من داخل مقر تابع لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (اليونيفيل) في قرية الناقورة جنوبي لبنان، تنطلق اليوم الأربعاء مفاوضات مباشرة بين وفدين يمثلان لبنان وإسرائيل برعاية أممية ووساطة أمريكية، بهدف ترسيم الحدود البحرية بين الطرفين.
ويرى مراقبون أن لبنان الذي كان يرفع مطلب حسم ملف الحدود البرية والبحرية في نفس الوقت، وجد نفسه، في ظل تنامي تداعيات الأزمة السياسية التي خلفها غياب حكومة بصلاحيات كاملة، وأخرى اقتصاديات ذات آثار اجتماعية، مضطرا للجلوس إلى طاولة التفاوض مع الطرف الإسرائيلي حول نقطة فريدة تتعلق بالمنطقة 9، وهي رقعة جغرافية تمتد على مساحة 330 ميل مربع من البحر الأبيض المتوسط، تحتوي أعماقها على احتياطات مهمة من الغاز الطبيعي.
ويرى مسؤولون لبنانيون أن التوصل إلى صيغة توافقية خلال هذه المفاوضات، سيمكن لبنان من استخراج الغاز الطبيعي بقيمة تتجاوز الـ6 مليارات دولار سنويا من “البلوك “9، وهي التسمية التقنية للمنطقة المتنازع عليها بين الطرفين اللبناني والاسرائيلي.
وترى مجلة فورين بوليسي الأمريكية أنه من غير المتوقع تحويل هذه المحادثات إلى اتفاق تطبيع أو سلام، كالذي توصلت إليه الإمارات والبحرين الشهر الماضي، ولكنها تحمل إنجازا آخرا لإدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، التي تسابق الزمن من أجل تعزيز وتقوية وضع إسرائيل في المنطقة قبل موعد الاستحقاقات الانتخابية الرئاسية الأمريكية المقرر إجراؤها في الثالث من نونبر المقبل.
وفي سياق متصل، أعلن كل من حزب الله وحركة أمل اللبنانيان بمرجعية شيعية، في وقت مبكر اليوم الأربعاء، رفضهما تضمين الوفد اللبناني الذي سيشارك في مفاوضات ترسيم الحدود مع إسرائيل شخصيات مدنية.