً على اتهامات المعارضة بعقد صفقة أو مساومة بين أردوغان وأوغان، بسبب دعم الأخير للرئيس التركي، انتقد أردوغان الحملة التي أثيرت ضد أوغان عبر مواقع التواصل منذ لحظة إعلان دعمه لتحالف الجمهور الحاكم.
ووصف أردوغان تلك الحملة بأنها «إعدام تعسفي»، وأضاف: «كنا نتوقع أن يتعرض السيد أوغان لهذه الحملة بعد إعلانه موقفه في ما يتعلق بالجولة الثانية»، مشيراً إلى أن «شعبنا سيرد بأفضل شكل على هذه الممارسات يوم 28 ماي».
لكن أردوغان كشف أنه جرى الحديث حول إنشاء وزارة لمواجهة الكوارث الطبيعية، خلال لقاء جمعه مع أوغان في إسطنبول، يوم الجمعة 19 ماي، لافتاً إلى أن ذلك يمكن مناقشته مستقبلاً.
على صعيد آخر، تطرق أردوغان إلى قضية اللاجئين السوريين المقيمين في تركيا تحت «الحماية المؤقتة»، حيث يطالب أوغان بترحيلهم «على الفور»، وأفاد الرئيس التركي بأن تركيا «تدعم العودة الطوعية والآمنة للاجئين السوريين».
وأضاف: «منذ البداية ندعم العودة الطوعية والآمنة للاجئين، وقد عاد نحو 560 ألف لاجئ إلى المناطق المطهرة من الإرهاب (شمالي سوريا)».
وأضاف: «منذ البداية ندعم العودة الطوعية والآمنة للاجئين، وقد عاد نحو 560 ألف لاجئ إلى المناطق المطهرة من الإرهاب (شمالي سوريا)»، لافتاً إلى إلى أن العدد سيزداد «كلما تم تطهير المزيد من الأراضي في سوريا من التنظيمات الإرهابية».
كما أوضح أردوغان أن مسألة عودة اللاجئين مدرجة على أجندة مسار الحوار الرباعي المتواصل بين تركيا وروسيا وإيران والنظام السوري، وأن هناك مؤشرات «إيجابية للغاية» بهذا الخصوص.
وأشار أيضاً إلى أعمال بناء منازل الطوب «بدعم من المنظمات المدنية والدول الشقيقة»، لتهيئة الظروف لعودة اللاجئين، ونوه إلى أن تركيا تهدف إلى تأمين عودة نحو مليون لاجئ وربما أكثر في المرحلة الأولى، من خلال مشاريع منازل الطوب الجديدة.
ورداً على سؤال عما إذا كان هناك جدول زمني محدد بخصوص عودة اللاجئين، لفت إلى أنه بعد الانتهاء من الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي ستجري الأحد المقبل، يمكن وضع خارطة طريق بخصوص اللاجئين.
وصرح بأنه يمكن الإقدام على خطوات في إطار المسار الرباعي مع روسيا وسوريا وإيران من أجل ضمان عودة اللاجئين بأقصر فترة ممكنة.

تأثير دعم أوغان
أفاد المحللون السياسيون بأن التوجه القومي المحافظ لسنان أوغان جعله يختار دعم أردوغان. كما أن عامل الأمن يعد مهما جدا للتوجه القومي المحافظ، وبالتالي كان أوغان يستعرض الانتقادات في حال دعم كليجدار أوغلو، الذي يحظى بدعم حزب الشعوب الديمقراطي الكردي المرتبط أيديولوجيا بحزب العمال الكردستاني المصنف جماعة إرهابية من قبل أنقرة، مما قد يؤثر سلبا على مستقبله السياسي.
ومن منطلق التفكير في مستقبله السياسي، فإن الاحتمالات ترجح فوز أردوغان، وبالتالي من الطبيعي أن يدعم أوغان الطرف الفائز.
وأفاد الأكاديمي كرم يافاشتشا وهو أحد الأعضاء المؤسسين لحزب «الديمقراطية والتقدم» المعارض بأن هناك حالة من عدم الوفاق في تحالف الأجداد الذي رشح أوغان، حيث أعلن زعيم التحالف أوميت أوزداغ رئيس حزب «الظفر» عدم توافقه مع قرار أوغان، مما يطرح التساؤل حول إمكانية توجيه أوغان كتلته التصويتية.
وأفاد يافاشتشا بأنه سيكون من الصعب توجيه الكتلة التصويتية لأوغان بالكامل لصالح أردوغان، نظرا لأن الأصوات التي حصل عليها أوغان تزيد على قاعدته التصويتية الأصلية التي هي نفسها محل تساؤل عن وجودها من عدمه، مشيرا إلى أنه حصل على أصوات ناخبين لم يصوتوا لتحالف الأجداد في الانتخابات البرلمانية.
وعن هذه الكتلة التصويتية، أفاد الأكاديمي بأن بعض هذه الأصوات ترفض اختيار أردوغان وكليجدارأوغلو، وبالتالي فكان حصول أوغان على هذه الأصوات نابعا من كونه المرشح الثالث.
وأضاف أن بعض أصوات أوغان من كتلة حزب الجيد المعارض، وبالتالي فإنه من غير المنطقي أن تذهب كل هذه الكتلة لأردوغان.
وأشار المحللون إلى أن موقف أوغان يفهم أنه اختيار الطرف الذي له فرص أكبر في الفوز، بالإضافة إلى عامل الأمن القومي الذي أبعده عن كليجدار أوغلو، مع التنويه إلى أن أوغان أصلا ينحدر من حزب الحركة القومية الموجود في التحالف الحاكم.
وأوغان لا يتمتع بقاعدة تصويتية مهيمنة، ولكن بين داعميه أصواتا من أصحاب ردود الفعل ذات الطبيعة «المتظاهرة»، وبينهم من يميلون اجتماعيا إلى قاعدة أردوغان التصويتية.
ويعد أردوغان الفائز منذ الجولة الأولى رغم أنه يواجه أصعب ظروف في حياته المهنية، سواء من الاقتصاد أو زلزال فبراير المدمر.
ويعتقد المحللون أن نصف الكتلة التي صوتت لأوغان على الأقل قد تذهب لأردوغان، وسيكون أمامها اختيار آخر، ألا وهو الامتناع عن التصويت برمته.
و يُرجح فوز أردوغان لأن الجولة الثانية تعتمد على الفوز بأغلبية الأصوات، وأن أردوغان بالفعل تفوق في الجولة الأولى بأكثر من 2 مليون و300 ألف صوت.
ويرى المحللون السياسيون أن نسبة 5 في المئة التي حصل عليها أوغان قد تقسم كالتالي: 2 في المئة قد تصوت لأردوغان و1.5 في المئة قد تمتنع عن المشاركة و1.5 في المئة كأقصى تقدير ستصوت لكليجدار أوغلو، مما قد تزيد الفارق الموجود أصلا في الجولة الأولى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى