وصلت وزيرة الخارجية الفرنسية، كاترين كولونا، مساء أول أمس (الخميس) إلى الرباط، في زيارة رسمية للتحضير لزيارة الرئيس إيمانويل ماكرون إلى المملكة مطلع العام المقبل، وفق الناطقة باسم الخارجية الفرنسية، آن كلير لوجاندر، والتي قالت في ندوة صحافية إن وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمون بالخارج، ناصر بوريطة، سيستقبل نظيرته الفرنسية الجمعة في الرباط وينتظر أن “يتطرقا إلى الشراكة الثنائية الاستثنائية بين المغرب وفرنسا في كافة أبعادها”، حسب المسؤولة في الخارجية الفرنسية، والتي أكدت أن موضوع التأشيرات سيطرح هو الآخر، من دون إعطاء تفاصيل حول ما إذا كان سيعلن عن رفع القيود المفروضة من جانب باريس.
وتطرح العديد من الملفات على طاولة الاجتماع بين قادة الديبلوماسية في الرباط وباريس، على رأسها ملف التأشيرات، حيث سبق وقررت فرنسا خفض تأشيرات الدخول الممنوحة للمغاربة إلى النصف، بحجة إحجام المملكة عن إعادة استقبال رعاياها المقيمين في فرنسا بصورة غير قانونية، وهذا الإجراء، الذي وصفه المغرب بأنه “غير مبرر” والمنظمات الإنسانية غير الحكومية بأنه “مهين” والأوساط الفرنسية المغربية بأنه “أخرق”، أدى إلى توتر في العلاقات بين البلدين منذ عام، زيادة على ملف الصحراء المغربية، الذي يطالب فيه المغرب شركائه الأوروبيين على رأسهم فرنسا، بموافق واضحة بعد التغيرات الأخيرة التي كان أبرزها الاعتراف الأمريكي بالسيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية.
ومن المرتقب أن يزور ماكرون المغرب “خلال الأشهر الثلاثة الأولى” من العام المقبل، بدون أن يحدد تاريخها رسميا بعد، فيما يرى متابعون أن الهدف من زيارة وزيرة الخارجية، هو الإعداد للبرنامج والإطار السياسي لزيارة الدولة التي سيقوم بها الرئيس إيمانويل ماكرون المفترضة منتصف شهر يناير، وأن هذه الزيارة ستكون مناسبة لإجراء حوار استراتيجي مع نظيرها المغربي ناصر بوريطة لمعرفة مواضع الخلاف وما هي الحلول التي يمكن أن يتوصل إليها البلدان لنزع فتيل هذه الأزمة ولتجاوز مرحلة البرود بين العاصمتين باريس والرباط .
النعمان اليعلاوي