طاطا: محمد سليماني
عادت مطالب التدخل لمنع انتشار زراعة البطيخ الأحمر بمعظم جماعات إقليم طاطا إلى الواجهة من جديد، بعدما أضحت أغلب مناطق الإقليم تعاني شحا خطيرا في المياه سواء الجوفية أو السطحية.
وبحسب المصادر فقد رفعت مجموعة من التعاونيات والجمعيات الفلاحية ملتمسات إلى عامل إقليم طاطا من أجل استصدار قرار عاملي جديد يتعلق بمنع زراعة البطيخ الأحمر بكل مناطق الإقليم، وخصوصا بالمناطق التي تعرف نقصا حادا في المياه. وقد أدى هذا النقص الكبير في المياه إلى نضوب مياه عدة عيون كانت إلى عهد قريب تشكل مصدرا للمياه بمعظم واحات المنطقة، إلا أن توالي سنوات الجفاف، والظهور الكبير في السنوات الأخيرة للضيعات الفلاحية المتخصصة في زراعة البطيخ الأحمر بجل جماعات الإقليم، زاد من تأزم الوضع ونضوب مياه العيون وتوقف السواقي، مما نتج عنه فقدان الكثير من نخيل الواحات، الذي يشكل مصدر رزق السكان المحليين.
ودعت التعاونيات والجمعيات الفلاحية إلى ضرورة تدخل مختلف الجهات المسؤولة لمنع حفر الآبار، وعدم الترخيص بحفر أخرى جديدة، وطمر الآبار والاثقاب المائية غير المرخصة خصوصا في المناطق المتضررة جدا من الجفاف. وفي هذا السياق فقد سبق أن قامت لجنة مختلطة قبل أشهر بطمر حوالي 62 بئرا غير مرخصة بضيعات فلاحية من أصل 153 بئرا بالإقليم، وذلك من أجل ترشيد استعمال المياه للشرب وللأغراض الفلاحية المستدامة.
واستنادا إلى المصادر، فإن عمليات طمر الآبار غير المرخصة الممتدة على طول جماعات الإقليم، تأتي في إطار الجهود التي تقوم بها السلطات من أجل محاربة استنزاف الفرشة المائية وتأمين الموارد المائية، بعدما أصدر عامل إقليم طاطا قرارا عامليا صنف بموجبه الإقليم منطقة منكوبة بسبب الجفاف. واعتبر القرار العاملي الذي يحمل رقم 38 بتاريخ 22 مارس 2021، جميع جماعات إقليم طاطا منكوبة بسبب الجفاف، مما يفرض على كل من المديرية الإقليمية للفلاحة والمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي بورزازات والمديرية الإقليمية للتجهيز والنقل واللوجستيك والماء ووكالة القرض الفلاحي بطاطا، وكل المصالح المختصة، تطبيق هذا القرار في ما يتعلق بالمساعدات التي تمنحها الدولة للتخفيف من الأضرار الناجمة عن ظاهرة الجفاف. وينتظر فلاحو المنطقة إصدار قرار عاملي آخر يمنع حفر الآبار والأثقاب المائية بالقرب من العيون التي تزود السكان بالماء الصالح للشرب.
واستنادا إلى المعطيات، فإن تنامي الضيعات الفلاحية المتخصصة في إنتاج البطيخ الأحمر يرجع بالأساس إلى الظروف المناخية المواتية بالإقليم، والتي تمكن من الإنتاج بدورة زراعية قصيرة تقل عن 4 أشهر وقيمة مضافة عالية تساعد على تحسين دخل الفلاحين. في المقابل تستعد وزارة الفلاحة لإنجاز برامج تهم سلاسل إنتاج مستدامة بالإقليم، والتي لا تقوم على استهلاك كبير للمياه، كتوزيع 225 ألف فسيلة من مختلف أصناف النخيل الممتاز. وفي إطار تنمية سلاسل الإنتاج، تم إعداد دراسة الجدوى التقنية والاقتصادية لغرس شجر النخيل على مساحة 1500 هكتار بالإقليم، تم من خلالها اعتماد 1300 هكتارا مقسمة على 19 مدارا سقويا.