يبدو أن الحافلتين المخصصتين لنقل الطلاب نحو كل من المركز الجامعي للاقتصاد والتدبير، والمدرسة العليا للتكنولوجيا، ومعهد التكوين في الفندقة والسياحة لن تدخلا الخدمة للموسم الجامعي والتكويني الثاني على التوالي، ذلك أن الأسدس الثاني قد انطلق منذ أيام، ومعاناة الطلاب مع النقل من وإلى هذه المؤسسات الجامعية ما زالت مستمرة.
ففي الوقت الذي ركن فيه المجلس الجماعي لكلميم حافلتين تابعتين له مخصصتين للنقل الجامعي بمرأب الجماعة، ما زال عدد كبير من الطلاب والطالبات ومتدربي التكوين المهني يعانون الأمرين مع وسائل النقل، أثناء الذهاب إلى هذه المؤسسات أو العودة منها. وتتفاقم هذه الوضعية أكثر خلال فصل الشتاء، حيث تنخفض درجة الحرارة إلى مستويات دنيا، إضافة إلى تهاطل الأمطار التي تزيد من معاناة هؤلاء على طول الطريق.
ولم يتم بعد إطلاق خدمة هاتين الحافلتين للموسم الجامعي الثاني على التوالي، ذلك أن المجلس الجماعي لكلميم استقدمهما باعتبارهما هبة سلمت إليه في شهر نونبر 2021، بعيد أسابيع قليلة من انتخابه، لكنهما لم تدخلان الخدمة خلال الموسم الجامعي 2021/2022، وأيضا خلال هذا الموسم 2022/2023، حيث ما زالتا مركونتين في مكانهما تحت أشعة الشمس في مدخل الجماعة.
ورغم مبادرة المجلس الجماعي لمعالجة مشكل نقل الطلاب والطالبات بعد استقدام الحافلتين من الخارج، من خلال المصادقة على قبول الهبة في دورة استثنائية لمجلس الجماعة، إلا أن تسيير الحافلتين طرح مشاكل عويصة، الأمر الذي دفع مجلس الجماعة إلى اتخاذ قرار بوضعهما رهن إشارة إحدى جمعيات المجتمع المدني القادرة على تدبير هذا المرفق، إذ تم نشر إعلان للجمعيات من أجل إبداء الرغبة في تسيير الحافلتين في إطار اتفاقية شراكة مع الجماعة، لكن تعثر ذلك لأسباب مجهولة. وقد ظل الحال على ما هو عليه لمدة طويلة، قبل أن يعود مجلس جماعة كلميم، خلال شهر شتنبر الماضي، ويفتح باب تلقي ترشيحات الجمعيات الراغبة في تسيير الحافلتين للمرة الثانية، إلا أنه منذ ذلك الحين لم يظهر مآل ذلك، رغم أن الموسم الجامعي الحالي لم تتبق منه سوى أشهر قليلة.
وكانت الجماعة قد حددت شروط تسيير الحافلتين، منها أن يتضمن القانون الأساسي للجمعية الراغبة في تسيير الحافلتين كل ما من شأنه الاهتمام بقضايا الطلاب، سيما النقل المدرسي والجامعي، إضافة إلى ضرورة أن يشمل ملف الترشيح تصورا محكما واستراتيجية دقيقة حول كيفية تسيير وتدبير هذه الحافلات، بما بضمن التخفيف من مشاكل تنقل الطلبة بالمدينة، والحفاظ على هاتين الحافلتين.
كلميم: محمد سليماني