مقابلة مع لازلو نيميس مخرج فيلم عن الهولوكوست
ترجمة: سهيلة التاور
«ابن شاول» خرج في دور العرض في الأربعاء 4 نونبر. الفيلم الذي حاز جائزة مهرجان «كان» الكبرى للجنة التحكيم، وبدون شك فهو واحد من أفلام الخيال الأكثر إثارة للمشاعر إزاء الهولوكوست. «إنه فيلم مليء بالمغالطات في طريقة معالجته للأحداث، فهو نتيجة لسباق متسابقين فيه مشدودين بحبل يمنعهم من الجري»، بهذه الكلمات وصفه المخرج، لازلو نيميس.
ولد لازلو نيميس في بودابست (المجر) في 18 فبراير 1977، هو مخرج وكاتب سيناريو هنغاري. فاز في سباق الجائزة الكبرى في مهرجان «كان» 2015 بفيلمه ابن شاول Le Fils de Saul .
- ما هي علاقتك بالهولوكوست؟
اغتيل جزء من عائلتي في أوشفيتز. كان موضوعا للنقاش اليومي بالنسبة لي. لفترة طويلة لم أكن أفهم. وعند نقطة معينة أحسست برغبة في معرفة الصلة بين هذه الأحداث. حاولت التحدث حول ما يحدث في معسكر بيركناو. بالنسبة لي، هؤلاء الناس لم يكونوا يقلعون عن رغبتهم في الكشف عما يحدث، وتوضيح الصورة للعالم بخصوص ما يتعرض له اليهود الأوربيون.
- كيف تولدت لديكم فكرة فيلم عن الهولوكوست؟
قرأت مخطوطة لـSonderkommando السونديركوماندو في بيركيناو، أصوات تحت الرماد. كانت مذهلة للغاية. نقلتني لأول مرة إلى قلب الإبادة. أن أعيش هذا في الوقت الحاضر داخل الهولوكوست كان شيئا لم أشعر به من قبل. لقد كانت لدي دائما، مثل أي شخص آخر على ما أعتقد، وجهة نظر خارجية فقط. وهذه القراءة كانت نقطة البداية. وكنت أرغب في فيلم يمكن أن يكون له تأثير فوري .
- هل فكرتم على الفور في إعادة صياغة المخطوطة في شكل سينمائي؟
نعم لكنني لم أكن أعرف كيف أفعل. لقد أخذت سنوات للعثور على الزاوية المثلى. كان من الصعب بالنسبة لي تحليل أو العمل على صياغة عقلانية للخطوات. وفي وقت لاحق أردت أن أنقل شيئا يؤدي إلى توليد حدس في المشاهدين. وبالتالي حاولت العثور على النهج الذي يمكن أن يسمح بإنشاء هذا الحدس .
- هل وجب عليكم استهلاك الكثير من المواد بخصوص هذا الموضوع؟
لقد شاهدت كل ما كان من اللازم مشاهدته. من المؤكد أنني لم أشاهد كل شيء لكنني غصت مع فريقي قدر الإمكان في الوثائق. وكان هولوكوست كلود لانزمان مصدر إلهام كبير بالنسبة لنا، وRequiem pour un massacre لإليم كليموف كذلك. لكن كليموف يسمح بالكثير من الأمور التي تتخللها الزخرفة السنيمائية أكثر مني.
- كيف اخترتم ما تريدون أن تظهروه؟
تمسكت بوجهة نظر شاول، لم أظهر إلا ما يشاهده هو، إلى ما يثير انتباهه فقط. فهو يعمل لمدة أربعة أشهر في الهولوكوست. في إطار ميكانيزم الحماية، فأنا لم أعط اهتماما لمشاهد الرعب، لذلك تركت الرعب خارج إطار الفيلم. شاول ينظر فقط في موضوع بحثه، وهذا هو إيقاع الفيلم بصريا .
- كيف عملتم على هذا الصوت، المنتشر في كل مكان والمقموع في نفس الوقت؟
كان يجب علينا إعطاء الحدس المناسب لما يوجد داخل المخيم. وإعطاء صورة ثابتة في حين أن الصورة مقيدة. مع مهندس الصوت لدي، قررت العمل على أساس سليم وبسيط جدا على حد سواء، سهل، ومعقد، ومتعدد. وجب علينا معرفة الجو الصوتي من معمل الجحيم هذا، بمهامه المتعددة، أوامر، وصراخ، والعديد من اللغات التي تتصادم هناك، وذلك بين الألمانية، اللغات المتعددة للسجناء، بما في ذلك اليديشية، وأولئك الضحايا الذين أتوا من جميع أنحاء أوروبا. فبعض الأصوات تعلوا في الصورة، مع أصوات أخرى تضل مفقودة والتي من الواجب أن تظل كذلك.
- لماذا اخترتم أن تصوروا بمعيار الـ 35مم وعرض الفيلم بتقنية 4 على 3؟
أعتقد أننا لم نظهر سوى بعض الأشياء في ما يتعلق بالهولوكوست، وكانت هذه الزاوية مقلصة لأننا كنا نعرف حدودنا. عمق الصورة والألوان الغنية والطمس عوامل لا مقارنة بينها في إطار التقنية الرقمية والشريط السينمائي «البيليكول». و»البيليكول» هو روح السينما التي بتنا نخسرها لصالح التطورات وتكنولوجيا التلفزيون.
نبذة عن الفيلم
في أكتوبر 1944، أوشفيتز- بيركيناو، شاول أوشلادير هو عضو في سوندركوماندو، وهي مجموعة سجناء يهوديين معزولين عن بقية المخيم مضطرين لحضور النازيين في خطة الإبادة. يوم واحد، في قلب الجحيم، شاول يكتشف صبيا صغيرا كان لا يزال حيا ولكن فقط لفترة وجيزة بسبب الغاز، والذي عند رؤيته ظن أنه ابنه. لم يتمالك نفسه، إلى أن وجد نفسه يفعل كل شيء في محاولة لمنحه دفنا لائقا. ومن هنا انطلق نيميس في صناعة أحداث أول فيلم روائي طويل له.